الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"غياب الجمهور" سببه المسرحيون والمؤسسات الثقافية

6 يناير 2007 02:10
دمشق ـ عمار أبو عابد: كثيرة هي المهرجانات المسرحية العربية، لكنها هل تنجح في بث الروح في المسرح العربي من جديد وإعادة الاعتبار له جماهيرياً ؟ إن مهرجاناً مسرحياً واحداً يقام على الأقل في أكثر من بلد عربي سنوياً، ويشعر المرء مع كثافة الحضور الجماهيري، أن المسرح العربي في حالة انتعاش كبير، لكن ما أن يختتم المهرجان فعالياته وعروضه حتى يختفي الجميع (المسرحيون والجمهور والنقاد والصحفيون)· وكأن المهرجان طفرة أو ومضة أو حالة احتفالية في أحسن الأحوال· فلماذا يحضر الجمهور المسرحي خلال أيام المهرجانات ويغيب طوال أيام السنة ؟! ''الاتحاد'' ومن خلال مهرجان دمشق الدولي المسرحي الثالث عشر الذي أقيم مؤخراً بمشاركة عدد كبير من الفرق المسرحية العربية، استطلعت نخبة من كتاب المسرح ومخرجيه وفنانيه ليجيبوا على هذا السؤال ويقيموا المهرجانات والمسرح على حد سواء· جمهور مهم و (خطر) ! الدكتور جواد الأسدي الكاتب والمخرج العراقي المعروف يرى أن المهرجانات المسرحية العربية تستطيع أن تبث روحاً جديدة في المسرح العربي، والدليل على ذلك حجم الإقبال الجماهيري على عرض مسرحيته (حمام بغدادي) في المهرجان، ويضيف: باعتقادي أن المهرجانات المسرحية إذا أقيمت بجدية وخطط لها بشكل حقيقي يمكن أن تستدرج جمهوراً (خطراً) ومهماً، لتعيد تأسيس ثقافة مدنية جديدة· وهذا له علاقة بخطة المؤسسة الثقافية العربية، وماذا تخطط الدولة وكيف تتصرف مع المسرح· وهذا بدوره له علاقة بتقليد المؤسسة العربية، وخطة التفاعل بين المسرح والجمهور· في أوروبا هناك جمهور دائم سنوي ويومي، والجمهور يتغذى بشكل حقيقي، أما في العالم العربي فالجمهور منقطع لأنه لا يوجد اتصال بين الجمهور والمسرح· وأنا باعتقادي هذا يحتاج إلى عمل من قبل المؤسسة الثقافية نفسها، من قبل وزارة الثقافة ومديرية المسارح والمؤسسات الثقافية الأخرى، حتى يستعيدوا التقاليد القديمة التي كان عليها المسرح العربي· ويتابع الأسدي: المهرجان المسرحي يظل ظاهرة عابرة لمدة أيام المهرجان، وبعد ذلك يختفي الجمهور، فهذه ليست تقاليد بل عبارة عن ومضة تفجر مهرجاناً احتفالياً· ولكن بعد ذلك يخفت ويذهب، ولكن الشيء الملفت والعجيب أن المهرجان يوحي بفكرة (خطرة) جداً بأن هناك جمهوراً حقيقياً داخل المدينة، ودمشق باعتقادي واحدة من المدن التي فيها تعطش شديد للثقافة، وينبغي التوجه له بجدية، لكن المشكلة في المسرحيين وفي المؤسسة الثقافية بالدرجة الأولى، فقضية إعادة الاعتبار للمسرح جماهيرياً وإعادة التواصل بين الجمهور والمسرح تحتاج إلى عمل، وعمل كبير جداً· حالة موسمية أما الناقد المسرحي السوري عبدالقادر المنلا فيتهم المهرجانات المسرحية العربية بأنها انتقلت من مرحلة الهم المسرحي العربي، إلى حالة من الهم السياحي· ويرى أن مهرجانات المسرح هي أقل ما يمكن فعله، ولكن الأمر الأساسي أن يكون لها فعل ومردود معرفي، يسهم في استقطاب الجمهور واستعادته إلى المسرح· حكيم مرزوقي الكاتب والمخرج المسرحي التونسي يقول: نحن العرب لدينا حالة موسمية في كل شيء، فمهرجان المسرح موسم، لأنه ليس هناك تقاليد عند الفرد العربي فيما يتعلق بالمسرح، فهو لا يخطط ليشاهد مسرحية إلى جانب احتياجاته الأخرى، وهذه حقيقة يجب ألا نخجل منها، لأنها ليست من تقاليدنا، لذلك يكون الحضور في المهرجانات المسرحية حضوراً (مناسباتي)! ولكن هذا أفضل من لا شيء· عبدالمنعم عمايري الفنان السوري المعروف يعتبر أن المسرح لم يمت، وأن الجمهور موجود، وهو يحتج على صيغة سؤالنا ويقول: أنا عندما قدمت مسرحيتي (صدى) و(فوضى)، اضطررت لوضع لافتة بأنه (لم يبق هناك محلات)، وكانت المقاعد محجوزة قبل عشرة أيام، ولا أعتقد أن هناك أزمة جمهور، وأنا أعتقد أنه في مسرحياتي يحضر الجمهور أكثر من حضوره في المهرجانات· فالجمهور موجود ولم يغب، ولا أعتقد أن وجوده في المهرجانات أكبر عندما يكون هناك مسرحية لغسان مسعود أو عبدالمنعم عمايري· فالعرض الجيد يأتي بجمهور جيد، والعرض السيئ لا يأتي بأي جمهور· التلفزيون والجمهور المسرحي أما الكاتب السوري وليد إخلاصي فيرى أن المهرجانات المسرحية العربية لم تحقق الغرض النهائي منها، لكن استمرارها يحقق الفائدة، فالمهرجانات تشبه الأعياد، حيث يذهب الناس إلى أماكن اللهو والمتعة· ويرى إخلاصي أن المهرجانات ستسهم في استقطاب الجمهور إلى المسرح عندما تحسن اختيار العروض، وتسهم في خلق واستنهاض الحالة المسرحية· ويرى الممثل والمخرج السوري فايز قزق أن حضور الجمهور في المهرجانات المسرحية ليس قليلاً، إنما هو يتناسب مع نوعية ما يقدم للجمهور· وفي الأيام العادية عندما تكون العروض ممتازة كان الجمهور يأتي بشكل كثيف، أما عندما بدأ المسرح يتراجع كمضمون وجماليات، أصبح الجمهور يختفي شيئاً فشيئاً، وجاء التلفزيون ليقضي على الجمهور المسرحي، فاختفى الطقس الشعبي المسرحي، وأصبح الجمهور رهين البيت، أمام التلفزيون الذي يأتيه بكل شيء· وفي رأي الفنان فايز قزق إن المسرح العربي الجديد الذي يستقطب الجمهور هو المسرح الذي ينطلق من البلدات والمدن والمحافظات والأقاليم العربية لينتج هناك بين البشر مع جمهوره المحلي والوطني، ثم يذهب إلى جمهوره القومي في العواصم العربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©