الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سامسونج» تسعى لوقف تراجع مبيعاتها بعد احتدام المنافسة مع «آبل»

«سامسونج» تسعى لوقف تراجع مبيعاتها بعد احتدام المنافسة مع «آبل»
17 أكتوبر 2014 22:05
ربما لم يكن في مقدور سامسونج مضاهاة قوة علامة آبل التجارية ورخص المنتجات الصينية، لكن استطاعت الشركة الكورية الجنوبية بفضل عمليات التسويق القوية والتطوير السريع لمنتجاتها، احتلال موقع متميز بالمقارنة مع منافسيها الآخرين كافة في القطاع، عندما يتعلق الأمر بالمبيعات. لكن وبناء على آخر النتائج التي تشير إلى تراجع كبير في الأرباح، تواجه الشركة معضلة لتمييز نفسها عن مجموعة كبيرة من المنافسين، ولمنع أكثر الأقسام ربحية من التحول إلى مجرد مزود للمنتجات السلعية. وتراجعت أرباح سامسونج التشغيلية خلال الربع الثالث بنسبة سنوية تزيد على 60% إلى 4,1 تريليون ون (3,8 مليار دولار)، في أقل رقم منذ ثلاث سنوات وللفصل الرابع على التوالي. ويشابه تراجع أرباح الشركة التي دخلت عالم الهواتف الذكية في وقت متأخر لتحتل المركز الأول في العالم من حيث المبيعات، إلى حد كبير، الركود الذي لازم شركات مثل نوكيا وموتورولا التي كانت تهيمن في الماضي على السوق. كما انخفضت حصة الشركة السوقية خلال الربع الثاني إلى 25%، من واقع 32% في السنة الماضية، بيد أنها ما زالت تحتل المقدمة. وانخفضت كذلك عائداتها السنوية إلى 47 تريليون ون. ويقول ريتشارد ويندسور، المحلل السابق في بنك نوميورا: «يبدو أن سامسونج خفضت أسعارها بغرض زيادة حصتها السوقية التي فقدتها في كل الأحوال. وفي حالة استمرار فقدان الحصة السوقية، ستكون الشركة قريبة من الانضمام لمجموعة الشركات الأخرى التي تستخدم نظام تشغيل أندرويد». وتكمن مشكلة سامسونج في فئتين من السوق على صعيد المنتجات الرخيصة ومتوسطة التكلفة، حيث باتت تعاني منافسة الشركات الصينية لصناعة الهواتف الذكية مثل، شياومي وهواوي ولينوفو، بجانب مجموعة كبيرة من الشركات الصغيرة. ومثل سامسونج، تعتمد هذه الشركات على نظام تشغيل أندرويد من جوجل، حيث نجحت في تقليص حصة سامسونج السوقية باستمرار في الصين وفي بلدان آسيوية أخرى. ولقيت على سبيل المثال شياومي التي تنتج هواتف ذكية راقية تبيعها بأسعار رخيصة، إقبالاً كبيراً في الصين لا يقل عن آبل، حيث تغلبت على الشركة الأميركية في المبيعات. وتعمل الشركة في الوقت الحالي على منافسة سامسونج، لاحتلال المركز الأول في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، في وقت تحاول فيه توسيع دائرة مبيعاتها في الخارج في أسواق تتميز بسرعة النمو مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا. وفي غضون ذلك، ارتفعت الحصة السوقية الكلية للهواتف الذكية لشركتي هواوي ولينوفو بنسبة قدرها 12% خلال الربع الثاني، بزيادة سنوية تقدر بنحو 3%. ويتهم بيتر يو، المحلل في بي أن بي باريباس، سامسونج بالتهاون بتسويقها لهواتف لا ترقى لمستوى المقارنة بالمنافسين الصينيين من منطلق السعر والتقنيات المستخدمة. ويقول: «لا شك في ارتكابهم لخطأ كبير باعتقادهم لتحقيق مبيعات كبيرة اعتماداً على علامة سامسونج التجارية، لكنهم لم ينجحوا بهذه الطريقة». كما تواجه الشركة في الوقت نفسه تهديداً من قبل آبل في قطاع المنتجات الراقية، حيث كشفت الشركة الأميركية خلال الشهر الماضي، عن نسختين جديدتين من جهاز آي فون بشاشات أكبر حجماً من النماذج السابقة. وأدى ذلك مباشرة للقضاء على نقطة بيع رئيسية لشركة سامسونج التي تعتمد على الشاشات الكبيرة في منافسة آبل. وحققت النسختان الجديدتان لشركة آبل مبيعات قدرها 10 ملايين وحدة في أول عطلة نهاية أسبوع، رغم عدم طرح الأجهزة في الصين بسبب التأخير الناجم عن العقبات التنظيمية في البلاد. وأصدرت سامسونج للربع الثاني على التوالي، مذكرة توضيحية لتبديد مخاوف المستثمرين ولشرح الكيفية التي تنوي بها التصدي للتحديات الماثلة. وعزت الشركة تراجع أرباحها لمصاريف التسويق المتزايدة، إضافة إلى انخفاض أسعار الموديلات القديمة من الهواتف الذكية. ويفسر المحللون، بعكس ذلك للجهود التي بذلتها سامسونج للتخلص من مخزون الهواتف الرخيصة قبل عملية الإصلاح الشاملة المتوقعة في وقت لاحق من السنة الحالية. لكن تعزز المذكرة أيضاً، مخاوف أن الشركة تأثرت بعملية طرح آبل الأخيرة في الوقت الذي أعلنت فيه عن النتائج الفصلية لمبيعات الهواتف الراقية. علاوة على ذلك وعلى النقيض من آبل، تأثرت سامسونج بعدم مقدرتها على بناء نظام تشغيل خاص بها. وعانى نظام تشغيل تايزن الشبيه بأنظمة تشغيل آبل وجوجل، من سنوات من التأجيل، حيث تم طرح أول هاتف يعمل به في يونيو الماضي. وتتمثل النقطة المضيئة الوحيدة في مستقبل الشركة، في قسم أشباه الموصلات الذي شكل معظم أرباحها خلال العقدين الماضيين، حيث تبدو أكثر استعداداً للاستفادة من فترة ارتفاع الأسعار. وتخطط الشركة لبناء مصنع للرقاقات في كوريا الجنوبية بتكلفة تصل لنحو 15,6 تريليون ون (14,7 مليار دولار). وانخفضت في أعقاب الإعلان عن ذلك، أسعار أسهم الشركات المنافسة العاملة في مجال صناعة الرقاقات، نتيجة أن يغمر الفائض المتوقع الأسواق. لكن وكغيره من المحللين، يرى بيتر يو، أن أرباح الشركة مع المستهلك تعتمد على سلسلتها الجديدة من الأجهزة في سوق الهواتف الذكية الرخيصة ومتوسطة التكلفة. ويقول : «في حالة عدم استجابة الناس لذلك، من المتوقع أن تواجه سامسونج ظروفاً غاية في الصعوبة». ولوقف تراجع الأرباح، تنوي الشركة القيام بالمزيد من عمليات الخفض في التكاليف وتغيير محتمل في مجلس إدارتها عند نهاية العام الجاري. وأرغم نشاط الشركة في الهواتف المحمولة الذي شكل أكثر من 60% من أرباحها عند بداية العام الحالي، العديد من المديرين على التخلي عن 25% من حوافزهم للنصف الأول. وتراجعت بالفعل التوقعات الخاصة بنتائج الربع الثالث، نسبة لضعف مبيعات سامسونج جالاكسي 5، ولتأخير الشركة في طرح جالاكسي نوت 4 في الشهر الماضي فقط. ورغم كشف الشركة النقاب عن مجموعة من الهواتف الذكية خلال ذلك الربع، بما في ذلك هاتف ذكي بشاشة مقوسة، إلا أن المحللون يرون أن ذلك ليس كافياً لإقناع المستهلكين بالعودة لحظيرتها. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©