السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المواطنون والمقيمون: الخدمات الصحية بالإمارات جيدة للغاية

المواطنون والمقيمون: الخدمات الصحية بالإمارات جيدة للغاية
25 يناير 2015 10:06
اعــداد : جنيفر بيل وآنام ريزفي تقدم كبير في الرعاية الصحية عاشت فاطمة محمد عمرها كله في الإمارات وعاصرت التحول الذي شهده قطاع الرعاية الصحية في الدولة. وأفادت بأنه كان هناك عدد محدود من المنشآت الصحية في أبوظبي قبل نحو عشرين عاماً، ولم تكن بهذا التطور التكنولوجي التي هي عليه الآن. وأوضحت السيدة المقيمة في أبوظبي، أن الأجهزة الطبية كانت بدائية جداً، مضيفة إن «الأسرّة الطبية على سبيل المثال كانت مثل أي أسرّة أخرى، لا يمكن تعديلها ولا تحريكها». وتابعت: «كان لابد من الانتظار فترة طويلة للعرض على الطبيب، وكان يتقاسم الغرف كثير من المرضى، ولم يكن هناك نظام إلكتروني يربط المراكز الصحية ببعضها لكي لا يذهب الناس إلا إلى مركز واحد لتلقي علاجهم». بيد أن ذلك كله تغير في الوقت الراهن. ولفتت إلى أنه « أضحى هناك مزيد من المنشآت الصحية، وعيادات متطورة تكنولوجياً مجهزة بأحدث المعدات»، مضيفة: «يوجد نظام إلكتروني يمكنك من الذهاب إلى مراكز صحية مختلفة من دون أن يتعين عليك فتح ملف جديد، ونتلقى رسائل تذكرنا بالمواعيد المحددة لنا». وفاطمة محمد، المواطنة الإماراتية، واحدة من كثيرين لاحظوا التطورات في قطاع الرعاية الصحية. وأظهر الاستبيان الذي أجرته «يوجوف» أن غالبية المواطنين الإماراتيين، بنسبة 65?، يعتقدون أن قطاع الرعاية الصحية في الدولة تحسن خلال السنوات العشر الأخيرة. ومن بين هؤلاء الذين يعتقدون أن الرعاية الصحية في الإمارات تحسنت خلال العقد الماضي، يشعر كثيرون بأن معظم التحسينات الكبيرة مرتبطة ببنية تحتية أفضل (35?) وتدريب أفضل للطاقم الطبي (21?). وذكرت لارا البرازي، مساعدة مدير الأبحاث لدى «يوجوف» أن المقيمين يقرون بالتحسن الملموس في مراكز الرعاية الصحية، ولكن لا يزالون يشعرون بالحاجة إلى الاستثمار في رأس المال البشري الموظف في الرعاية الصحية، وتطبيق إجراءات اختيار دقيقة للفريق الطبي. وتوافق على ذلك ليزا ستيفن، المديرة التنفيذية لمعرض «الصحة العربية»، أكبر معارض الرعاية الصحية والمؤتمرات الطبي في الشرق الأوسط، منوّهة بأن الإمارات شهدت ازدهاراً كبيراً في إنشاء المستشفيات خلال العقد الماضي. عبرت الأغلبية الساحقة من المقيمين في دولة الإمارات عن رضاها التام عن معايير الرعاية الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية التي تراوحت زيارة المراجعين لها في المتوسط بين مرة إلى مرتين خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة، واستناداً إلى آخر تجربة لهم أكد 84 في المئة من المشمولين بالاستبيان الذي أجرته مؤسسة «يوجوف» لـ «» أنهم راضون على الخدمة إجمالا، وهو ما أشار إليه رايدر سميث، مدير الصحة في منطقة الشرق الأوسط بمؤسسة «برايسواترهاوس كوبرز»، قائلًا «فيما يظل الهدف المثالي هو الوصول إلى نسبة 95 في المئة من الرضى العام، إلا أنه علينا الترحيب بالنتيجة الحالية». ويُتوقع أنه مع مجيء المزيد من الشركات المزودة للخدمات الصحية إلى الإمارات ستؤدي المنافسة في تقديم الرعاية الصحية إلى رفع مستوى الخدمات المطروحة وتطورها. وإذا كان نجاح العلاج الطبي ينحصر تقييمه على الأطباء أنفسهم، إلا أن تجربة المرضى يمكن تتبعها من خلال المراحل المختلفة للتعامل مع الخدمة الصحية بدءاً من مواقف السيارات عندما يأتي المريض، ومروراً بطريقة التعامل لدى الاستقبال، وحتى مغادرته للمستشفى. وفي الاستبيان قال المستجوبون إنهم راضون إجمالا عن الجوانب الملموسة مثل نظافة المكان وصيانته (82 في المئة)، وأيضاً بالنسبة للمعدات المستخدمة في التشخيص والعلاج (83 في المئة)، فضلا عن مهارات وكفاءة الطاقم الطبي من أطباء، أو ممرضين، أو من الطاقم الإداري (81 في المئة). وفي رد فعلها على النتائج رحبت ليزا ستفانز، المديرة التنفيذية لمؤسسة «الصحة العربية»، وهي الأكبر في مجال عقد المؤتمرات الطبية في الشرق الأوسط، بالأرقام الإيجابية إجمالا، قائلة «تلتزم الإمارات ضمن رؤيتها للعام 2021 بالاستمرار في تهييء بنية تحتية متطورة في المجال الصحي، وإعداد الخبرات والكفاءات اللازمة، وتواصل بنشاط توسيع نظامها الصحي لسد الاحتياجات المتنامية للناس». ورغم ردود الفعل الإيجابية ، لم يخلُ الاستبيان من بعض الشكاوى، لا سيما فيما يتعلق بفترة الانتظار التي تستغرق لحجز المواعيد مع الأطباء، أو الوقت الذي يتعين انتظاره داخل المستشفى،فقد أعرب نصف المستجوبين تقريباً عن عدم رضاهم على فترة الانتظار، فيما قال 56 في المئة أنهم ليسوا راضين عن طريقة التعامل مع عملية التقدم بالشكاوى. وعن ذلك قال راؤول سالفادور والمقيم في أبوظبي أن آخر مرة زار فيها المستشفى كانت قبل سبعة أشهر لإجراء الفحص الطبي المطلوب من العمل، وفيما أكد أن التجربة كانت جيدة، إلا أنه أشار إلى إمكانية تحسين فترة الانتظار. وحتى فيما يتعلق بجودة الخدمة المقدمة لم يكن الجميع راضياً عنها، فقد أعربت أميمة اللبدي التي تعيش في أبوظبي عن رغبتها في رؤية معايير صحية أفضل في الإمارة تضاهي، حسب قولها، الخدمات المقدمة في بلدها الأردن وقالت «لا أحب كثيراً المرافق الصحية في الإمارات، لا سيما وأن لي تجارب سيئة معها، فعليك الانتظار لشهر كامل قبل الحصول على موعد. الإصابة بأمراض خطيرة من أسباب العلاج في الخارج رغم تزايد الثقة في النظام الصحي المحلي، مازال المغتربون يفضلون التوجه للخارج بحثاً عن العلاج الطبي في حال إصابتهم بمرض خطير، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوجوف» لـ «» أن نقص الثقة لدى المقيمين في الدولة ما زال موجوداً في النظام الصحي المحلي، رغم التقدم المحرز في المشهد الطبي، وهو ما يشرحه «رايدر سميث»، مدير الصحة بالشرق الأوسط لدى مؤسسة «برايسواتر كوبرز»، قائلا إن هناك عدداً من الأسباب التي تدفع الناس للبحث عن العلاج في الخارج، مستطرداً «لكن يجب ألا ننسى بأن الإمارات بلد فتي نسبياً، وأن الثقة في المنظومة الصحية ستتزايد تدريجياً مع الوقت». ويفضل بعض المواطنين والمقيمين السفر للخارج لتلقي العلاج بسبب غياب بعض التخصصات، وهو ما أوضحه رايدر قائلا «هناك بعض الخدمات غير الموجودة في الإمارات، خاصة في تخصصات دقيقة لها علاقة بأمراض القلب والشرايين والسرطان، وتخصصات أخرى تدخل ضمن طب الأطفال». وأضاف أن تنسيق الجهود بين الدول الخليجية يكتسي أيضاً أهمية قصوى «فلو أن الدول الست عملت معاً على إقامة مركز متخصص لزراعة النخاع الشوكي مثلاً» لن يضطر المقيمون والمواطنون الذهاب إلى أوروبا، أو آسيا بحثاً عن العلاج. وفي هذا الموضوع قال جلين كالاجواس، ذو 32 عاماً إنه لو مرض سيفضل الذهاب إلى بلده الفلبين « حيث ستعتني بي عائلتي وسيكون الوضع هناك أفضل»، وهو نفس الرأي الذي عبر عنه المواطن الإماراتي محمد عبد الله، بتأكيده السفر للخارج بحثاً عن العلاج. وكشف الاستطلاع أنه في حال التعرض لمشكلة صحية حرجة فقط ثلاثة من بين عشرة مستجوبين (29 في المئة) سيفضلون تلقي العلاج في الإمارات،وذلك رغم أن ثلاثة أرباع المستجوبين (76 في المئة) قالوا إنهم يثقون في مهنيي القطاع الصحي المحلي. المقيمون يفضلون أطباء من نفس جنسياتهم وجد الاستبيان الذي أجرته «يوجوف» لـ «» أن المقيمين بشكل عام يفضلون أن يعالجَوا من قبل أطباء من نفس جنسياتهم. فعندما سُئلوا حول ما إن كان لديهم تفضيل معين بخصوص جنسية الطبيب الذي يقوم بمعالجتهم، أجاب أربعة من أصل خمسة مستجوَبين بالإيجاب. وبشكل عام، يميل المواطنون (23 في المئة) إلى تفضيل طبيب آسيوي ولكنهم يميلون أكثر إلى ألا يكون لديهم تفضيل معين بخصوص الطبيب المعالِج مقارنة مع المقيمين (31 في المئة). وبالمقابل، يفضل المقيمون الأطباءَ من جنسياتهم؛ حيث يفضل 69 في المئة من الآسيويين طبيبا آسيويا، في حين يفضل 58 في المئة من الغربيين طبيبا غربيا، ويفضل 57 في المئة من العرب طبيبا عربيا. وعندما سُئلوا عن السبب، أجاب كثيرون بأنه من السهل التواصل مع الطبيب حين يكون من نفس الجنسية. وفي هذا السياق، يرى المقيم الفلبيني ألكس باريس، 29 عاما، أنه إذا احتاج للمساعدة الطبية، فإنه سيفضل رؤية طبيب من نفس جنسيته إذ قال: «أجل إنني سأسأل عن طبيب فلبيني بالطبع». وذلك لأن طبيبا من الجنسية نفسها سيهدم أي حاجز بخصوص التواصل، يقول هذا المقيم في أبوظبي. كما يعتقد «باريس» أن طبيبا فلبينيا سيفهم بشكل أفضل المرض الذي يعاني منه. مليحة خرام، 38 عاما، باكستانية تعيش في أبوظبي منذ عامين. تعترف بأن جنسية الطبيب مهمة بالنسبة لها إذ تقول: «أفضل أن أعالَج من قبل طبيب باكستاني أو هندي لأنني أعتقد أنهما سيكونان مؤهلين بشكل أفضل للتواصل معنا أو فهم مشاكلنا». ومن جانبه، يعترف محمد عصمان، 28 عاما، من باكستان يعترف بأن لديه تفضيلا معينا في هذا الموضوع حيث يقول هذا الصيدلي المقيم في أبوظبي: «أفضل أن أذهب إلى طبيب هندي أو باكستاني»، مضيفا «والسبب هو أن هؤلاء الأطباء سبق لهم أن اشتغلوا في بلدان فقيرة وكان لديهم احتكاك عملي بالناس في هذه البلدان مقارنة مع أطباء في بلدان أوروبية». ثم أضاف قائلا: «سأثق أكثر في طبيب هندي أو باكستاني». ماريا إيسولد، 27 عاما، ألمانية تعيش في الإمارات منذ عام، وترى أن مهارات الطبيب وخبرته مهمتان أكثر من الجنسية. وتقول هذه المساعدة التنفيذية المقيمة في أبوظبي: «في حالة الإصابة بشيء صغير، سأذهب إلى طبيب في الإمارات ولا تهم جنسية الطبيب الذي سيعالجني؛ حيث سأكتفي بالنظر إلى مؤهلات الطبيب ثم سأذهب لرؤيته وسأرى ما إن كنت قد شعرت بالارتياح معه». وأضافت تقول: «وإذا كان الأمر كذلك، فإنني سأعود إلى ذلك الطبيب». رايدر سميث، رئيس صحة الشرق الأوسط في مؤسسة برايسواترهاوس-كوبرز، يرى أن القدرة على التواصل مع طبيب باللغة الأم لا بد أنها تمثل امتيازا وعامل جذب كبيرا إذ يقول: «إن سماع أشياء والقدرة على التحدث بلغتك وإدراك الأعراف الاجتماعية هو بالطبع أمر مهم جدا». وعندما سُئلوا، أعرب معظم من استُطلعت آراؤهم عن تفضيلهم لرؤية طبيب آسيوي (42 في المئة). وقد عكس هذا الأمر النسبةَ المئوية للمقيمين الآسيويين الذين تم استجوابهم في الاستبيان. وبعد الأطباء الآسيويين، جاء الأطباء الغربيون في المرتبة الثانية من حيث التفضيل (16 في المئة)، متبوعين بالأطباء العرب (15 في المئة)، ثم الأطباء الإماراتيين (5 في المئة)،في حين أشار الباقون إلى جنسيات أخرى أو قالوا إنهم لا يفضلون جنسية على وجه التحديد. وتقول لارا البرازي، مديرة الأبحاث في يوجوف: «على الرغم من أن ثقتهم في نظام الرعاية الطبية الإماراتي ازداد مع مر السنين، إلا أنه مازال تحت التمحيص والمقيمون في حاجة إلى مزيد من التطمين بخصوص مؤهلات الأطباء وخبرتهم والتدريبات التي خضعوا لها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©