الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأفلام التجارية.. هل تشوه التراث الغنائي؟

الأفلام التجارية.. هل تشوه التراث الغنائي؟
6 فبراير 2018 23:49
سعيد ياسين (القاهرة) احتوت العديد من الأفلام التي قدمت خلال الفترة الماضية، خصوصاً التي تضم أغنيات شعبية أو وصلات راقصة، ويشارك في بطولتها عدد من مطربي ومطربات الأغنية الشعبية على عدد من مقاطع العديد من الأغاني التراثية لكبار المطربين من فناني الزمن الجميل من أمثال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وتم إعادة توزيع أغانيهم أو مقاطع منها، وتقديمها في الأفلام التجارية كغنوة راقصة، وبشكل اعتبره الجميع تشويهاً للنصوص الغنائية الأصلية. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن أغاني التراث محفورة في قلوب ومشاعر الناس مهما حاولوا تشويهها، وأنها ستظل محفوظة لا سيما أن المطربين الحاليين لا يسعون إلى الجهد والتعب في البحث عن لحن وكلمات، ويفضلون أن يستثمروا نجاح أغاني التراث، أكد آخرون أن ما يحدث يمثل مؤامرة للقضاء على الفن والتراث المصري، وإفلاساً وفشلاً واستغلالاً لنجاح تلك الأغاني والألحان وتقديمها كغنوة راقصة مشوهة في شكل كاريكاتيري كوميدي لا يليق بعمالقة الفن، وطالب البعض القائمين على الأفلام التي تضم أغاني التراث أن يستعينوا بملحنين ومؤلفين ليقدموا أغاني جديدة تتناسب مع أحداث أفلامهم، بدلاً من استغلالهم لنجاح الأغاني التي أثرت في وجدان الناس من أجل جذب الجمهور، فما يحدث يعد تعدياً صارخاً ومتعمداً من قبل أصحاب هذه الأفلام، التي كان آخرها «أمان يا صاحبي» لسعد الصغير ومحمود الليثي، حيث تم تشويه أغنية كوكب الشرق «فكروني» وإضافتها للفيلم بتوزيع جديد قلل من قيمتها الفنية، وهو الأمر الذي رفضته الرقابة على المصنفات الفنية وجمعية المؤلفين والملحنين والموسيقيين، واعتبروا ما حدث استكمالاً لتشويه التراث الغنائي الذي كان حدث من قبل مع عدد من الأغنيات، ومنها «حب إيه» لأم كلثوم التي قدمها محمد سعد في فيلم «اللمبي»، و«مغرور» و«جبار» لعبدالحليم حافظ، وقدمهما ريكو في فيلم «حاحا وتفاحة» لياسمين عبدالعزيز وطلعت زكريا، و«على رمش عيونها» لوديع الصافي في «القشاش» لمحمد فراج وحورية فرغلي. وقال المخرج عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، الذي كان قدم أغنية «فكروني» لأم كلثوم في فيلمه «فرحان ملازم آدم» للبلبة وفتحي عبدالوهاب وياسمين عبدالعزيز، ولكنه لم يشوهها معتمداً على ضميره الفني، إنه بعد مرور 50 عاماً على اللحن من الممكن أن يستخدمه من يشاء، وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقفة من نقابة الموسيقيين، وأكد على أن أي فنان يجب عليه أن يوقظ ضميره الفني أثناء التعامل مع ما يتعلق بالتراث المصري، وأن يشعر بالمسؤولية الفنية تجاه ذلك، واعتبر الموسيقار الموجي الصغير أن الاستناد على الأغاني الناجحة يمثل مؤامرة على التراث وسرقة لمجهود ملحنين ومؤلفين ومطربين وموسيقيين تعبوا كثيراً حتى تنجح أعمالهم، وتقديم هذا التراث بشكل مشوه على آذان الأجيال الحالية التي ليس لديها فكرة عن أصل الأغنية، ودلل على كلامه بقيامه برفع عدة قضايا لسرقة أغنية «يا حبيبي واحشني» من ألحان والده محمد الموجي وغناء فايزة أحمد، و«بتخاصمني حبة» وتقديمها بشكل غير لائق في فيلم «عشان خارجين» لحسن الرداد وإيمي سمير غانم، و«يا عمي يا صياد» التي قدمتها سعاد حسني في فيلم «صغيرة على الحب»، وأعاد تقديمها محمود الليثي بشكل مشوه في فيلم «يجعله عامر» لأحمد رزق وبوسي وبيومي فؤاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©