الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التدوين الاجتماعي.. مُلهم الثقافة الفنية

التدوين الاجتماعي.. مُلهم الثقافة الفنية
25 سبتمبر 2015 22:23
نوف الموسى (دبي) جمالية الأعمال الفنية، تكمن في قدرتها على جعلك مسحوراً باكتشاف أبعادها الإنسانية، دونما البحث عن دلالة مطلقة أو إجابة واضحة، بل ممارسة متعة الاستشفاف في ما يمكن أن تثيره التجربة الشخصية، في المخيلة البشرية، والذهنية الاجتماعية، كمشروع تحويل مضامين الرسائل الورقية، من سرد لبيئة الخطاب الإنساني في مجتمعات معينة، إلى ثقافة بصرية غنية بالمتغيرات اللحظية، وتلعب دوراً في تكوين التصورات العامة حول انتقالات تطور الشخصيات المعنية بتلك الرسائل، وأبرزها ما عرضته مؤسسة «بارجيل للفنون»، عبر الجزء الثاني لمعرض «مفكرة»، لمجموعة من خمسة صور ممسوحة ضوئياً بعنوان «رسائل إلى نبيه عواضه من عائلته وأصدقائه» للفنان اللبناني أكرم زعتري، باعتبارها وثيقة تاريخية، ومصدر إلهام للفنان، نحو أفق دراسة تداعيات الحرب على شخصية نبيه عواضه، وعائلته، خلال فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية بين الأعوام 1998-1988. عملياً.. لا يتوقف دور العمل الفني، كمشروع الفنان أكرم زعتري، على تأسيس بنية الاهتمام بقضية العمل فقط، وإنما في قدرته على تعزيز العلاقات الفنية الأدبية، فمن خلال إلقاء الضوء على فضاء التداول بين مساحات الحديث في تلك الرسائل الزاخرة بمعاني التواصل الحسي، تتصدر (الكتابة) في تلك الأعمال، أوجه المناقشة الفنية، والحديث عن أثرها الأدبي، سواء على مستوى الصياغة اللفظية للمفردة، أو استخدام الاستعارات المجازية. أدبياً.. يقودنا التأمل في «رسائل إلى نبيه عواضه من عائلته وأصدقائه» إلى إنتاجات روائية نوعية، لاقت اهتماماً عالمياً، نتاج البحث النوعي في مضامين الرسائل الشخصية المكتوبة بين الأفراد، وأهمها تجربة الروائي اللبناني أمين معلوف عبر رواية «بدايات» التي جسد فيها رحلة سرمدية نحو اكتشاف الكون عبر تاريخه العائلي، متخذاً من (الرسائل) عنصراً يضاهي علم «الميثولوجيا» في قدرته على اختزان الحقيقة. توثيقياً.. لا تزال الرسائل الشخصية، القيمة المعرفية الأهم، في إعادة إنتاج أشكال حياة المجتمعات. خاصةً أنها تقدم محاكاة تاريخية، بعيداً عن الرقيب أو الزيف المتعمد، الذي تخلل بعض الدراسات والوثائق الرسمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©