الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الانقسام» يهدد خطط مكافحة ارتفاع حرارة الأرض

«الانقسام» يهدد خطط مكافحة ارتفاع حرارة الأرض
2 أكتوبر 2011 22:22
تهدد خطة جديدة للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بإثارة نزاع بين الدول الغنية والفقيرة، وقد يواجه تنفيذها صعوبات، فيما يتجادل مفاوضون بشأن مصير بروتوكول “كيوتو”. ويغطي بروتوكول كيوتو الصادر عام 1997 الانبعاثات من الدول الغنية فقط، وتمثل أقل من ثلث التلوث الكربوني الناجم عن الأنشطة الإنسانية، ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من البروتوكول بحلول نهاية 2012. وتريد الدول الأفقر مد العمل به، بينما يقول عدد كبير من الدول الغنية، إن ثمة حاجة لاتفاق اوسع نطاقاً يشمل جميع الدول الأكثر تلويثاً للبيئة. واقترحت أستراليا والنرويج، إجراء مفاوضات بشأن التوصل لاتفاق جديد، ولكنها تقول إن من غير الواقعي أن يكون معداً بحلول 2013. وحددا موعداً مستهدفاً بعد عامين خلال 2015. وقال مفاوض بارز من دولة متقدمة، عن الاقتراح الأسترالي النرويجي: “إنه السبيل الوحيدة للمضي قدمًا. ما من سبيل آخر سوى الفشل”. وتصر الدول النامية على مد العمل ببروتوكول “كيوتو” لإلزام الدول المتقدمة بخفض اكبر لانبعاثات الكربون، وتقاوم بشدة أي محاولة لتنحية الاتفاق جانباً، وهو ما يعني أن الخطة الأسترالية النرويجية ستواجه صعوبات. وقد يقود الفشل في إبرام اتفاق جديد للمناخ إلى اكتفاء الدول بالالتزام بخطوات طوعية من المستبعد أن توقف التغيرات المناخية. مما يهدد بمزيد من موجات الجفاف الشديد والفيضانات والأعاصير وتلف المحاصيل. كما تضعف جهود وضع سياسات صارمة للترويج لوقود أنظف وطاقة صديقة للبيئة. ويدعو الاقتراح الاقتصاديات الكبرى لسرعة تعزيز خطوات لخفض الانبعاثات والاتفاق على سبيل لوضع معايير للتحرك ونظام للمقارنة مع ما يطبقه الآخرون والتحقق منه. وفشلت محادثات مناخية، استمرت طويلاً قادتها الأمم المتحدة، في التوصل لاتفاق في الموعد المحدد خلال 2009 على أن يبدأ تطبيقه في 2013. ويواجه مؤتمر في دربان بجنوب أفريقيا ضغوطاً لمباشرة التفاوض بشأن اتفاقية جديدة. وفيما يتجادل المفاوضون، تشير بيانات إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض مع استمرار تنامي الانبعاثات لا سيما من الدول النامية الكبيرة نتيجة حرق كميات أكبر من الفحم والوقود والغاز. ويتوقع علماء أن تصير فيضانات مماثلة لتلك التي شردت الملايين في باكستان العام الماضي واجتاحت مناطق في أستراليا أكثر شيوعاً، إلى جانب أعاصير أعنف فوق الأطلسي وحرائق. وذكرت خدمة الأرصاد الجوية الأميركية، في منتصف أغسطس الماضي، أن خسائر الولايات المتحدة بلغت مليارات الدولارات بالفعل بسبب الكوارث الجوية مثلما حدث في سنوات سابقة وقدرت الفاتورة الإجمالية للفيضانات والأعاصير وموجات الحر العام الحالي عند 35 مليار دولار. ولا يشمل المبلغ مليارات الدولارات من خسائر وللإغاثة من الكوارث تكبدتها الولايات المتحدة من الإعصار “ايرين”، الذي ضرب الولايات المتحدة أواخر أغسطس الماضي. ويسلط كل ذلك الضوء على خفض الانبعاثات في أكبر الاقتصاديات في العالم وحقيقة أنها غير كافية. وحين جرى الاتفاق على بروتوكول “كيوتو” كانت انبعاثات الدول الأفقر أقل بكثير ولكن الانبعاثات في الدول المتقدمة تتضاءل أمامها الآن. على الأقل ينبغي أن تعيد المحادثات الثقة بأن بوسع الدول بذل المزيد من الجهد لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال مفاوض بارز: “ينبغي أن نبتعد عن هذه الدورة السنوية لما سنقوم بتحقيقه والاتجاه لإطار زمني أكثر واقعية لتوقيت التوصل لاتفاق جديد. أشعر بأن جميع المفاوضين يوافقون على ذلك. هذا واضح”. وسيكوم الاقتراح الأسترالي النرويجي محور محادثات ترأسها الأمم المتحدة في بنما الأسبوع الحالي، وهي آخر جولة قبل مؤتمر دربان. وقال الاتحاد الأوروبي، إنه يقر الاقتراح إلى حد بعيد. وذكر ارتر رونج ميتزجر، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن المناخ متحدثاً عن الاقتراح: “يحاول دفع مفاوضات المناخ العالمية خلال السنوات المقبلة نعتقد أنه جدول زمني يبدو قابلاً للتنفيذ”. وأضاف أن من المهم أن يقر اجتماع دربان إطار عمل جديداً بشان المناخ لجميع الدول، مشيرا للولايات المتحدة والاقتصاديات النامية الكبرى بصفة خاصة. وينبعث نحو ربع حجم الانبعاثات الغازية الملوثة للجو من الصين، وهي الدولة الأكبر على مستوى العالم في هذا الصدد. وتتحدث بكين عن خطوات مثل تحسين كفاءة الطاقة ومواصفات وقود السيارات ولكنها جميعاً طوعية. ومن شأن الاقتراح أن يثير انقساما بين الدول النامية. وتريد الدول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، مثل الجزر المنخفضة عن مستوى سطح البحر المعرضة لخطر ارتفاع منسوب مياه البحار والفيضانات وانكماش إمدادات المياه العذبة، تحركاً أسرع من كبريات الدول المسببة للتلوث وتشعر أن “كيوتو” هي السبيل. وقال ايان فري، كبير مفاوضي المناخ من جزيرة “توفالو” في المحيط الهادي، “إنه (الاقتراح) يرجئ التحرك الفعلي لمعالجة تغيرات المناخ ولن يعجب الدول المهددة. إنه هدية للولايات المتحدة”. كما تقاوم الهند، ثالث أكبر دولة تطلق انبعاثات كربونية، الاقتراح. وقال مسؤول هندي “مثل هذه الخطة تستبعد (كيوتو) وتعيد رسم أسس التفاوض. لماذا ينبغي أن توافق الدول النامية”. ولم تصدق الولايات المتحدة، ثاني أكبر دولة تسبب تلوث الجو، على بروتوكول “كيوتو”، ووصفته بأنه معيب؛ لأنه لا يلزم الدول النامية الكبرى بتحقيق مستويات خفض للانبعاثات ملزمة قانوناً.
المصدر: سنغافورة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©