الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الانتخابات رسمت مستقبل ثقافة الديمقراطية عند المواطنين

6 يناير 2007 02:05
مكاتب الاتحاد: بعد انتهاء أول انتخابات برلمانية تشهدها الدولة لتدخل مرحلة جديدة من حياتها السياسية ، والتي تمت بمشاركة شعبية كبيرة وأسفرت عن انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني، ووصول أول امرأة منتخبة في الخليج العربي إلى البرلمان·، كيف تنظر فئات المجتمع بجميع أطيافه الرسمية والشعبية لهذا التحول الكبير في الوعي السياسي للدولة، وما أبرز النقاط الإيجابية التي تضمنتها التجربة الجديدة ؟ وهل هناك سلبيات أغفل البعض ذكرها في زخم الفرح بعرس الديمقراطية؟ ، وتساؤلات أخرى نرصد بها أبعاد هذا الحدث التاريخي، من زواياه المختلفة عبر الاستطلاع الذي أجرته '' الاتحاد'' · أكد رجل الأعمال ووزير الرياضة والشباب السابق الشيخ فيصل بن خالد القاسمي أن الانتخابات انحازت للمؤهلين ليتبوأوا المناصب كأعضاء تحت قبة البرلمان· وقال فيصل القاسمي إن الديمقراطية ليست بالجديدة في الإمارات، فقد مورست الانتخابات في المجال الرياضي منذ عقود مضت، مشيراً إلى أن المجتمع هو المسؤول الأول والأخير عن اختيار أعضاء المجلس، منوهاً إلى أهمية إعطاء الصلاحيات إلى هؤلاء الأعضاء المنتخبين· وأوضح الشيخ فيصل أن دولة الإمارات كانت سباقة في إتاحة الفرصة للمرأة، حيث وصلت قبل ذلك للمجالس الاستشارية ومجلس الوزراء، مشدداً على ضرورة أن تبنى الديمقراطية في المدارس وأن تغرس قيمها في الشباب· وطالب القاسمي بضرورة أن يدخل المجلس من يحمل الشهادة الجامعية على أقل تقدير، إن لم يكن الآن فيمكن تحقيق ذلك في الدورة القادمة· العين الساهرة وأشاد الشيخ محمد بن صقر القاسمي بالانتخابات، وقال إنها خطوة أولى ستتبعها خطوات ، خاصة أن شعب الإمارات لم يتعود على اختيار ممثلين ونعتبرها خطوة على الطريق الصحيح، مشيراً إلى أن الانتخابات رسمت مستقبلا لثقافة الديمقراطية عند أبناء الإمارات، فالسلبيات التي وجدت من خلال الانتخابات سيتم تجاوزها في المستقبل وهي خطوة لا جدال عليها، ونتمنى أن تتبعها الخطوة الأكبر بحيث يعطي ابن الإمارات حقه في اختيار ممثلين في المجلس الوطني الذي يعتبر العين الساهرة للمحافظة على الدستور، فهذه الخطوة الموفقة من القيادة السياسية تدل على الوعي والحرص على إعطاء المواطن حقوقه ومنحه الدور المنوط به بغية المحافظة على المكتسبات الوطنية التي تحققت في الثلاثة عقود الماضية على يد بناة الدولة وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ''رحمه الله '' وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الذين آثروا على أنفسهم بتقديم أكبر تضحية لدولتنا· وقال القاسمي إن الشعب نال حقه في العملية الديمقراطية ويعتبر ذلك مكسباً كبيراً، فالشكر كل الشكر لرئيس الدولة ونائبه على هذا التوجه وسدد الله خطاهم لما فيه مصلحة الوطن· سلوك حضاري وقال الحكم الدولي علي بوجسيم إنها تجربة جديدة تجاوب معها شعب الإمارات وهي خطوة ناجحة وسوف تشكل نجاحات مستقبلية نحو ممارسة العملية الديمقراطية على طريق المشاركة الأوسع، وقال: أكثر ما أعجبني في الانتخابات الروح السائدة التي كانت بين المرشحين في أعقاب ظهور النتائج، حيث شاهدنا سلوكا حضاريا يتمثل في إقامة المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ بدخول المجلس ولائم احتفالاً بالفائزين، الأمر الذي ينم عن فهم وإدراك وقناعة بالانتخابات والنظام الجديد، كما أن الهيئة المسؤولة عن الانتخابات أبدت استعداداً وتنظيماً راقياً· أنصفت الجميع ويؤكد الرياضي محسن مصبح لاعب منتخبنا الدولي السابق ، أن هذه التجربة أنصفت الجميع، مشيراً إلى أنها خطوة رائدة وقرار صائب أعطى الحق لكل مواطن في ممارسة حقه الديمقراطي، حيث تحدثت هذه الديمقراطية عن نفسها في الانتخابات بشكل لا يقبل الجدل، حيث كان الحماس سمة بارزة· وقال مصبح إن الممارسة الديمقراطية دائماً ما يكون لها دور فعال وإيجابي وبلا أدنى شك ستنعكس إفرازات ذلك على هذه الممارسة في المستقبل، وتمنى محسن مصبح أن يجد العنصر النسائي حظاً أوفر في الانتخابات المقبلة، منوهاً إلى أن نجاح أمل القبيسي وسام على صدر المرأة الإماراتية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذا الفوز سيقدم للمرأة دافعا أكبر للمشاركة في الانتخابات في المستقبل· حراك اجتماعي وسياسي ''استطاعت تجربة الانتخابات أن توجد حالة من الحراك الاجتماعي والسياسي في الشارع الإماراتي لم تكن موجودة بتلك الصورة من قبل''، هكذا يقول الدكتور عبد الله محمد عبد الله الأميري، عضو مجلس استشاري الشارقة الحاصل على المركز الرابع عن المرشحين في الإمارة (129 صوتاً ) وبفارق عشرة أصوات عن الفائز بالمقعد الثالث والأخير حمد حارث حمد المدفع، مضيفاً أن جميع مواطني الدولة كانوا يتحدثون بصورة مستمرة عن الانتخابات والمرشحين وبرامجهم الانتخابية وأهم القضايا التي يطرحونها ومدى واقعية مطالبهم وقربها من هموم وشجون الغالبية· وأوضح أن للنظام الانتخابي فوائد جمة تعود بالنفع على الأفراد ومن ثم البلاد بشكل عام أهمها زيادة الوعي لدى أبناء الوطن بالديمقراطية والحياة السياسية وتوصيل الإحساس لديهم أنهم مشاركون بفاعلية في اختيار من يمثلهم وينوب عنهم ويكون صوتهم الذي ينقل آلامهم وهمومهم في أروقة المجلس الوطني الاتحادي، إضافة إلى الترابط الاجتماعي والتواصل الذي حدث بين الناس من خلال زيارات المرشحين للمنتخبين والتواصل المستمر معهم، وكلها أحاسيس ستزيد وتيرتها خلال المرحلة المقبلة وسيسعى الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز هذه المرة لتأصيلها لتكون سلاحهم القوي حال عزمهم خوض الانتخابات المقبلة· حققت نجاحاً كبيراً ''كانت تجربة إيجابية بكل معنى الكلمة نجح فيها الجميع وأخلص الكل في مواقعه منذ بدايتها إلى أن وضعت بصمتها الأخيرة''، هكذا يقول العميد علي ماجد المطروشي مدير عام شرطة عجمان والحاصل على المركز الثالث من بين المرشحين في الإمارة(65 صوتاً) وبفارق ثلاثة أصوات فقط عن خالد حمد محمد أبوشهاب الفائز بالمقعد الثاني المخصص لعجمان، مشيراً إلى أن الجميع أخلص في هذه التجربة الجديدة على البلاد ولبى نداء الوطن منذ خطاب صاحب السمو رئيس الدولة باعتباره خطة عمل وطنية ومروراً بدور اللجنة الوطنية للانتخابات ثم اللجان الفرعية في كل إمارة وكذلك أعضاء الهيئة الانتخابية والمرشحين وانتهاءً بالكلمة الأخيرة التي قالها الناس في التصويت لمن وجدوه الأنسب من وجهه نظرهم لينوب عنهم في المجلس الموقر· درس للمستقبل ''لقد أذهلتني نتيجة الانتخابات التي جرت في عجمان فلم أكن أتوقع بعد الجهد الذي بذلته طوال المرحلة المقبلة أن أحصل على 24 صوتاً فقط واحتل المركز التاسع على الإمارة''، هكذا يقول المرشح محمد خليفة محمد بن سالمين العرياني، مضيفاً أنه كان يتوقع ولديه قناعة كبيرة بأنه سيكون صاحب أحد المقعدين، إن لم يكن الأول فهو الثاني، المخصصين للإمارة في المجلس الوطني الاتحادي في دورته المقبلة وذلك لخبرته الطويلة في خدمة الناس · وأشار العرياني إلى أن أهم إيجابيات المرحلة الماضية تلك الحالة التي عاشها الناس من الديمقراطية وتمتعوا بها وتحدثوا عن مشاكلهم واختاروا بأصواتهم من يمثلهم، إضافة إلى أنه درس ليس بالهين في الأمور الحياتية يتعلم منه الجميع ويستفيد للمستقبل، مضيفاً أن أهم النقاط من وجهه نظره التي تؤخذ على تلك التجربة، عدم وضعها تحت إشراف قضاة دارسين ومتفهمين لبنود القانون· فوائد كثيرة أكد سعيد علي سعيد أحمد بوعصيبه، الخامس في ترتيب نتائج المرشحين عن إمارة أم القيوين(46 صوتاً)، أن الفوائد التي عادت على المجتمع من إقرار الانتخابات بصورتها الحالية كثيرة جداً حيث عاشت البلاد في ''عرس ديمقراطي'' حقيقي حرك الكثير من الآراء والقضايا التي تشغل الوطن وأبناءه وخلقت لغة حوار ونقاش بين المرشحين وأعضاء الهيئة المخولين بالانتخاب لم توجدها الظروف من قبل وهو ما يعود بالنفع على الجميع· ليست جديدة علينا قال سلطان بن علي الشويخ، مقدم في شرطة أم القيوين إدارة المرور والتراخيص عضو الهيئة الانتخابية في الإمارة إن الديمقراطية متأصلة في مجتمع الإمارات أقامها وأرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي ليست فكرة جديدة علينا حيث يتميز أبناء الوطن بالألفة والمحبة والترابط وإن اختيار أي شخص ليمثل الجميع في المجلس الوطني يكون نابعا من قناعة جماعية ورأي موحد· من جهته قال هلال عبيد هلال أحد أعضاء الهيئة الانتخابية في أم القيوين، إن التجربة الانتخابية في مجملها تعتبر ناجحة جداً ومفيدة للجميع كما أنها تصب في الصالح العام وتعود بالنفع على المجتمع، مشيراً إلى أنه لبى نداء الوطن وقام بالتصويت لمن رأى أنه يستحق أن يكون ممثلاً عن الإمارة وأكثرهم تواصلاً مع الناس والأجدر لعرض همومهم ومشاكلهم في المجلس الموقر· وأضاف أن الجميع يدرك تماماً أن إيجابيات تلك التجربة غطت على هفواتها التي لا تذكر· المثقفون والفنانون : طموحات وآمال كبيرة لتفعيل الجانب الثقافي في المجتمع أكد عدد من المثقفين والمبدعين والفنانين أن لديهم طموحات وآمالا كبيرة نحو المجلس الجديد لتفعيل الدور الثقافي والإبداعي وطرح رؤى المجتمع تجاه القضايا الثقافية من خلال آليات مرنة ومنابر مفتوحة ، مشيرين إلى هناك مطالب للفنانين والمثقفين ما زالت معلقة، مثل التفرغ الإبداعي والعمل على خلق جيل وطيف واسع من الجمهور الشاب والمبدع والذي أصبح عملة نادرة في السنوات الأخيرة، و بتوسيع هامش الحرية الفنية والإبداعية دون إسفاف أو تخل عن الثوابت التي تحترم المكان وتحترم خياراته الاجتماعية الأصيلة· يقول سعادة ''بلال البدور'' الوكيل المساعد لشؤون الثقافة بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع: '' إن أية إضافة جديدة لتجربة الإمارات الوحدوية تعتبر مكسبا للجميع، وهذه التجربة تدخل في سياق البنى الضرورية لأي مجتمع متحضر وقائم على المشاركة السياسية'' وحول عن الخطط الثقافية المرجوة من هذه التجربة قال ''البدور'' : '' لا شك أن الجوانب الثقافية سوف تستفيد من هذه التجربة، وذلك من خلال اللجان الثقافية ولجان التربية، وستنتقل رؤى المجتمع تجاه القضايا الثقافية المعلقة إلى المجلس· تشجيع المواهب والإبداعات وقال إن الالتفات الواضح من قبل المرشحين للجانب التربوي وتفعيله، هو التفات أيضا للجانب الثقافي، فعندما تملك التعليم الجيد فأنت تملك الفكر الجيد أيضا، والتعليم الشامل لا يهتم بالمواد الدراسية في شكلها التقليدي والكلاسيكي لأنه معني أيضا والإحاطة والتواصل مع المداخلات والمخرجات التعليمية المعبرة عن المنهج الدراسي والمهتمة بالجانب الفني والفكري والثقافي واللغوي والفلسفي وهي مكونات هامة وأرضيات خصبة لبعث وولادة المواهب والإبداعات الشابة في حقول الفن المختلفة وبجميع أطيافه كالشعر والأدب والمسرح والموسيقى والتشكيل وغيرها من الحقول المعرفية والفنية'' بناء الإنسان أما الفنان التشكيلي ''الدكتور·محمد يوسف'' فيقول عن الخطط الثقافية المغيبة أو الضبابية في برامج المرشحين: '' إن هذه التجربة هي تحول تاريخي جديد في الإمارات، ويتضح من الأسماء التي دخلت المجلس، أن الملامح الديمقراطية مستندة إلى طاقات وكفاءات شابة معززة بوعيها وثقافتها، مؤكدا أن بناء الإنسان مرتبط أساسا بتثقيفه وتنمية مواهبه ومهاراته كي يكون له دور حاضر وحيوي في تفعيل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى، لذلك فإن الاهتمام بالفنون هو اهتمام يأتي وبشكل طبيعي في سياق السمو بالذائقة والفكر والمعرفة، ومع التمسك بخصوصية المكان وبكل حمولاته التاريخية والتراثية وبكل تقاليده المحتفظة بالهوية وبالمعنى الجمالي والإنساني المحتفل والمنتمي لهذه الهوية'' الخروج من الشكليات ويرى الفنان المسرحي أحمد الجسمي أن التجربة الانتخابية تحمل معها أحلاما وتطلعات كثيرة لدولة الإمارات حكومة وشعبا· ويقول لاشك أن استفادة الفنانين والمثقفين تدخل في نطاق الاستفادة العامة التي يجب أن يتحصل عليها المواطنون بجميع أطيافهم وفئاتهم، ونحن ولله الحمد نتمتع في الإمارات بعلاقة أخوية وإنسانية مع حكامنا ، ومثل هذه المظاهر الديمقراطية الجديدة هي إضافة أخرى لهذه العلاقة ، والمجلس الوطني الجديد لابد وأنه سيرفد هذا الحوار ، فهناك مطالب للفنانين والمثقفين متعلقة بالتفرغ الإبداعي ما زالت معلقة، وهناك مطالب لخلق جيل وطيف واسع من الجمهور الشاب والمبدع والذي أصبح عملة نادرة في السنوات الأخيرة، وهناك مطالب أيضا بتوسيع هامش الحرية الفنية والإبداعية ومن دون إسفاف أو تخل عن الثوابت التي تحترم المكان وتحترم خياراته الاجتماعية الأصيلة، وهي مطالب نتمنى من المجلس الجديد أن يراعيها ويركز عليها في السنوات المقبلة من عمر هذه التجربة الوليدة'' الطرح الشعبي والطرح الخاص ويقول الشاعر أحمد منصور عن التجربة الانتخابية الجديدة في الإمارات: إن هذه الخطوة هي التجربة البرلمانية الأهم في تاريخ الإمارات، ، ولكن ما يحسب لهذه التجربة هو التفاتها لدور الحريات المدنية، والتحرك الجاد نحو الديمقراطية، ونتمنى من المجلس الجديد أن يراعي الهم اليومي للمواطنين والمقيمين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©