الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكلمة الأخيرة (2)

الكلمة الأخيرة (2)
8 يناير 2007 00:18
يكتبها: محمود الربيعي محمد مطر غراب يناوش العناصر الخمسة كان المدرب الايراني الكبير حشمت مهاجراني يدرب منتخب الامارات في بداية عقد الثمانينات بكلمة· هذا المدرب كان بارعا في قدراته الفنية والخططية وبخاصة قدرته على قراءة الفريق المنافس لكنه كان بارعا أكثر في استخدام السلاح النفسي· كان يقول للاعبين عندما تكون البطولة أو المباراة على أرضهم·· طالما ان البطولة على أرضك فهذا حقك·· فهل ترضى ان يأتي غريب من الخارج ويسلبك هذا الحق·· ما عليك سوى ان تضحي في الدفاع عن حقك فإذا نجحت فهنيئا لك·· واذا فشلت فسوف نعذرك وسنحسب لك شرف المحاولة· انها الكلمة التي آمن بها مهاجراني ولطالما حقق الفوز لمنتخب الامارات بها· واليوم وفي سلسلة موضوعات الكلمة التي نهدف من ورائها الوفاء بدورنا في تهيئة المناخ امام منتخبنا الوطني على أمل ان يحقق حلم جماهيره المرتقب ومنذ سنين·· اليوم اخترنا محمد مطر غراب فهو أحد فرسان الكلمة وحباه الله بملكة الغوص في أعماق الأشياء· ترى ماذا سيقول غراب للاعبين الخمسة الذين سوف تدور بطولة كأس الخليج في رحاهم؟·· وهم: المدرب، واللاعب، وادارة اتحاد الكرة، والجمهور، والإعلام· ميتسو ؟ نتمناها تشكيلة مثالية غير مرتبطة بخلفيات ؟ في المرحلة الحالية دورة الخليج أهم من كأس آسيا ؟ الكلمة الأولى ·· للمدرب عبدالكريم ميتسو ؟ يقول محمد مطر غراب: من حسن الطالع ان يبدأ المدرب ميتسو مهمته في دورة الخليج في الفريق العماني وهو فريق يعرفه ميتسو جيدا وهو ليس بغريب عليه·· فقد التقى به في الفترة الاخيرة اكثر من مرة·· نعم يعرف نقاط ضعفه ونقاط قوته واسلوبه وطريقته· وسيكون هذا اللقاء هو لقاء الافتتاح وهذا اليوم تحديدا سيتميز بحضور جماهيري جارف مساندة للمنتخب في مشواره الأول· هذه الوضعية بالتأكيد وضعية ممتازة بالنسبة للمدرب فهو سيلتقي بالفريق الذي يعرفه جيدا في يوم الافتتاح الذي يعد اللاعبون أنفسهم من أجله وتنتظرهم الجماهير الغفيرة داعمة ومساندة· وتقديري ان المدرب لا يبقى عليه سوى اختيار العناصر الجاهزة والقادرة دون النظر الى خلفيات سابقة، معلوم ان لدينا بعض العناصر لازال عليها حتى الآن علامة استفهام بخصوص عدم تمكنها من استعادة مستواها المعروف، وفي مثل مباريات الافتتاح من المفيد اكثر الدفع بالعناصر الجاهزة التي تعطيك 90 دقيقة كاملة·· لأن عدم الدفع بالعناصر الجاهزة سيكون أشبه بالمغامرة·· أما العناصر المعروفة والتي لم تستكمل جاهزيتها بصورة كاملة بعد فسوف تكون معي في الدورة ولا غنى عنها لأنها ستكون بمثابة اوراق رابحة حسب معطيات ومتطلبات كل مباراة· التجارب تقول ان تشكيلات المدربين اذا لم تكن مثالية في البدايات فهي سوف تضطرهم للتغيير·· والاضطرار للتغيير في حد ذاته يضيق المجال امام المدرب ويربك حساباته وبخاصة في الأوقات الحرجة من المباراة· باختصار العناصر الجاهزة والتشكيلة المثالية في أول المشوار تسهل الكثير من الأمور على الفريق وعلى المدرب· معلوم ايضا ان للمدرب دورا رئيسيا في الجانب النفسي اضافة الى الجوانب الخططية والبدنية·· وفي تقديري ان المدرب يستطيع ان يلعب هذا الدور ببراعة اذا كان قادرا على دراسة خصمه ومتوفرة لديه معلومات فنية يستطيع ان يمد بها لاعبيه·· اما علاقة ذلك بالنواحي النفسية فهي كبيرة·· لأن اللاعب الذي يعطيه مدربه كل المعلومات عن اللاعب المنافس يساعده ذلك كثيرا على ان يثق بنفسه·· والثقة سلاح له أهمية قصوى في تحقيق الانتصارات· وحقيقة يجب عليّ ان اعترف ان الشهر الاخير شهد مساهمة ملموسة من كل الأطراف صاحبة العلاقة في تهيئة المنتخب نفسيا وتقليل الضغط الواقع عليه·· وفي مقدمة هذه الأطراف رجال الاعلام· ويقول غراب: على المدرب ان يدرك ان دورة الخليج هي الهدف الأول لكرة الامارات هذا الموسم·· وهي الأهم عن كل البطولات الأخرى مهما كان اسمها الآن، وهذه الأهمية هي التي جاءت بميتسو نفسه لتدريب المنتخب·· وهي التي أُهمل نادي العين بسببها·· وهي التي أثرت على استمرارية الدوري من منطلق ان كل الأولوية كانت تسير في اتجاه واحد فقط هو تجهيز المنتخب افضل تجهيز لهذا الاستحقاق الذي يهمنا اكثر من غيره طوال هذا الموسم· انني قرأت تصريحات ميتسو الاخيرة عندما قال سأحاول أن أفوز بدورة الخليج فإذا لم أفز بها سوف أغضب بالتأكيد لكنني لن أبكي·· فسوف يكون أمامنا استحقاق أكثر أهمية وهو نهائيات كأس أمم آسيا· وفي يقيني ان ميتسو كان يريد بهذا التصريح ان يبعد الضغط النفسي عن لاعبيه في المقام الأول·· وكان يريد ان يقول انه لو لم يقدر الله لنا ان نفوز بكأس الخليج·· فهناك هدف آخر كبير سوف نواصل العمل من اجله· المدرب ايضا بالتأكيد يدرك التسلسل الطبيعي من اجل احراز البطولات·· فهذا التسلسل يبدأ بالمباريات التجريبية·· هذه مرحلة مهمة كما نعرف جميعا·· ثم تأتي المرحلة الأهم وهي الدور الأول من دورة الخليج·· ثم تأتي المرحلة أكثر أهمية وهي الدور الثاني ومواجهة اللقب·· ولكل مرحلة من هذه المراحل أوجاعها وهمومها وضغوطها وقناعتي ان ميتسو خبير في هذه النواحي وكيفية استخلاص الجوانب النفسية الايجابية التي تدفع الفريق على الاستمرار بأقل نسبة من الضغوط في كل مرحلة من المراحل· اللاعبــــون ؟ انظروا إلى أنفسكم ستجدون أنكم الأحق ؟ هذا الجيل الرائع يستحق النهاية السعيدة ؟ الكلمة الثانية ·· إلى اللاعبين ؟ ويقول محمد مطر غراب: أولاً: هي فرصة لا تتكرر لهذا الجيل من اللاعبين·· والفرصة على هذا النحو الذي نحن عليه الآن ربما لا تتكرر بهذه الصورة ولو بعد عشرات السنين·· فاللاعبون يستطيعون ولديهم الامكانية على تحقيق هدف كبير الكل يسعى له ويحلم به· ثانيا: الكل يسير في اتجاه واحد مع المنتخب·· فهناك مساندة لم تحدث من قبل من الإعلام ومن الجمهور ومن المسؤولين ومن الشيوخ·· والكل حاول جاهدا المشاركة في المسؤولية وتخفيف الضغوط عن اللاعبين باعتبارهم ليسوا المسؤول الأول عن البطولة·· فنحن جميعنا مسؤولون· ثالثاً: البطولة على أرضك وبين جماهيرك وأنت أكثر الناس ارتباطا حتى بالعشب الموجود في الملعب·· حتى حذاءك يعرف كيف يتعامل مع هذا العشب بصورة أكبر من منافسك بالتأكيد·· اذاً الفرصة متاحة ومهيأة بصورة قد تبدو مثالية· الجانب الآخر الذي أريد أن أحدث اللاعبين فيه هو ان مجموعة كبيرة جدا منهم من أصحاب الخبرة الطويلة·· فمتوسط المباريات الدولية لمعظمهم ما بين 60 و100 مباراة دولية وفي فترة عمرية لازالت قادرة على العطاء الكبير· لاعبون بهذه الوضعية تكون من حقهم البطولة·· ويجب عليهم ان يتمسكوا بحقهم·· فالمستوى بين الفرق المتنافسة ليس ببعيد·· بل هو بالمنطق قريب الى خبرة وأسماء ونجومية لاعبي الامارات· انني أعتبرها فرصة نادرة لمجموعة كبيرة من الأسماء التي يجب ان تختم مشوارها بإنجاز كبير وفي مقدمة هؤلاء محمد عمر وسبيت خاطر وعبدالرحيم ومحمد قاسم وغيرهم· نقطة اخرى واخيرة اراها مهمة في الجانب الذي يتعلق باللاعبين باعتبارهم الحصان الذي يجر العربة·· فالأمر المؤكد ان الانجاز لا يتحقق إلا من خلال الالتزام خارج الملعب والتعاون الكامل فيما بينهم بداخله· نعم لقد عاش اللاعبون مع بعضهم فترة طويلة وخاضوا معاً بطولات كثيرة لكن هذه البطولة تختلف، فإذا نجحوا فهم سوف يضعون منتخب الامارات في وضع جيد للمستقبل وسوف يدافعون ايضا عن احترافهم الذي لم يحدث نقلة فنية قدر ما أحدث نقلة مادية لهم، انهم مطالبون للدفاع عن حقوقهم في الاحتراف والدفاع عن أنفسهم بخاصة ان المجتمع لازال يدينهم ويتهمهم بأنهم الطرف الوحيد الذي استفاد من الاحتراف شخصيا دون ان يكون لذلك انعكاسات على مستوياتهم في الملعب الفرصة متاحة لكي يثبتوا انهم يستحقوا اكثر مما يحصلون عليه الآن· اتحــاد الكـرة ؟ ثالوث الطلياني وعبدالقادر وعبدالرحيم أروع قرار ؟ في 10 أيام أعادوا لنا ما كان ينقصنا منذ عامين ؟ الكلمة الثالثة·· الى اتحاد كرة القدم ؟ يقول محمد مطر غراب: اسمح لي أن أوجه حديثي الى الشباب الموجودين حاليا باللجنة الفنية وهم المثلث الرائع المكون من عدنان الطلياني وعبدالقادر حسن وعبدالرحيم جاني· وفي رأيي الشخصي ان هذا الثالوث نجح في غضون أيام قليلة في سد ثغرات ادارية كانت خطيرة ومتراكمة منذ سنتين تقريبا·· وكان جميلا حقا ان هؤلاء الشباب كانوا على دراية بالخلل الذي صاحب فترة طويلة ماضية·· والمعلومات التي عندي الآن·· ان المنتخب واللاعبين في حالة التزام كبيرة وفي حالة شعور جارف بالمسؤولية·· وعموما ما يحدث الآن من هذا الثالوث ليس بغريب عليهم فهم من المعايشين لبطولات الخليج والعارفين بكواليسها وأسرارها·· ولاشك ان عليهم دورا كبيرا في المرحلة القادمة يتعلق بحماية اللاعبين من الضغوط المفاجئة وهي كثيرة ومتوقعة· عموما هذا الثالوث يدرك مدى مسؤوليته في الجانب النفسي على وجه التحديد فهم الأقدر على معالجته حتى من المدرب نفسه· وعندما اقول حماية اللاعبين فأنا أدرك مدى خطورة ما يحدث خارج الملعب ومدى تأثيره على اللاعبين في مثل هذه الدورات·· وهذا دور عدنان وعبدالقادر وعبدالرحيم فهم الآن الأقرب للاعبين ويعرفون جيدا كيفية موازنة الأمور من الخارج وبخاصة في الجانب الإعلامي·· وأعتقد انهم قادرون على تحويل النواحي السلبية الى ايجابية بحكم معرفتهم لطبيعة الدورة·· وبالطبع ستكون لهم فائدة كبيرة على نخبة من اللاعبين بخاصة الذين ليس لديهم معرفة سابقة بهذه الدورة· هناك نقاط حساسة جدا وتلعب بذكاء وبخاصة من المنافسين·· فالآخرون يرشحونك باعتبارك صاحب الأرض وهذه الترشيحات في حد ذاتها في حاجة الى موازنة وتوصيلها بشكل جيد للاعبين·· كما انه من المعروف ان ليس كل من يرشحك يتمنى لك الفوز·· فهم غالبا ما يرشحونك باعتبارك صاحب الأرض وهذه الترشيحات في حد ذاتها في حاجة الى موازنة وتوصيلها بشكل جيد للاعبين·· كما انه من المعروف ان ليس كل من يرشحك يتمنى لك الفوز·· فهم غالبا ما يرشحونك لكي يزيدون من الضغوط عليك· مرة اخرى فعبدالقادر وعدنان وعبدالرحيم أرى ان دورهم محوري في عملية ادارة الفريق وأعترف انهم قاموا بدور حيوي جدا في الفترة الاخيرة·· وهذا الدور كان مفقودا بعد غياب محسن مصبح· الجمهور ؟المساندة الفعالة في 90 دقيقة توازي دور المدرب ؟ الكلمة الرابعة ·· الى الجماهير ويقول محمد مطر غراب: دور الجماهير دور حيوي جدا لدرجة انه يقترب من الدور الفني الذي يقوم به المدرب اثناء ادارة المباراة· وعليك ان تسأل نفسك لكي تعرف اهمية هذا الدور·· والسؤال متى نحتاج الجمهور·· والاجابة بالطبع هي اننا نحتاجه طوال التسعين دقيقة التي هي عمر المباراة· اذاً دور الجماهير يبدأ بشكله الفعال مع بداية المباراة وينتهي معها·· وهذا يعني توازي دورها تماما مع دور المدرب خلال قيادته للمباراة· على الجماهير أولاً ان تحضر·· وعليها ثانيا ان تتفاعل مع الفريق وتسانده بصرف النظر عن الأداء وعن النتيجة· لو قامت الجماهير بهذا الدور الفعال والايجابي فسوف تكون بحق بمثابة اللاعب رقم 12 كما يقولون· الإعــــلام ؟ كشف أزمة المنتخبات المنافسة وقدم خدمة جليلة لمنتخبنا ؟ الكلمة الأخيرة·· الى رجال الصحافة والإعلام ؟ ويقول محمد مطر غراب: من الانصاف ان نعترف ان الإعلام يسير بشكل رائع حتى الآن في التهيئة والتحضير للمنتخب الوطني· هناك متابعة دقيقة للمنتخب في تحضيراته ومبارياته·· وهناك موضوعية ونضج في التعامل مع النتائج السلبية·· بصراحة ارى الإعلام يؤدي دوره بعقلانية كبيرة· حتى السلبيات الكثيرة التي كانت موجودة في فترة كان الإعلام يغض الطرف عنها لأنه يعرف ان اثارتها الآن ليست من المصلحة لكن على اتحاد الكرة استخلاصها لنفسه·· لأنها موجودة والإعلام يدري عنها وعلى اتحاد الكرة ان يتدارك بعض السلبيات الموجودة حتى لو لم يذكرها الإعلام· على الجانب الآخر هناك تطور ملحوظ في التفاعل الزمني مع البطولة·· فالملاحظ في هذه الفترة مثلا ان مساحة التفاعل زادت بما يخدم المصلحة العامة·· والإعلام في تقديري قادر على التفاعل مع البطولة بما يخدم مصلحة المنتخب التي هي المصلحة العامة في نفس الوقت·· وفي تقديري ان الاعلام عليه دوران اثناء البطولة· الدور الأول هو دور المساندة وهي تتطلب الموضوعية بمعنى عدم المبالغة اثناء الفوز واثناء الخسارة اذا ما حدثت في أحد المباريات لا قدر الله· الدور الثاني لابد فيه ان يقوم إعلام الإمارات بدور الحماية للمنتخب من الإعلام الخارجي·· أي انه مطالب بأن يكون درعاً واقياً لنا من الإعلام المنافس ومن التصريحات القادمة من الآخرين·· لأن هناك من يتعمدون نشر السموم خلال الدورة ولا نريد بأي حال من الأحوال أن يكون اعلامنا وسيلة لانتشار هذه السموم الذي نعرفها ويعرفها رجال الإعلام جيدا· واخيرا اريد ان اقول ان اعلام الامارات قدم خدمة جليلة للمنتخب الوطني في الآونة الأخيرة عندما قام بكشف الأزمات التي تعاني منها بعض المنتخبات ومن حسن الطالع ان هذه المنتخبات موجودة بمجموعتنا· ودعني اتحدث بصراحة اكبر واقول ان تلفزيون دبي ومن خلال برنامجه ''المرسى ''18 الذي يقدمه يعقوب السعدي قد لعب دوراً مهماً جداً في تسليط الضوء على الأزمات التي تعيشها حاليا الكرة العمانية والكرة الكويتية·· وهذا الدور كان هاماً جداً وذكياً ونتمنى ان تتواصل مثل هذه الأدوار خلال منافسات الدورة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©