دين ميرفي صحفي اقتصادي مخضرم يتولى رئاسة تحرير القسم الاقتصادي في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، منذ 2012.
وقد عمل من قبل في لوس أنجلوس تايمز كمراسل في بولندا وجنوب إفريقيا وغطى الحرب في يوغوسلافيا السابقة، وذلك بعد سنوات من تخرجه في جامعة نورث ويسترن، وهو حاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جون هوبكنز.
ومنذ بدء عمله في نيويورك تايمز عام 2000، تنقل ميرفي في مواقع كثيرة داخل الجريدة، وكتب تقارير مهمة مثل تحقيق عن الثروة المخفية لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو وسلسلة مقالات عن الاقتصاد الرقمي بخصوص ظروف العمل في الولايات المتحدة والصين.
وفيما يلي نص حوار أجراه موقع «TALKING BIZ NEWS» مع ميرفي حول مسيرته مع نيويورك تايمز وإستراتيجيته والتحديات التي يواجهها في التغطية الخبرية الاقتصادية للصحيفة:
- ما هي التغييرات التي أدخلتها على طريقة عمل قسم الاقتصاد في الصحيفة؟
.. التغيير الأهم هو إعطاء الأولوية للتغطية عبر الإنترنت. وهو ما يعني تغطية أسرع وأذكى على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مع ابتكار طرق وأدوات جذابة لعرض الأخبار.
وأبرز ما أنجزته هو تشكيل «قسم محايد» للأخبار يعمل كعقل للصحافة الرقمية في الصحيفة ويضم محرري صور ومنفذين ومراسلين وصحفيين آخرين، للتنسيق معا في طريقة عرض الأخبار، وأصبحنا أكثر سرعة في نقل الأخبار لقرائنا بطرق عدة وفي أي وقت بما يتجاوز قدرة الطبعة الورقية.
والنتيجة أنه أصبح لدينا قراء أكثر، فيما تنتعش صحافتنا.
- ما هي أفضل تغطية صحفية تعتز بها؟
.. غطينا بكفاءة قضية مؤسسة علي بابا الصينية وأزمة الديون اليونانية وتقلبات العملة الصينية مؤخرا، هدفنا هو وضع المؤسسات الكبرى - شركات ومنظمين على حد سواء - موضع المساءلة، وفعلنا ذلك في تغطية مشاكل خاصة بسيارات جنرال موتورز والوسادات الهوائية الخاصة بسيارات تاكاتا، بالإضافة إلى قصص خاصة بمشكلات الأمن الصناعي في قطاع المنسوجات ببنجلادش.
في الوقت نفسه، نعمل على شرح طبيعة التغيرات في قطاع الأعمال والمشهد الاقتصادي عموما من خلال سلسلة تحقيقات عن موضوعات مثل، «الدخان الجديد» عن السجائر الإلكترونية و«السقوط في هوة الديون» بشأن قروض السيارات، و«ألعاب الفيديو»، كما نسعى لإثارة النقاش والجدل حول القضايا الاقتصادية من خلال كتاب الأعمدة.
- فقد قسم الاقتصاد في الصحيفة كثيرا من المحررين المحترفين خلال السنوات الماضية، كيف أمكنكم مواجهة هذا النقص؟
.. أفضل في ما «نيويورك تايمز» هو ما تملكه من مواهب وقدرتها الفائقة على استقطاب أفضل الصحفيين من مختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من التقشف المالي، تمكنا من الاستعانة بصحفيين مميزين من أقسام أخرى داخل الصحيفة للحفاظ على جودة مادتنا الاقتصادية، وانضم إلينا صحفيون من وول ستريت وبلومبرج نيو ريبابليك وفايننشيال تايمز.
- من هو أقوى منافس في الصحافة الاقتصادية لنيويورك تايمز؟
.. في العصر الرقمي تغيرت المنافسة تماما. وعلى الرغم من أننا لا نحاول أن نصبح صحيفة اقتصادية مثل وول ستريت جورنال أو فاينانشيال تايمز أو بلومبرج نيوز، إلا أنهم بالفعل أقوى منافسين لنا، لكننا نقوم بأشياء مختلفة كثيرة بطريقة جيدة، لكن لدينا منافسين يتميزون بسرعة نقل الأخبار المالية مثل محطة سي إن بي سي، وآخرين لديهم نقاط قوة في تغطية قطاع التكنولوجيا، لكن لدينا محررين مهتمهم وضع الأولويات لتحركات صحفيينا من أجل تحقيق خبطات صحفية. لم نعد مهتمين بأخبار السلع الأساسية، التي ينسى القراء من كتبها غدا أو ربما بعد ساعات قليلة، نحن نريد أن ننافس على القصص المهمة. باختصار نحن مهتمون بالمنافسة، لكننا لا نريد أن نكون عبيدا لها.
- ما هو عدد المحررين والمراسلين في القسم ؟
.. لم يعد من السهل تحديد أدوار الصحفيين كما في الأيام الخوالي. فهل يمكن أن نعتبر من يجمع ردود الأفعال من وسائل التواصل صحفيا؟ هل تجعل القدرات المميزة على تقديم أبحاث وعروض المالتيميديا ورسوم الجرافيك أصحابها صحفيين؟ لكن في العموم نحن لدينا كقسم أكبر عدد من الصحفيين في الجريدة.
- من الصعب تغطية كل قضية اقتصادية كل يوم.. كيف تختار أنت وفريقك الصحفي القصص التي ستقومون بتغطيتها؟
.. عملت مراسلا في الخارج لعدة سنوات، وهو ما أفادني كثيرا بخبرة العمل اليومي بصرف النظر عن الموضوع.
معظم الصحفيين الذين عملوا مراسلين في الخارج يكونون في العادة أفضل من غيرهم في إدارة العمل الصحفي اليومي.
حيث إن عليهم أن يحددوا كل يوم ما الذي يتعين عليهم تغطيته وما الذي ينبغي تجاهله.
ومحور اهتمامنا هو الأخبار العاجلة، مع نظرة متعمقة من أجل اكتشاف قصص قوية غير مرئية في بعض التفاصيل الخاصة ببعض القضايا. ونحن أيضا مهتمون بالتحليل والشرح وعرض القضايا الاقتصادية في سياقها.
ومن ثم فإننا كل يوم نعمل على إحداث قدر من التوازن بالتعاون بين المحررين والمراسلين، وفي النهاية نريد أن يقرأنا الناس ليس فقط لأن أخبارنا جديدة وتهمهم، ولكن لأن قصصنا قوية ومصقولة؟
- هل يحدث تعاون بين مختلف أقسام الجريدة؟
.. بالطبع نحن نتعاون مع أقسام الشؤون الدولية والعلوم والتحقيقات والفيديو، ونحن أفضل من نقوم بذلك والمستفيد في النهاية هم القراء.
- هل هناك نوع من التغطية تحب زيادة مساحته في الصحيفة؟
.. مثل معظم الصحفيين، أريد استكشاف طرق جديدة للوصول للقراء عبر الهواتف الذكية، إنها فرصة مثيرة لتطوير صحافتنا للتكيف والاستفادة من التكنولوجيا التي تقدم أحد أفضل الطرق لقراءة نيويورك تايمز.
لكن على العموم أنا مهتم بالقضايا التي تتقاطع فيها الشؤون المالية مع التكنولوجيا وقطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية.
- ما هو أفضل وأسوأ ما في وظيفتك؟
.. إنني أشعر بأني محظوظ للغاية، فأنا أعمل مع فريق مذهل ومخلص ولدينا قيم مشتركة بشأن الصحافة، أما الأسوأ، فهو الحاجة لأن تقول أحيانا: «لا» بسبب ضعف الميزانيات المتاحة.
عدد اليوم
