هبوط النفط رغم توقعات خفض إنتاج أوبك

تراجع سعر النفط أمس رغم تكهنات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' قد تتفق على خفض الإنتاج مرة أخرى في الاجتماع الذي تعقده في مطلع الاسبوع المقبل· وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عبدالله البدري للصحفيين أمس إن المنظمة ستدرس إجراء تخفيضات أخرى في الانتاج في الاجتماع الذي تعقده في 15 مارس الجاري لمواجهة الضغوط النزولية على الأسعار جراء تراجع الطلب· وقال البدري على هامش مؤتمر عن الطاقة إن كل الخيارات مفتوحة في الاجتماع الذي يعقد في فيينا عندما سئل عما إذا كانت أوبك ستخفض الإنتاج· وأدى الركود الحاد في الاقتصاد العالمي خلال العام الماضي إلى تقليص استهلاك الطاقة العالمية بشدة وشهدت أسعار النفط العالمية انخفاضاً كبيراً منذ بلغت ذروتها قرب 150 دولاراً للبرميل في يوليو الماضي· وفي الساعة 12,27 بتوقيت جرينتش انخفض سعر الخام الأميركي الخفيف لشهر ابريل المقبل 36 سنتاً إلى 45,16 دولار للبرميل، وفي وقت سابق أمس ارتفع الخام الأميركي إلى 47,3 دولار، وهبط مزيج برنت 1,59 دولار إلى 43,26 دولار للبرميل· ويقول محللون ومتعاملون إن نتيجة اجتماع أوبك يوم الأحد المقبل مفتوحة فيما يبدو، ويتوقع بعض المحللين خفض انتاج ''أوبك'' نحو مليون برميل في اليوم، لكن آخرين يقولون إن مثل هذا الخفض سيكون صعباً ومؤلماً· واتفقت أوبك بالفعل على خفض الانتاج 4,2 مليون برميل يومياً منذ سبتمبر الماضي، وتوصل استطلاع أجرته رويترز إلى أن الأعضاء نفذوا 81 في المئة من تخفيضاتهم الانتاجية حتى الشهر الماضي· وقال البدري إن تخفيضات الانتاج التي قررتها أوبك ساهمت في تحقيق الاستقرار للأسعار، وذكر أن نسبة التزام أعضاء ''أوبك'' بالتخفيضات المتفق عليها تبلغ نحو 85 بالمئة، لكنه أضاف أنه مع ذلك فقد انخفض الطلب على نفط اوبك 1,9 مليون برميل يومياً مقارنة مع مستواه في العام الماضي وسيظل تراجع الاستهلاك يضر بالأسعار· وقال البدري أمس إن المنظمة ستخفض هذا الاسبوع توقعاتها للطلب على النفط في عام 2009 وذلك في خطوة قد تدعم مطالبة بعض الدول الأعضاء بمزيد من تخفيضات الانتاج عندما تجتمع المنظمة الأحد المقبل· وقال البدري للصحفيين في قطر على هامش مؤتمر عن الطاقة إن أوبك تتوقع انخفاض استهلاك الاقتصاد العالمي الذي يشهد تباطؤاً بواقع مليون برميل يومياً عن المستوى الذي توقعته المنظمة قبل شهر واحد· وذكر البدري في كلمة أمام المؤتمر في وقت سابق أن المنظمة لا تزال تتوقع ضغوطاً نزولية على الأسعار، وقال للصحفيين إن سعر النفط منخفض أكثر من اللازم بالنسبة لأوبك، ولكن كان من المحتمل أن يصبح أسوأ في ضوء الاقتصاد المتدهور· وأضاف قائلاً إن سعر النفط ليس مقبولاً لأوبك، لكنه في الوقت نفسه ليس بالسوء المتوقع في ضوء الاقتصاد العالمي، وقال إن سعر 40 دولاراً أو حتى 50 دولاراً للبرميل ليس سعراً يمكن معه الاستثمار· وفي سياق متصل قال مسؤول رفيع المستوى بقطاع النفط الكويتي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أمس إن أسعار النفط سترتفع عن 50 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من العام الجاري إذا خفضت منظمة أوبك الانتاج بمقدار مليون برميل يومياً في الاجتماع الذي تعقده يوم الاحد المقبل· ونقلت الوكالة عن موسى معرفي عضو المجلس الأعلى للبترول قوله إن نسبة التزام الدول الاعضاء بالتخفيضات التي تم الاتفاق عليها من قبل تبلغ نحو ثمانين في المئة، لكن العرض مازال يفوق الطلب في السوق· وفي السياق ذاته قال وزير مالية فنزويلا أمس الأول إن أسعار النفط العالمية ستظل على الأرجح مستقرة هذا العام وإن كانت دون قيمتها ''العادلة''، وفنزويلا من أكبر مصدري النفط إلى الولايات المتحدة وهي من المتشددين بشأن الأسعار في منظمة أوبك· لكن وزير المالية الفنزويلي علي رودريجيز الذي شغل من قبل منصب رئيس منظمة أوبك أقر بصعوبة أن تشهد أسعار النفط العالمية تحركاً كبيراً في الأجل القصير، وأبلغ قناة تلفزيون محلية ''أعتقد أنه للعام الحالي سيظل السعر عند المستويات الحالية وربما زاد قليلاً''، لكنه أضاف أن من المرجح أن تشهد الأسعار العالمية طفرة في وقت ما من المستقبل إذا استمر السعر عند المستويات الحالية التي تثني الشركات عن الاستثمار في التنقيب عن النفط وإنتاجه· وقال حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي في مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس إن العراق يعمل مع منظمة أوبك لمحاولة زيادة أسعار النفط، وقال الشهرستاني لقناة تلفزيون الشرقية ''نعمل مع بقية الدول الأعضاء في منظمة أوبك بالسيطرة على هذه الأسعار بغية ارتفاعها لأنها في الواقع غير مجزية وغير منصفة وينبغي العمل على تصحيحها''