الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعد العالمية .. الشبكة الكونية

2 أكتوبر 2011 22:34
عاجلًا أم آجلاً ستكون الأجيال الشابة هي صانعة وقائدة الغد والمستقبل، ولا شيء جديد في ذلك تبعاً لدورة الحياة، لكن من المطلوب محاولة استشراف هذا الغد من خلال توجهات الشباب الصاعد، سواء كان ذلك لأهداف علمية أو معرفية أو وطنية أو غيرها. وفي عالم القرية الواحدة الافتراضية تتشابه يوما بعد يوم عادات الاستهلاك كما تتشابه التوجهات أكثر فأكثر لدى جيل الشباب الجديد لناحية استخدام شبكة الإنترنت. وبهذا الشأن تضمن التقرير السنوي الصادر عن شركة “سيسكو” الأميركية الشهيرة دراسة ملفتة للغاية استندت إلى مسح بحثي لشريحة من ألفين وثمانمائة من شريحتي طلاب الكليات والمهنيين الشباب الجدد من حول العالم، وفيه أعرب ثلث المُستطلَعين أن الإنترنت هو مورد أساسي للبشر بقدر ما هو الغذاء والماء. وخلافا للمعتقدات التقليدية عن هذه الشرائح العمرية، فإن 40% من المستطلعين قالوا إن الإنترنت أكثر أهمية لهم من المواعيد الغرامية أو العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء. وتؤشر هذه الأرقام إلى اتجاهات التفكير لدى جيل المستقبل بما يتجاوز العلاقة الخَدمية بين البشر والتكنولوجيا إلى المعتقدات والثقافة ونمط الحياة القادم، حتى في جانب العلاقات العاطفية أو العلاقات بين الجنسين، والذي يمكن أن نستشف منه أن ما كان يسمى “استلاب” شاشة الكمبيوتر للشباب سيتحول شيئا فشيئا إلى قواعد راسخة ومحور رئيسي في حياة البشر، وربما في المستقبل القريب جداً. إنها مسألة جيل أو جيلين على الأكثر، ويصبح فيه “الإدمان” على الإنترنت لازمة أساسية و”جينية” ويصبح أولئك غير القادرين عليه قلة من الرومانسيين الزاهدين عن سلطة تكنولوجيا الاتصال ممن سيعيشون على هامش القوى الرئيسية في المجتمع ومنظومة العولمة. وبالإمكان سرد الكثير من الحجج والمؤشرات التي ترجح أن البشرية تتجه إلى انقلاب كمي ونوعي في نظرتها واستهلاكها لموارد الحياة الأساسية بما ينافس “التقليدي” منها مثل الأكل والشرب، وما ستفرضه من عادات وثقافة جديدة أبعد مما نتصور. وما لفتني في شأن ذي صلة هو “خريطة طريق اكتشافات الكون” الصادرة عن وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” نتيجة تعاون بينها وبين عدد من وكالات الفضاء الأخرى. ووفق ما نشر في “انفورميشن ويك” فإن “ناسا” بدأت الاستعداد لإطلاق نظام اكتشافات جديد يتضمن نقل رواد فضاء إلى ما وراء مدار الأرض والفضاء السحيق بواسطة تكنولوجيات جديدة من بينها توسيع شبكة الإنترنت إلى النظام الشمسي للمساعدة على إنجاز أهداف الإنسان الفضائية مستقبلاً. التكنولوجيات الجديدة التي ستجري عليها اختبارات تعني أن البشرية ستنتقل قريبا من عصر الشبكة العالمية إلى مرحلة “الشبكة الكونية للإنترنت”، وهو أمر سيفتح آفاقاً وحاجات لا تحد أمام المستخدمين في المستقبل لأن البشر عموما لن يمكنهم تفويت التواصل مع الفضاء وما يثيره من أحلام ويخبّئه من أسرار وإمكانات (بما فيها الطاقات البديلة). Barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©