بعد ساعات على إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر عزمع على تحرير بنغازي، تقدم الجيش الليبي مدعوماً بسلاح الجو الأهالي في المدينة الواقعة شرق البلاد، وسيطر على مواقع عدة للميليشيات التابعة لـ « مجلس الشورى » وسط نفي رسمي مصري لأنباء تحدثت عن مشاركة طائرات حربية مصرية في القتال.
وأعلن الجيش الليبي أن سلاح الجو قصف مواقع عدة للمسلحين، مشيرا إلى أن محيط بنغازي أصبح آمناً، وأن العملية العسكرية ستستمر حتى طرد المسلحين، متحدثاً عن اشتباكات عنيفة اندلعت في محاور عدة، وأسفرت عن وقوع قتلى من الطرفين بلغوا 25 شخصا على الأقل، بين عسكريين وميليشيات تسيطر على هذه المدينة.
وذكرت تقارير عسكرية أن الجيش الليبي نجح في السيطرة على مواقع للمليشيات المسلحة في بنغازي، بعد اشتباكات شارك فيها الأهالي بالتزامن مع غطاء من سلاح الجو، الأمر الذي مكن القوات الحكومية من دخولها من محاور عدة، في حين أكد رئيس الحكومة الليبية، عبد الله الثني، في تصريحات أدلى بها لقناة «سكاي نيوز عربية» الإخبارية أن الجيش نجح في السيطرة على عدة مواقع تابعة للمليشيات المسلحة، ما أجبر قوات «مجلس الشورى» على الفرار.
ورحب بـ«أي مجموعة مسلحة تريد القتال تحت مظلة الجيش»، مشيرا إلى أن «شباب بنغازي» نصبوا حواجز عند مداخل المدينة لـ«تضييق الخناق على المجموعات المسلحة، ومساعدة الجيش على قتالها في مناطق بعيدة عن المدنيين»، في الوقت الذي نظم نشطاء احتجاجات في شوارع المدينة ضد الميليشيات، ومن بينها جماعة أنصار الشريعة واقتحم سكان محليون مطعماً ومتاجر متهمين أصحابها بتمويل المتطرفين.
وذكر متحدث عسكري أن الطيران نفذ غارات دقيقة على عدة مواقع لأنصار الشريعة، في حين أفادت قناة «العربية» الإخبارية نقلا عن مصادرها، بقتل وجرح وفرار عدد من المسلحين، والقبض على آخرين، من بينهم إبراهيم التواتي، آمر إحدى أهم الكتائب التابعة للتنظيم الإرهابي.
وفي اتصال مع «العربية»، نفى النائب في البرلمان الليبي عصام الجهاني أن يكون الجيش الليبي دعا العائلات النازحة في بنغازي إلى العودة لمنازلهم، مؤكداً أن الجيش أصدر أوامر للمواطنين بالبقاء في أماكنهم، تخوفاً من العمليات التفجيرية التي قد يقدم عليها المتطرفون.
إلى ذلك، نفى الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة الرائد محمد الحجازي، مشاركة طائرات مصرية في الاشتباكات موضحاً في تصريحات خاصة إلى« بوابة الوسط» الليبية، إن الطائرات التي قصفت مواقع «أنصار الشريعة» تابعة لسلاح الجو الليبي، بعد أن تمت صيانتها وتجهيزها للعمل.
وأضاف أنّ معركةً تجري حاليًا في منطقتي سيدي فرج وسيدي خليفة، مشيرًا إلى أنها تدور على طريقة حرب الشوارع في منطقتي الليبي ورأس إعبيدة.
وقال الحجازي: «قتلى أنصار الشريعة جرَّاء الاشتباكات بلغ 29 قتيلاً، بينهم مواطن مالي، بينما خسر الجيش سبعة شهداء، وغنم 28 سيارة عسكرية».
وسط هذه الأجواء نفت الرئاسة المصرية صحة ما نشرته بعض الوكالات ووسائل الإعلام الأجنبية، عن قيام طائرات حربية مصرية بقصف مواقع المليشيات الإسلامية.
وقال علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة :«إن هذا الكلام غير صحيح تماما ولا يمت للحقيقة بصلة».
وكانت إحدى الوكالات الأجنبية قد بثت خبرا على لسان مسؤولين مصريين اثنين، مفاده أن طائرات حربية مصرية تقوم بقصف مواقع لميليشات متشددة شرق ليبيا .
ونقلت عن المسؤولين اللذين اعترفا بالعملية العسكرية، أن «استخدام الطائرات الحربية هو جزء من عملية حربية تقودها مصر ضد الميليشيات المسلحة في ليبيا والتي تتضمن قوات برية ليبية».
وبالتزامن مع معركة بنغازي، تحدثت بعض المصادر عن اندلاع اشتباكات بين الجيش وميليشيات «فجر ليبيا» في العاصمة طرابلس، ومدينة غريان، حيث باتت القوات الحكومية على وشك تحريرها من المجموعات المسلحة.
ومنذ أيام تدور معارك ضارية بين فجر ليبيا وقوات الزنتان (غرب) وحلفائهم لا سيما من مدينة ككلا على مسافة مئة كلم جنوب غرب طرابلس.
(بنغازي - وكالات)
عدد اليوم
