الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القيادة الفلسطينية تنفي تقديم تنازلات لإسرائيل

القيادة الفلسطينية تنفي تقديم تنازلات لإسرائيل
24 يناير 2011 23:59
انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون فلسطينيون كبار بشدة أمس، قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية بسبب بدئها تسريب وثائق مفاوضات سرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة أميركية في عامي 2008 و2009، أظهرت الدفعة الأولي منها تقديم تنازلات كبيرة لإسرائيل في قضيتي القدس واللاجئين الفلسطينيين. ورأى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن قيادة قطر العليا مسؤولة مباشرة عن ذلك. وقد بدأت الجزيرة الليلة قبل الماضية نشر أكثر من 1600 وثيقة معظمها مروسة باسم “دائرة شؤون المفاوضات” في منظمة التحرير الفلسطينية، واصفة ذلك بأنه “أكبر تسريب في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”. وأوردت تفاصيل “جلسات من التنسيق الأمني” بين الإسرائيليين والفلسطينيين و”تنازلات” القيادة الفلسطينية. وأوضحت أن كبير المفاوضين الفلسطينيين السابق أحمد قريع، عرض التنازل عن الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني في القدس الشرقية وموافقة الجانب الفلسطيني على بقاء جميع المستوطنات اليهودية هناك ما عدا مستوطنة “هار حوما” المقامة على جبل أبو غنيم. ونقلت عن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قوله لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني “ليس سراً أننا عرضنا عليكم أكبر أورشليم (القدس باللغة العبرية) في التاريخ”. وذكرت أن عريقات قدم تنازلات حول المسجد الأقصى؛ لأنه دعا خلال إحدى جلسات المحادثات إلى إيجاد “طرق خلاقة” للتعامل مع ملفه. كما أبدى استعداد السلطة الوطنية الفلسطينية للاكتفاء بعودة 10 آلاف لاجئ سنوياً إلى ديارهم لمدة 10 سنوات، فيما، يبلغ عدد الفلسطينيين المشردين في الشتات منذ قيام إسرائيل على أرض فلسطين عام 1948 نحو 5 ملايين شخص يشكل مصيرهم أحد أصعب الملفات في مفاوضات السلام المجمدة حالياً بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان. وتضمنت إحدى الوثائق حوارا بين وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز ووزير الداخلية الفلسطيني السابق نصر يوسف بشأن اغتيال قيادي بارز في “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح” في غزة. نقلت وثيقة أُخرى عن قريع طلبه من ليفني في عام 2008 “تشديد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة”. وورد في وثيقة ثالثة أن عباس “كان على علم بنية إسرائيل مهاجمة قطاع غزة في عام 2008، بعدما أبلغه بذلك مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد”. وقال جلعاد في القدس المحتلة “هذا مثال على عدم الدقة، لم يتم نقل أي تحذير ملموس بخصوص هجوم إلى السلطة الفلسطينية”. وأضاف “لم أقل شيئا للرئيس عباس لم أقله للعالم أجمع: إنه ليس بإمكاننا التسامح مع استئناف إطلاق الصواريخ وهجمات إرهابية أخرى ضد أراضينا”.وحسب القناة، لم تقدم إسرائيل شيئا مقابل تلك “التنازلات”، بل رفضتها قائلة إنها “غير كافية”. وقال عباس في القاهرة بعد اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك “المقصود من ذلك هو الخلط ( بين المواقف الفلسطينية والإسرائيلية)، فقد رأيت بنفسي ما عرضته القناة ويقال إنه فلسطيني، بينما هو إسرائيلي”. وأضاف “أقول بمنتهى الصراحة ليس لدينا سر وهذا ما تعرفه الدول العربية مجتمعة أو منفردة، فكل المفاوضات أو اللقاءات وكل قضية نطرحها أو تُطرح علينا، نقدمها بتفاصيلها إلى الدول العربية مشفوعة بكل الوثائق والأوراق. ولذلك فعندما يحدث خلط مثلما أذيع فهذا أمر مقصود وهذا عيب”. وقال عريقات في القاهرة “إن القيادة الفلسطينية ليس لديها ما تخفيه وما أوردته القناة “مجموعة أكاذيب وأنصاف حقائق”. وأضاف “أنا على استعداد لوضع كل الوثائق الحقيقية بين أيديكم”. وتابع “لماذا الجزيرة تنشر هذه الوثائق في هذا التوقيت ونحن نواجه إسرائيل والولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، نواجه حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو اليمينية”. واستطرد متسائلا “لمصلحة من هذا التزوير الذي تبثه الجزيرة؟”. وخلص إلى القول “ليس لدينا ما نخفيه وأكرر القول إن معلومات الجزيرة مليئة بالتحريف والتزوير”. ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع في رام الله، اللجنة وقيادات الفصائل الفلسطينية ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية العربية إلى عقد اجتماع لبحث الرد على “الحملة المنظمة والموجهة” التي تشنها “الجزيرة” على القضية الفلسطينية وتصب فقط في المصلحة الإسرائيلية. وقال عبد ربه في مؤتمر صحفي في رام الله “إن هدف هذه الحملة هو التخلص من السلطة؛ لأن وريثها معروف ومعد سلفاً” في إشارة إلى حركة “حماس”. وأضاف “حملة على هذا المستوى لا يمكن أن تكون مسؤولية (وضاح) خنفر (مدير القناة)، بل هي مسؤولية من الدرجة الأولى، وبدأت بقرار سياسي من أعلى مستوى في الشقيقة قطر”. وتابع “أتوجه بالشكر العميق إلى سمو أمير قطر بسبب إعطائه الضوء الأخضر لهذه الحملة، وعلى حرصه الشديد على الشفافية وإيصال الشفافية إلى الجمهور”. واستطرد “نأمل من سموه أن يوسع هذا التوجه إلى أقصى مدى، بحيث يشمل دور القاعدة الأميركية في قطر التي تتجسس على الشعوب العربية في المنطقة، وعلاقات قطر مع إسرائيل وإيران ومساعدات قطر لقوى بعضها طائفي وبعضها يلعب دوراً في تقسيم بلده”.ونفى عبد ربه صحة الوثائق، قائلا “إنها تتضمن أشياء عن مواقف لم أسمع بها في حياتي، كما جرى استقطاع مواقف وتصريحات معينة لأهداف محددة بما يفضي إلى تشويه موقف القيادة الفلسطينية فقط من دون وجه حق”. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحفي مماثل “الجزيرة اصطفت إلى جانب إسرائيل في محاولة التخلص من القيادة الفلسطينية”. وأضاف “ما بدأت ببثه الجزيرة جاء في مرحلة في غاية الخطورة ومنسقة مع الهجمة الإسرائيلية على القيادة الفلسطينية، وفي الوقت الذي يطالب فيه نتنياهو بالتخلص من الرئيس محمود عباس”. وأصدرت حركة “فتح” تعميما لأعضائها بمقاطعة القناة وقالت فيه”يمنع منعا باتا التعاطي مع قناة الجزيرة القطرية ابتداء من الرئيس حتى أصغر عضو أو صديق لحركة فتح، سواء بتسريب خبر أو إعطائها أي خبر أو تقديم أي حديث صحفي أو أي نوع من العلاقة”. وأضافت “كل من يخالف ذلك سيضع نفسه عرضة للمعاقبة والمراجعة التنظيمية”. من جهة أُخري، قال المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري في غزة “هذه الوثائق السرية خطيرة للغاية وتدلل على تورط سلطة فتح (السلطة الفلسطينية) في محاولات تصفية القضية الفلسطينية خاصة في ملفي القدس واللاجئين”. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، إن الإدارة الأميركية تدرس الوثائق المسربة ولا تستطيع تأكيد صحتها. وأضاف “الولايات المتحدة تركز على حل يقوم على أساس دولتين وستواصل العمل مع الطرفين لتبديد الخلافات حول المشاكل الجوهرية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©