الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مزج الألوان الزيتية» تستقطب محبي استخدام الفرشاة والرسم

«مزج الألوان الزيتية» تستقطب محبي استخدام الفرشاة والرسم
16 أكتوبر 2014 21:25
ضمن النشاطات، التي تقام في مراكز الفنون بإمارة الشارقة ورش الرسم بكل أنواع التقنيات، أقام مركز الحمرية ورشة حول طرق مزج الألوان الزيتية، وهي من الورش التي تقام ما بين فترة وأخرى لتستوعب أكبر عدد من الراغبين في التعلم، وخاصة محبي استخدام الفرشاة لأن مزج اللون هو العملية الأولى التي يجب إتقانها. وتعد صناعة الألوان من الصناعات القديمة التي لجأ إليها الإنسان ليضفي شيئا من الجمال والسحر على ملابسه والأدوات التي يستخدمها في الحياة اليومية، وتتوافر الألوان المائية في جميع المكتبات اليوم، وبعضها يعد كيميائيا وبعضها مستخلص من المواد العضوية أو المعادن، والمطلوب الحذر عند التعامل معها حتى لا يفسد اللون الذي يتم اختياره. في هذا الإطار، يقول خالد حنيش، أستاذ الرسم في إدارة الفنون، «نعمل من خلال الورشة على تعليم المشارك كيفية مزج الألوان بعد التوضيح والشرح عن الألوان الأساسية، ثم نحصل على ألوان ثانوية بعد مزج الألوان الأساسية مع بعضها وثم دمجها على اللوحة، لنشكل منها شكلا تجريديا أو رسما من الطبيعة وربما جدارا ملونا»، مضيفا «قام المشاركون بالتجربة، وعملوا معا في الورشة لأجل اكتشاف الألوان الزيتية، ويتم استخدام الألوان من الأنبوبة مباشرة، أو يمكن مزجها مع الزيت والمادة المخففة، وهي ما يطلق عليه الوسيط، وتوجد زيوت جاهزة للتلوين الزيتي تباع في المكتبات، ويوجد أيضا وسيط جيد ومن مميزاته أنه يناسب الاستعمال فوق اللوحة الملونة بالزيت لمنحها لمعة». ويؤكد حنيش «هؤلاء الذين شاركوا في الورشة هم نواة لفنانين سوف يكون لهم شأن في المستقبل طالما تذوقوا اللون وأحبوا الفرشاة، فربما يخرج منهم مصمم ألوان في مجال الديكور، وربما مصمم لوحات طبيعية تزين القصور والفلل والمؤسسات، ونحن اليوم نقدم لهم خبرتنا مع تقنيات جديدة في الرسم وأيضا في الأدوات الحديثة». وحول تاريخ الألوان، يوضح حنيش «عرف الإنسان الألوان منذ عهد الآشوريين والمصريين، والألوان الزيتية التي كانت تستخدم سابقا لقرون عديدة، ليست نفسها الألوان التي نستخدمها اليوم، وأول من أبدع في الألوان الحديثة هم الهولنديون، حيث أبدعوا في مزج الألوان وطوروها حتى أصبحت سهلة وتتيح فرصا للتصحيح أو إعادة الرسم، والفنان المتمكن يستطيع أن يتحكم في طول مدة جفاف اللون، لأن هناك لونا يجف أسرع من الآخر». ويشير إلى أن ألوان اليوم لم تعد تتشقق حيث يمكن للرسام أن يضع أكثر من طبقة في الرسم لإبراز التباين، والرسم مباشرة من الأنبوب وتجسيم اللون بالسكين للحصول على تأثير مثل الملمس الخشن، أو يمكن رسم طبقة واحدة كل مرة وبعد جفافها تجهز للخطوة التي يليها. وبالنسبة لإمكانية تصحيح الأخطاء، يقول حنيش «يمكن للرسام مسح اللون وإعادة التلوين من جديد، فإذا حدث أي خطأ في اللوحة، يمكن مسح اللون بسهولة باستعمال خرقة مبللة بمادة التربنتين وحتى إذا كان الرسم قد جف تماما يمكن الرسم فوق الرسمة الأولى بوضع طبقة جديدة مرة أخرى، أو إضافة لون إضافي لتحسين السابق أو رسم موضوع جديد مختلف عن ذلك الذي تشوه». وعن التقنيات التي تستخدم، يوضح «يتم مزج الألوان مع الزيت للحصول على مزيج سريع، إذا تم تقليل المادة المستخدمة مع الألوان الجافة، وهي عبارة عن مزيج من مواد جافة كيميائية ومركبات معدنية وعضوية وأخرى بزيت الزيتون أو زيت الذرة، كما يمكن مزج أي لون من الألوان ببعضها من دون ضرر، إلا أن بعض التفاعلات تحصل بسبب اختلاف المواد المصنعة كمزج لون مصنوع من مادة كيميائية مع مصنوع من زيت طبيعي، وتباع الألوان في أنابيب منها ما هو شديد اللون وكثيف، ويحتاج إلى كمية كبيرة من الزيت، وهذا يستخدم في الغالب في تلوين المسطحات الأولى من اللوحة، ومنها ما هو خفيف وشفاف ويستعمل للتلوين بمساحات خفيفة. ويوضح «الألوان حاليا مستخلصات كيميائيا من مركبات معدنية وعضوية، ومنها ما يذوب في الماء أو المادة التي تحل اللون، ومنها ما يمزج بالزيت، ومعظم الألوان يمكن مزجها مع بعضها من دون أي مشكلة إلا أن بعضها قد يتفاعل كيميائياً فيفسد اللون المطلوب، وبالتالي يفسد جمال اللوحة ويضيع رونقها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©