الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القراقير».. أهم وسائل الصيد في الإمارات

«القراقير».. أهم وسائل الصيد في الإمارات
19 أكتوبر 2014 12:14
القرقور، أو «الجرجور» بلهجة أهل الإمارات، اسم ارتبط بحياة أهل البحر في الإمارات منذ قديم الزمن، حين كانوا يستخدمونه في صيد الأسماك بأحجامها المختلفة، ويعتاشون منها، سواء للأكل أو التجارة، باعتبار الصيد أحد أهم سبل النشاط الاقتصادي في منطقة الخليج عبر عصور عديدة. يقول الخبير التراثي بنادي تراث الإمارات حثبور الرميثي، الذي عمل سنوات طويلة في البحر خلال الفترة المبكرة من عمره، إن القرقور يعتبر أهم أساليب صيد السمك التي عرفها الآباء والأجداد، ولا يزال العديد من الصيادين يعتزون به ويستخدمونه إلى وقتنا الحالي. رغم أن عمليات الصيد بالقراقير تأخذ فترة زمنية تستغرق 4 أو 5 أيام لعملية الصيد الواحدة، وهو زمن كبير قياساً إلى الصيد بالشباك الذي يعتمد عليه حالياً أغلب الصيادين، غير أن الصيد بالقراقير له معنى مختلف عند قدامي الصيادين. فضلاً عن أنه يأتي بأنواع وأحجام أسماك مختلفة خلال عملية الصيد الواحدة، بعكس الشباك التي تصطاد من خلالها أسماك كبيرة أو صغيرة بحسب مقدار فتحات الشبكة، أي أن الشباك كبيرة الفتحات لا يمكن أن تصطاد أسماكاً صغيرة لأنها ستهرب مرة أخرى من الشباك، والصغيرة لا يمكن أن تدخل فيها الأنواع الكبيرة من الأسماك مثل الهامور وغيره. ويذكر الرميثي، الذي جاوزت أعوامه السبعين، أن القرقور يسمى الدوباي ويصنع من أسلاك الحديد المعروفة باسم «السيم»، وهي أربعة أنواع بحسب أحجامها أكبرها وهو الدوباي العود ويسمى قطعة 4، ثم قطعة 3، ودوباي باعين، و«باع ونصف»، مشيراً إلى أن قطعة 3 وقطعة 4، يستخدمان في الصيد داخل المياه العميقة، أما النوعان الآخران فيناسبان المناطق قرب الشاطئ. وعملية الصيد تحتاج عدداً من القراقير تبدأ بعشرة قراقير إلى حد 60 أو 70 بحسب حاجة وقدرة الصياد أو مجموعة الصيادين، ويتم ربط كل عشرة قراقير في حبل، ويتم وضع القراقير في مكان الصيد مدة من 4 إلى 5 أيام، ويتم التعرف على مكان وجودها في البحر بالبوصلة، والفترة الزمنية التي غادر فيها الصياد البر. ويتم جلب السمك الموجود في القراقير بالتوالي، كأن يذهب لإحضار مجموعة القراقير التي وضعها أولاً في المياه مضت عليها عدة أيام، ثم يذهب ليضع القراقير ويحضر مجموعة أخرى وهكذا، مبيناً أن القراقير المستخدمة في فصل الصيف تختلف عن المستعملة في الشتاء، في الصيف نستخدم السيم الرفيع والشتاء السيم السميك، وهذا التقسيم يرجع إلى متانة الحديد المصنوع منه هذين النوعين من القراقير. ويبين الوالد الرميثي، أن غالبية صيادي هذه الأيام لم يعودوا يعتمدون على القراقير نظراً لظهور وسائل صيد حديثة كثيرة، تأتي بكميات أكبر من الأسماك وتحقق عائداً مادياً أعلى قياساً للصيد بالقراقير، لافتاً إلى أن سعر القرقور الكبير يصل إلى 400 درهم، والصغير حوالي 100 درهم. ويشرح أن عمل القرقور يحتاج من يومين إلى ثلاثة أيام، المرحلة الأولى للطول وتالياً يصنع الارتفاع، الذي يتراوح بين متر ومتر ونصف المتر. ويوضع داخل القرقور شبك من حديد، يمنع الأسماك من الوصول إلى الطعم بعد دخولها، ويتم تثبيت القرقور في قاع البحر بوضع ثقل في أسفله، وبعد الانتهاء من الصيد يتم رفعه بواسطة الحبل المعلق به عوامات تساعد على إبقائه طافياً فوق سطح الماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©