الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سحر الصحراء

6 مارس 2016 03:17
كانت مدننا الكبرى، وإلى عهد قريب، تلفها الصحارى من كل الجهات تقريباً، ولكن بفضل الله علينا، ونـتيجة التطور العمراني السريع، أصبحت مدننا عامرة بالنشاط السكاني، حيث تعجُ بالصخب والضجيج، وصرنا نلوذ بالصحراء طلباً للهدوء والسكينة اللذيّن نفتقدهما في حياة المدن، حيث كان يعيش في الصحراء آباؤنا وأجدادنا عيشة بسيطة خالية من التعقيد. وعبر التاريخ الطويل، كان للعرب ارتباط روحي واجتماعي بالصحراء، فهي الملاذ الكبير الذي يحتويهم، فعلى ظهور الجمال ارتحلوا متنقلين بين كثبانها الرملية الذهبية الناعمة، بحثاً عن الماء والكلأ، لهم ولمواشيهم، وبين الشجيرات المتناثرة هنا وهناك، استظلوا ونصبو خيامهم. الصحراء بجمالها الأخاذ تشدنا إليها في كل الأوقات، لأنها تبقى دائماً منبعاً للإلهام، لما تتمتع به من الهدوء والسكينة، والصفاء والنقاء في أجوائها. هكذا هي الصحراء، بجمالها الطبيعي، ونسائم أجوائها النقية المنعشة، ورمالها الذهبية، تنادي عشاقها إلى الارتحال إليها، ليعايشوا تجارب غنية بالتشويق والمغامرة والتحدي، ليكسبوا لحظات من الراحة والاستمتاع بالطبيعة الرائعة. وكم من الرحالة العرب والأجانب عشقوا الصحراء العربية، وهاموا بها، وتفاعلوا معها، ومع مكونات تضاريسها الصعبة، وخاضوا غمار رمالها، واكتشفوا مجاهلها بعزيمة واقتدار، لأنهم أدركوا القيمة الحقيقية لهذه الصحراء الشاسعة والمترامية الأطراف بطبيعتها الموحية، خاصة في أجواء فصليّ الشتاء والربيع اللذين تزداد فيهما الرحلات الصحراوية. وفي هذا الإطار، أقيمت المخيمات الصحراوية، والفنادق الراقية، وعلى أرقى معايير الجودة والرفاهية، التي تتوفر فيها كافة الخدمات التي تستقطب السياح فرادى وجماعات، من كل مكان. هناك في الصحراء، ترتاح النفوس، من عناء الحياة ورتابتها في المدن الصاخبة، وينطلق الفكر والخيال إلى ما لا نهاية، لأن مشاعر الإنسان تتوهج عندما تصافح عيناه زرقة السماء الصافية نهاراً، ويداعب وجنتاه النسيم الصحراوي العليل. كما ترتاح العين ويسعد القلب، عند رؤية الذي يشع نوره في الصحراء، مع بريق النجوم في ظلمة الفضاء. ما أحوجنا في تلك الأجواء الساحرة، إلى التغيير والترويح عن النفس للقيام برحلات برية للصحراء، بشرط أن نلتزم بالمحافظة على نظافة الأماكن التي نقيم فيها. همسة قصيرة: حنين قلبي إليك، كحنين الصحراء للمطر؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©