الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: التطرف العلماني الوجه الآخر للجماعات الإرهابية

علماء: التطرف العلماني الوجه الآخر للجماعات الإرهابية
16 أكتوبر 2014 21:25
هناك تيارات تحاول إشعال فتيل الفتنة والتطرف من خلال تصريحات وأقوال تصادم العقيدة وتطعن في صحيح السنة النبوية، بدءا بتشجيع نشر الصور العارية والأفلام التي تحتوي على مشاهد تخدش الحياء وتناقض تعاليم الدين وقيمه وانتهاء بالتهجم على شعيرة دينية واتهام المسلمين بأنهم يرتبكون سنوياً أبشع مجزرة في إشارة لذبح الأضاحي. أبناء جلدتنا تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: تزايدت في السنوات الأخيرة نبرة الإساءة إلى الإسلام والهجوم على رموزه في الأوساط الثقافية داخل المجتمعات الإسلامية ذاتها وكأن المسلمين استطاعوا مواجهة الإساءات القادمة من الغرب حتى تلوح في الأفق إساءات بعض أبناء جلدتنا، وهكذا أصبحت الإساءات لا تنقطع في الكتب والمجلات والمسرحيات والأفلام والإعلام والمناهج الدراسية. وترى نصير أن هؤلاء الذين يروجون لأنفسهم على أنهم تنويريون، أو يسعون لتطوير مجتمعاتنا، إنما يستغلون الموقف أبشع استغلال وأن خطرهم لا يقل عن خطر التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في مجتمعاتنا انتشار النار في الهشيم، لهذا فلابد من وقفة جادة في مواجهة التطرف الذي يرتدي ثوبا علمانيا. وتضيف أن مواجهة تلك الأصوات التي تريد نزع القداسة عن كل عقائدنا وأخلاقياتنا لا بد أن يكون بكشف زيف ما يرددون، فالواقع يؤكد أن العلمانية فشلت حتى في الغرب والدليل أن الصور والأفلام العارية التي يريد البعض ترويجها في مجتمعاتنا أدت إلى فشل الغرب منبع العلمانية في بناء أسرة متماسكة. ودعت نصير أصحاب هذه الآراء الهدامة إلى أن يقارنوا بين ما فعلته الإباحية والتخلي عن تعاليم الدين في الغرب والتماسك الذي تعيشه الأسرة المسلمة ليعلموا خطورة ما يدعون له. تذويب ثقافي وقال الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر إن هؤلاء الذين يريدون نشر قيم وثقافة الغرب في مجتمعاتنا لا يسعون أبداً إلى الخير للأمة الإسلامية، وإنما يريدون إيجاد إسلام جديد بلا عقيدة وبلا شرف وبلا قوة. ويدعون إلى إسلام لا يعرف عقيدة صحيحة بحيث تستوي عقيدة المسلم وعقيدة الوثني وهكذا لا يعتز المسلم بعقيدته على أساس أنها الحق الذي ليس وراءه إلا الضلال المبين، وكذلك هم يريدون إسلاماً بلا شرف ويريدون أن يضيعوا المرأة المسلمة تحت شعار الحرية ويروجون للجنس والزواج المثلى وحقوق الشواذ وتلك المعاني التي تتنافى مع فطرة الإسلام وتعود بالإنسانية إلى عالم الغاب فهم يريدون أن يخرجوا المسلمين عن ولائهم لشرف العرض وشرف النسب. كما أنهم يريدون إسلاماً بلا قوة حتى يستطيعوا أن يعيثوا فسادا في مجتمعاتنا. ويرى أن الحل ليس في المواجهة وإنما في محاولة إصلاحهم بأن نبين لهم عظمة التعاليم والقيم الإسلامية. حملات واهية ويقول الدكتور نبيل غنايم مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة: «الهجمة التي يشنها العلمانيون ضد المجتمعات الإسلامية ليست جديدة، بل قديمة تعرض لها المسلمون منذ عصر النبوة » مشيرا الى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لم يسلم من حملات التشويه والاتهام بالسحر والجنون وغير ذلك من الأمور، كذلك تعرض القرآن الكريم للكثير من هذه الحملات وهو ما يؤكد أن الصراع بين الخير والشر موجود منذ خلق آدم وسيبقى إلى قيام الساعة. ويدعو علماء الدين إلى الرد المناسب على هذه المغالطات، بحيث تقابل الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق بما يكشف عن جمال الإسلام وما يتضمنه التشريع الإسلامي من تيسير ورحمة وتسامح وتعاطف ومودة وأن نبين أسرار القرآن الكريم وجوانب إعجازه، وهو ما يشير إلى أن نجاحنا في توضيح حقيقة الإسلام والأسباب التي دعت لنزول تشريعاته سيساعد في إعادة هؤلاء إلى مائدة الإسلام أما المتطرفون منهم فسيكونون في تضاؤل بإذن الله. التقليد الأعمى يؤكد الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق أن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة ممن يطلقون على أنفسهم وصف العلمانيين والذين يريدون نشر الفاحشة في مجتمعاتنا باسم مسايرة الحداثة والتطور وما يدعو للأسى أن هؤلاء يدينون بديننا، ولكنهم وكما يبدو تعرضوا لهزيمة نفسية وانبهروا بالغرب انبهارا تجاوز حدود المعقول وبدلاً من أن يستغلوا انبهارهم لدفع مجتمعاتهم للتطور الحقيقي بعيداً عن نشر الإباحية والفجور والعري ومهاجمة التشريعات الإسلامية وجدناهم يتغربون ويكتفون من الغرب بالقشور ولا يبحثون عن مكمن تطوره العلمي بقدر ما يبحثون عن كيفية تقليد الغربيين في الملبس والمأكل والحياة اللاهية التي تخلى فيها الغرب عن كل تعاليم الدين المسيحي وهكذا تغّرب هؤلاء المسلمون وأصبحوا يتكلمون بيننا بلغة غريبة فيهاجمون الإسلام ويمدحون ما يخالفه ويضيف: إذا كنا نريد أن نواجه تلك الحملات فلا بد أن تعمل المؤسسات الدينية على تطوير وسائلها الدعوية للوصول إلى قطاعات الشباب المختلفة والتواصل معهم وعدم تركهم فريسة لتلك المزاعم المشبوهة التي تبث ما يخالف فكر وفطرة المجتمع العربي المتدين، مطالبا المؤسسات العاملة بمجال الدعوة أن تنسق الجهود لحماية الشباب وتحصينهم ضد المساس بعقائدهم. دخلاء على فكر الأمة يقول د. زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر إن أصحاب الدعوات الهدامة التي تحاول النيل من صحيح العقيدة، قد يتكلمون لغتنا ويسمون بأسمائنا لكنهم في الحقيقة دخلاء على فكر الأمة لأنهم يفهمون الأمور فهما مغلوطاً، فالدين دين الحياة ولا حياة بغير الإسلام، وبالتالي يجب أن نصحح لهم هذا المفهوم ونبين لهم أننا مجتمعات إسلامية تحتكم إلى الوحي المنزل الصحيح وتجتهد في أمور الحياة وتقدم ما يصلح المجتمع ويقوده نحو المجتمع المثالي الصحيح. ويضيف : «للأسف العلمانيون يحاولون ترويج مفاهيم مغلوطة مثل تلك التي تطالب بوقف شعيرة ذبح الأضاحي أو الذين يريدون نشر العري في مجتمعاتنا تحت شعار التطور الإنساني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©