هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بتقليص إمدادات الغاز إلى أوروبا هذا الشتاء، في حال لجأت أوكرانيا إلى سرقة خط الأنابيب العابر أراضيها لتلبية احتياجاتها التي قطعت في 16 يونيو الماضي بسبب عدم سدادها فواتير بمليارات اليورو.
وقال خلال في مؤتمر صحفي في بلجراد: «لن تكون هناك أي أزمة يسببها الروس عن التعاون مع أوروبا، لكن المخاطر كبيرة بحدوث خلل في عبور الغاز عبر أوكرانيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن تسوية الديون»، في وقت أعلن المفوض الأوروبي للطاقة جونتر أوتينجر أن من الممكن التوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي بين روسيا وأوكرانيا في 21 أكتوبر في بروكسل.
وكان بوتين وصف عقوبات الغرب ضد بلاده بسبب الصراع الدائر شرق أوكرانيا بأنها عبثية، وقال لصحيفة «بوليتيكا» الصادرة في بلجراد التي حل فيها ضيف الشرف في عرض عسكري بمناسبة مرور 70 عاماً على تحرير المدينة من الاحتلال الألماني، «من الصعب فهم المنطق وراء قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات تجارية ضد روسيا».
متهماً الرئيس الأميركي باراك أوباما بانتهاج سلوك معاد، ومحذراً الولايات المتحدة وحلفاءها من أن المحاولات الرامية لابتزاز روسيا تشكل خطراً على الاستقرار الاستراتيجي للعالم، لكنه تابع قائلاً : «نحن مستعدون لتطوير حوار بناء أساسه مبادئ المساواة والأخذ في الاعتبار بطريقة جدية مصالح الطرف الآخر».
وفي المقابل، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، الحكومة الروسية بالتنفيذ الكامل لاتفاقيات الهدنة مع أوكرانيا، وقالت في بيان: «إن على روسيا القيام بالدور الحاسم لتخفيف حدة التصعيد، ومن المؤكد ألا يظل انتهاك سلامة الأراضي الأوكرانية وانتهاك القانون الدولي بلا أية عواقب»، لافتة إلى أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي تتسم بالأهمية، ولكنها لم تكن هدفاً في حد ذاتها، وأضافت ميركل، التي تعتزم لقاء بوتين، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على هامش القمة الأوروبية الآسيوية في مدينة ميلانو الإيطالية، اليوم الجمعة: «نحاول دائماً، وبلا هوادة إقامة حوار مع روسيا».
ميدانيا، اشتدت المعارك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين للروس أمس حول مطار دونيتسك حيث سمعت أصوات عيارات نارية متواصلة وانفجار صواريخ وقذائف هاون ومدفعية.
ويشكل هذا المطار الذي أعيد ترميمه تماما بمناسبة البطولة الأوروبية لكرة القدم في 2012، واجتاحته المعارك منذ اشهر، احد نقاط التوتر الذي ما زال قائماً بين المعسكرين.
وقال القائد جيفي، وهو احد زعيمي الانفصاليين، الذي يقود معركة المطار: «إن الجيش الأوكراني تلقى مؤخراً دعماً من بلدة بيسكي، التي تقع على مسافة عشرة كيلومترات إلى الشمال الغربي من الجبهة.
وأعلن مسؤول عسكري أن حلف شمال الأطلسي لم يلحظ تحركات كبيرة وذات دلالة تؤكد إعلان بوتين انسحاب 17 ألفاً و600 جندي روسي منتشرين على طول الحدود الأوكرانية.
وقال: «كنا نود أن نرحب بانسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا، لأن ذلك سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح.
ولكن حتى الآن، لم نلحظ تحركات كبيرة وذات دلالة في هذا المعنى.
(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
