السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

طارش خميس: أحلم بأوركسترا تراثية تخلّد ذاكرة الإمارات

طارش خميس: أحلم بأوركسترا تراثية تخلّد ذاكرة الإمارات
18 أكتوبر 2014 00:59
التقيته للمرة الأولى بفضول المعرفة بعد أن سمعت عنه كثيرا كأحد أهم العوادين في الإمارات. يتقن الارتجال الموسيقي والشعري والتأليف والتلحين. قامة طويلة في حضور هادئ وضحكة واثقة من طريقها في عالم الموسيقى، الذي يرى فيه حياة وانفتاحا لابد من إيجاده في بيئة كان لها بدايات وحضور عفوي بارز مع النغم الأصيل والأصوات الغنائية الراقية التي تحترم حضور النغم ورسالته الإنسانية الخالدة. طارش خميس مؤلف وملحن موسيقي، في حواره مع «الاتحاد» فتح ذاكرته مع المكان الذي نشأ فيه، ولعب دوراً كبيراً في توجهاته مع أول خطوة له في عالم النغم والتأليف والتلحين، وكيف وصل إلى حد السعي والطموح لتأسيس أوركسترا وطنية تراثية تجمع روح الشرق الموسيقية مع أنغام الغرب بانفتاحها وأبعادها، وكيف تعثرت خطواته وتوقفت، وأن لم تمت بل بقيت كطائر الفينيق تطل برأسها بعد كل خيبة أمل وانكسار. عن بداياته مع الموسيقى يقول طارش: «لم تكن خياراً إرادياً في طفولتي رغم أني نشأت في منزل عماده الوالد الذي كان أحد مؤسسي جمعية رأس الخيمة للفنون والتراث، وكنا نرافقه دائما في الأعراس والحفلات الموسيقية، ولكن يبدو أن لهذه الذاكرة الطفولية حضوراً طاغياً لا يلغى ولا يمحى، وتم اكتشافه في مرحلة الطفولة في مدرستي (موسى بن نصير) التي أكن لها كل حب وتقدير لدورها في اكتشاف أذني الموسيقية العفوية التي ألفت النغم والطرب في بيئة رأس الخيمة التي كانت ملاذاً للمطربين والمغنيين يتنفس شعراؤها الشعر المصاحب للنغم، ومنها كانت بداياتي الفعلية والعملية مع النغم عبر آلة الأكورديون ومنها مع البيانو وكنت من المتفوقين فطريا فيها وأمثل المدرسة في كل النشاطات الموسيقية الرسمية والحفلات التي كانت نشطة وفاعلة في فترة الخمسينيات والسينيات في عصر الطفرة الفنية في الخليج وفي الإمارات». لم يدرس طارش خميس الموسيقى أكاديمياً ومنهجياً، لغياب المدارس المتخصصة في وقتها، ولكن الاجتهاد الشخصي والمثابرة والارتجال والاستعانة بخبرة الأصدقاء والانتساب إلى قيادة الشرطة وفرقتها الوطنية كان له دور كبير في تطور ذائقته الموسيقية وانفتاحها على الموسيقى الخليجية والعربية والعالمية والتطور في طريقها إلى حد التفرغ لها الآن عبر التأليف والتلحين للمطربين والمطربات والمشاركة في تأليف السمفونيات الوطنية في الأعياد والمناسبات الرسمية. يحب طارش خميس أن يلقب بقائد ومؤسس أول أوركسترا وطنية تراثية في الإمارات خاصة رغم تجربته القصيرة نسبيا عام 2009 في رأس الخيمة، وذلك بمجهود تعاوني محلي مع 35 عازفاً إماراتياً في رعاية واهتمام من قبل المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، ولكن التجربة لم تعمر أكثر من ستة أشهر بسبب غياب الدعم المؤسساتي والاهتمام الإعلاني والإعلامي بهذه التجربة الوليدة التي تحتاج لدعم ورعاية متواصلين. وعن رؤيته لأهمية إنشاء أوركسترا وطنية إماراتية يرى طارش خميس إنها «رسالة حضارية وإنسانية نتركها للأجيال القادمة ونرسلها للعالم، عبر الموسيقا التي هي لغة انفتاح وتعايش وحضارة تعبر عن ثقافة وقيم ومفاهيم دولة الإمارات بتاريخ أجدادها وحاضر أجيالها. هي رسالة سامية وواجهة ضرورية لكل دولة حضارية تشهد تطوراً عمرانياً وثقافياً، وهذا يجب أن يوازيه تطور موسيقي لا يرتكن للماضي فقط بكل ما يعكس الماضي بروح العصر الحديث، وهذا ما حاولت إيجاده عبر تجربتي القصيرة مع تأسيس أول أوركسترا وطنية تراثية وهذا ما أعمل عليه الآن». وعن رؤيته لغياب المدارس والمناهج الموسيقية والاهتمام بالموسيقى في الإمارات يرى طارش خميس أن السبب هو النظرة الخاطئة إلى مفهوم وأهمية الموسيقى، خاصة في العصر الحالي مع طغيان الأغنية الهابطة التي جعلت البعض يربط مفهومها بمعنى الكلمة التي لا تعبر عن روحها ودورها في الحياة، فهي كما قال كونفوشيوس اذا أردت أن تتعرف على حضارة بلد فاستمع إلى موسيقاه، الموسيقى هي رسالة إنسانية خالدة تقرب المسافات وتقلص الفروقات وعليها تلتقي الإنسانية وتتوحد برسالتها وعمقها وخلودها». وطالب طارش خميس في نهاية الحوار بضرورة الاهتمام بتعليم الموسيقى للناشئة منذ الطفولة وإنشاء النقابات والمؤسسات المعنية برفع سويتها وتصويب مسارها خاصة وأن الإمارات العربية غنية بالمواهب الموسيقية والفنية التي تحتاج فقط إلى رعاية وتبني لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©