بروكسل (وكالات)
التزم القادة الأوروبيون الذين اجتمعوا أمس في قمة طارئة في بروكسل حول أزمة المهاجرين، بدفع مليار يورو إضافية لوكالات الأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، وفق مشروع تسرب لوسائل الإعلام قبل ختام القمة.
وأورد المشروع أن الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد تلتزم «تلبية الحاجات الملحة للاجئين في المنطقة عبر مساعدة المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي ووكالات أخرى بمليار يورو إضافية على الأقل».
وكان من المحتمل أن يطلق زعماء الاتحاد الأوروبي وعداً بتقديم مليارات اليورو لتمويل اللاجئين السوريين، وما صاحبها من انقسامات حادة.
والتقى الزعماء على العشاء بعد يوم من تغلب وزراء الداخلية للدول الأعضاء على اعتراضات من أربع دول في شرق أوروبا في تصويت على إعادة توزيع طالبي اللجوء في مختلف الدول الأعضاء وفقاً لنظام حصص إجبارية. ويحاول زعماء الاتحاد التركيز على سبل الحد من تدفق اللاجئين الذين وصلوا إلى أعداد قياسية هذا الصيف.
لكن التوترات شديدة مع انتشار حشود فوضوية وردود أفعال متباينة من عواصم أوروبية شهدت إغلاق الحدود داخل منطقة شينجن التي يتمتع المسافرون بحرية الانتقال بين دولها الأعضاء.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي ترأس أول اجتماع قمة كامل لزعماء الاتحاد في ثلاثة أشهر «اليوم.. يجب أن تظهر أخيراً خطة ملموسة بدلاً من المجادلات والفوضى التي شهدناها في الأسابيع الماضية».
وفي يوم وصل فيه نحو 2500 مهاجر إلى جزيرة ليسبوس اليونانية وحدها، قال توسك «إن عدد الوافدين قد تجاوز بالفعل نصف مليون هذا العام، ومن المرجح أن يزداد، وإنه يجب على أوروبا أن تستعيد السيطرة على حدودنا الخارجية، وإلا فسوف تجازف بتدمير منظومة شينجن والروح الأوروبية».
وقبيل بدء انعقاد القمة قال توسك للصحفيين في بروكسل، إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق على تقديم مزيد من المساعدة للاجئين الذين يبقون في الشرق الأوسط، وذلك من خلال دفع أموال إلى وكالات الأمم المتحدة وتركيا والأردن ولبنان وآخرين. وأضاف قوله إن دول «المواجهة» مثل تركيا وإيطاليا يجب أيضاً أن تحصل على مساعدة على حدودها.
من جانبه، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أمس، إنه سيقترح أن تدفع دول الاتحاد الأوروبي مزيداً من الأموال لميزانية الاتحاد للمساعدة في? ?معالجة أزمة اللاجئين، وأن تسمح اليونان لدول أخرى بالدفاع عن حدودها لإبطاء تدفق المهاجرين.
وتقع المجر على مسار أكبر موجة هجرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وسجلت أكثر من 220 ألف طالب لجوء هذا العام. وللحد من تدفق المهاجرين، نصبت حكومة أوربان اليمينية سياجاً على الحدود الصربية، وتبني واحداً آخر على حدود المجر مع كرواتيا. وفي تصريحات للصحفيين في ألمانيا، قال أوربان إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تزيد مقدار ما تدفعه للميزانية المشتركة للاتحاد واحداً في المئة، وخفض إنفاق الاتحاد واحداً في المئة لزيادة التمويل من أجل التعامل مع الأزمة.
من جانبه، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، أمس، إن بلاده تستطيع استيعاب عدد اللاجئين المخصص لها وفقاً لخطة الاتحاد الأوروبي، لكنه يأسف للموافقة على فكرة الحصص الإلزامية بالتصويت بالأغلبية وليس بالمفاوضات.
وصوتت التشيك والمجر ورومانيا وسلوفاكيا ضد توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد أمس الثلاثاء. وقال يوهانيس إن الحصص الإلزامية ليست حلاً لأزمة اللاجئين في أوروبا.وقالت رومانيا إنها تستطيع أن تستقبل بحد أقصى 1785 مهاجراً ضمن خطة طوعية للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنها استقبال 2400 شخص آخرين بموجب خطة إعادة التوزيع.وقال يوهانيس للصحفيين قبيل عقد القمة «القرار اتخذ. أعلم أن دولاً أخرى تعتزم الطعن على القرار، لكننا سننتظر لنرى النتيجة».
وحسب شهود، فقد وصل صباح أمس أكثر من 2500 شخص معظمهم لاجئون أفغان إلى جزيرة ليسبوس اليونانية في غضون ثلاث ساعات. ووصل نحو 40 قارباً مطاطياً يحمل كل منها ما بين 60 و70 شخصاً وسط الأمطار إلى شاطئ بالجزيرة غطته سترات النجاة والأنابيب المطاطية. وكان بعضهم يعاني انخفاضاً في درجة حرارة الجسم.وقال الشاهد إنه رأى تسعة قوارب أخرى من على بعد.
وقالت روهين (18 عاماً) من أفغانستان «كان الأمر صعباً. كنا نشعر بالخوف». وأغشي على شقيقة روهين فور وصولها إلى الشاطئ.وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد ذكرت من قبل أن 430 ألف لاجئ ومهاجر قطعوا الرحلة عبر المتوسط إلى أوروبا هذا العام حتى الآن، وهو رقم قياسي. ووصل 309 آلاف منهم عبر اليونان.
عدد اليوم
