الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معدل ذكائه يصل إلى 155 درجة ويعد زويل بالحصول على «نوبل»

معدل ذكائه يصل إلى 155 درجة ويعد زويل بالحصول على «نوبل»
15 فبراير 2010 20:53
كان جدول الضرب هو ضربة الحظ التي فتحت باب اكتشاف عبقرية الطفل المعجزة محمود وائل البالغ من العمر 11 عاما، أصغر عبقري في العالم، والذي ظهرت عليه بوادر النبوغ قبل أن يكمل عامه الرابع عندما تعثرت شقيقته عبلة في مراجعة جدول الضرب حيث تصدى هو لتسميع الجدول كاملا بعد سماعه لمرة واحدة فقط أثناء لهوه بجوار والده. فانتبه الأب فورا لقدرات طفله وراح يردد عليه الأرقام والعمليات الحسابية وكلما تعقدت الأرقام ظهر نبوغ محمود. وكان لابد من إدارة عبقرية الطفل بشكل علمي مدروس وهو ما لا تستطيعه الأسرة بمفردها فراح الأب الطبيب وائل محمود يطرق كل الأبواب لمساعدته في تنمية موهبة ابنه. كان أول الأبواب التي طرقها والد محمود باب وزارة التربية والتعليم المصرية التي صدمته بأنه ليس لديها برامج لرعاية النابغين في مثل عمر محمود وكان المطلوب منه أن ينتظر حتى يلتحق ابنه بالمدرسة في سن السادسة ويبحث عن جهة أخرى ترعاه. فسمع الأب عن جمعية أهلية لرعاية الموهوبين والنابغين وبعد اختبارات للذكاء والقدرات العقلية قبلت الجمعية محمود ومنحته العضوية ولكن لاشيء بعد ذلك. مصير العبقري طرق الأب أبواب الإعلام والصحافة وبدأ اسم محمود وائل «الطفل المعجزة» يلمع ويتنافس الجميع لاستضافته والحوار معه على القنوات الأرضية والفضائية وفي ختام كل لقاء أو حوار كان السؤال: ما مصير ذلك الطفل العبقري؟ والتقى وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي في مصر بالطفل المعجزة محمود، وانتهت اللقاءات بالصور والهدايا التذكارية بلا أي جديد لكن كان هناك من تنبهوا لعبقرية محمود وقدموا له ما يريده بل وساعدوه في تنمية نبوغه وتفوقه حيث قدمت له الجامعة الأميركية بالقاهرة منحة رعاية منذ خمسة أعوام حتى الآن ومنحة لدراسة اللغة الانجليزية لمدة 50 ساعة يتم تجديدها باستمرار حتى أصبح محمود يجيد الانجليزية تماما، وحصل محمود على منحة أخرى من شركة «سيسكو» إحدى كبريات الشركات الأميركية في مجال الكمبيوتر وبالتعاون مع الجامعة الأميركية بالقاهرة في مجال تصميم شبكات الكمبيوتر ليصبح أصغر طفل في العالم يحصل على هذا النوع من الدراسة. ونال محمود أهم منحة غيرت مسار حياته وهي منحة المدرسة السويسرية «جرين لاند» للدراسة مجانا، فانتقل من مدرسته الحكومية إلى تلك المدرسة التي تبلغ مصروفاتها نحو 33 ألف جنيه مصري في السنة لكنها منحت المجانية للطفل محمود مقابل أن يكون من خريجيها. وقدمت شركة «مايكروسوفت» العالمية منحة لمحمود لدراسة برم جة الحاسب الآلي لمدة 160 ساعة واجتازها بامتياز ليصبح أصغر مبرمج كمبيوتر في العالم. كما قدمت له منظمة «اليونسكو» منحة للحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر واجتازها وعمره 9 أعوام فقط. وقدمت جامعة القاهرة لمحمود منحة دراسية لمدة عامين في كلية الحاسبات والمعلومات لدراسة برامج متقدمة لتكنولوجيا المعلومات بعد لقائه برئيس الجامعة د.حسام كامل. نقطة تحول مؤخرا، التقى محمود مع العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ودار بينهما حوار طويل عقب الرسالة التي أرسلها له محمود ويقول فيها: «أنت مثلي الأعلى ونفسي أكون مثلك بل سأهزمك وأكون أصغر شخص يحصل على نوبل». وكان لهذا اللقاء أكبر الأثر في محمود ومساره العلمي. يقول محمود الذي تغيرت حياته بشكل كبير منذ خمسة أعوام: «أشياء كثيرة فقد أصبحت أصغر مبرمج كمبيوتر وأصغر قائد كمبيوتر في العالم، وأسرع من يجيب على اختبار الـ IT (تكنولوجيا المعلومات)، وأصغر مصمم شبكات إنترنت في العالم وقريبا سأكون أصغر مدرس كمبيوتر في الجامعة الأميركية بالقاهرة وفي أي جامعة في العالم بعد أن أنتهي من دورة برمجة الشبكات للمحترفين». ويشير الصغير إلى أنه سيتولى التدريس في الجامعة الأميركية بالقاهرة لخريجي كليات الهندسة، مشيرا إلى أن الموضوع ليس صعبا فهو يعرف كل الطلبة وتربطه بهم علاقة طيبة. والطريف أن محمود ما يزال طالبا في الصف السادس الابتدائي وعند الانتهاء منه سيكون قد أنهى دراسته في الجامعة الأميركية ويصبح مدرسا فيها، وفي نفس الوقت سيلتحق بالصف الأول الإعدادي في المدرسة السويسرية، لافتا إلى أن علاقته بزملائه علاقة طبيعية يلعب معهم وأحيانا يتشاجر كما هم الأطفال في سنه. ويؤكد أنه «يريد أن يتدرج في تعليمه ويعيش مثل أقرانه». ويلفت محمود إلى أنه بعث بريدا إلكترونيا لزويل كتب له فيه: «أنت مثلي الأعلى ونفسي أكون زويل الصغير وإن شاء الله سأكون أصغر من يحصل على نوبل وأهزمك». وعندما جاء زويل إلى مصر طلب مقابلته وقال له: «نبوغك يعود فضله لك ثم لماما وبابا وأتمنى أن تكون رمزا للشباب في مصر»، وأهداه كتابه «عصر العلم»، وقال: «سأنتظر حصولك على نوبل لأهنئك بنفسي». ويضيف محمود: «عندما ذهبت للمدرسة في اليوم التالي التف حولي زملائي وقالوا: «وسع يا جدع لزويل الصغير». ويرجع محمود الفضل لأصحابه، ويقول :»ماما وبابا أكثر من ساعدني ثم مدرستي والجامعة الأميركية وجامعة القاهرة التي قدمت لي منحة الدراسة سنتين في الحاسبات والمعلومات. وأول كمبيوتر حصلت عليه في حياتي حين كنت في الخامسة من عمري، وكان من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالإمارات بعد أن شاهدني في برنامج على قناة «أوربت» مع الإعلامي عمرو أديب حيث قلت إنني أتمنى أن أحصل على جهاز كمبيوتر خاص بي، حيث بعث لي عن طريق سفارة الإمارات بالقاهرة بأحدث جهاز كمبيوتر ساعدني كثيرا». ويمارس محمود لعبة الكاراتيه، وهو حاصل على الحزام البني. صناعة العبقرية الأم والأب اللذان ساهما في صناعة تلك العبقرية. فالأم لبنى عبدالمؤمن مدرسة علوم بالمرحلة الثانوية وهي أم لثلاثة من الأبناء الكبرى لبنى والثانية عبلة وأخيرا محمود. تقول: «محمود في البيت طفل عادي ولا يلقى معاملة خاصة لكن هناك لهفة أكثر عليه نظرا لكونه الصغير وهو مثل أي طفل يمارس حياته بشكل طبيعي». وتلفت إلى أن ابنها شقي لكنه دائما يفلت من العقاب إذ يلجأ لإضحاكها فيمتص غضبها وتتركه. أما الأب الدكتور وائل محمود، الطبيب بمستشفى السكة الحديد بالقاهرة، فيقول إنه ومنذ خمس سنوات كانت أمنيته أن يسافر للخارج لكي يجد من يتبنى عبقرية ولده لكنه غير رأيه نزولا عند رغبة ابنه، ورأي الدكتور زويل الذي رفض فكرة السفر في هذه السن المبكرة واعتبر أنها خطر على نفسيته وانتمائه، وقال إنه وعد بانه عندما ينتهي محمود من كل الدراسات ويحصل على الشهادات الممكنة من هنا سيرسل له ليأخذه إلى أميركا بعد أن ينتهي من دراسته ويشبع من طفولته. وعن خطورة التحاق محمود بالجامعة في هذه السن، يقول وائل إن الدكتور زويل قال إنه تعامل مع أطفال عمرهم 15 عاما يدرسون الدكتوراه في جامعات مرموقة بسبب نبوغهم لكن يجب ألا ندفع قدرات الطفل بصورة مبالغ فيها حتى لا يمثل ذلك ضغطا زائدا عليه فقد تكون لديه القدرة الذهنية ولكن هناك أجهزة أخرى في جسم الإنسان تحتاج للنمو الطبيعي ولا ينبغي الضغط عليها». وحول معدل ذكاء محمود والأرقام العالمية التي حطمها، يوضح أن معدل ذكاء محمود حسب آخر مقياس تم له هو 155 درجة أي أنه كاد يقترب من معدل ذكاء د. زويل وهو 165 درجة أما بالنسبة للأرقام العالمية فقد حطم الرقم العالمي المسجل باسم شاب أوروبي في أسئلة اختبار تكنولوجيا المعلومات حيث إن الرقم المسجل هو 22 دقيقة في حين أن مدة الامتحان 45 دقيقة لكن محمود اجتاز هذا الاختبار في زمن قياسي جديد وهو 8 دقائق و21 ثانية. عقب لقاء د. زويل بالعبقري الصغير محمود وائل أعلنت جامعة القاهرة ورئيسها د. حسام كامل عن رعايتها للعبقري الصغير وتقديم منحة دراسية مدتها عامان في برامج متقدمة لتكنولوجيا المعلومات. إلى ذلك، يقول كامل عن المبادرة المتأخرة: «نفتقد في الجامعة للبرامج التي تعمل على اكتشاف الموهوبين والمبدعين في المجالات العلمية وخاصة لمثل هذه السن وهو ما سنتخطاه في الفترة القادمة حيث نسعى لإنشاء مركز إبداع تابع للجامعة يتولى اكتشاف الموهوبين ودعمهم بالبرامج والأنشطة الملائمة». ويضيف: «بالنسبة لمحمود فقد تابعت لقاءه مع د. زويل وتعرفت أكثر على قدرته العقلية فقررت أن ترعى جامعة القاهرة تلك الموهبة بمنحة دراسية مجانية متقدمة لمدة عامين في كلية الحاسبات والمعلومات على أيدي مجموعة من الخبراء في هذا المجال وهو برنامج متقدم حول برمجة الشبكات وسيكون امتداداً لما درسه محمود في الجامعة الأميركية». وحول إمكانية التحاق محمود بالمرحلة الجامعية مبكراً عقب حصوله على الشهادة الإعدادية إي بعد ثلاث سنوات، يقول : «أتمنى له ذلك ولا مانع عندي ولكن هذه مسؤولية وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي التي نتبعها، ولكن لا أريد أن يفتقد محمود لملامح طفولته ونجني عليه ولابد أن يعيش طفولته بكل مراحلها ولا يسبق زملاءه حتى لا يعاني في المستقبل من مشاكل أخرى وما علينا فقط إلا أن نرعى موهبته وننميها حتى يصل لما يتمناه وتتمناه منه مصر». أول كمبيوتر حصلت عليه في حياتي كان عمري حينها خمس سنوات، وكان من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالإمارات بعد أن شاهدني في برنامج على قناة «أوربت» مع الإعلامي عمرو أديب حيث قلت إنني أتمنى أن أحصل على جهاز كمبيوتر خاص بي، حيث بعث لي عن طريق سفارة الإمارات بالقاهرة بأحدث جهاز كمبيوتر ساعدني كثيراً دراسة متقدمة المهندس رفعت مصطفى، المسؤول عن تدريس الشبكات بالجامعة الأميركية بالقاهرة، والذي يتولى التدريس لمحمود، يقول: “يدرس محمود حالياً علم الشبكات وبرمجة الكمبيوتر وهو مساق متقدم جداً وذلك بعد اجتيازه للمساق الأساسي في أقل توقيت له وهو ستة أشهر والمفترض أن ما يدرسه محمود حالياً يُدرس لخريجي كليات الهندسة والحاسبات فهي دراسة متقدمة جداً للمحترفين في عالم الشبكات والإنترنت والبرمجة”. الفهم العميق الدكتور هيثم صفوت حمزة، رئيس قسم الشبكات بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة يقول: “أشعر بالقلق على الطفل محمود وائل من كثرة تسليط الأضواء عليه أما بالنسبة لما سيدرسه محمود في الكلية فهو برنامج متقدم في برمجة الشبكات وتم في البداية وضع تصور لبرنامج خاص لمحمود يسير فيه لمدة عامين لكن بعدما اجتمعت لجنة من كبار الخبراء ورؤساء الأقسام بالكلية لتحليل عقلية محمود تقرر تغيير البرنامج التدريسي له بحيث يتوافق مع ميوله وقدراته التي تم اكتشافها”. وعن أهم النتائج وملامح تحليل القدرات الذي خضع له محمود، يبين أن محمود لديه قدرة على الفهم العميق للأشياء فهو لا يتحدث بأي كلام عن أي موضوع يعرفه بل إجاباته كلها محددة وفي محلها ومهارات الاتصال لديه جيدة جداً وقدرته على الفهم العميق عالية في أمور متقدمة كثيراً عن عمره ويجيد أيضاً ربط الموضوعات ببعضها ولديه ميول للتطبيق العملي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©