مصطفى عبد العظيم (دبي)
سجل القطاع الفندقي في الإمارات معدلات إشغال قياسية خلال أول أيام عيد الأضحى المبارك وصلت إلى 100% في نحو 80% من فنادق الدولة، مدفوعة بالارتفاع الكبير في مستويات الطلب الداخلي والخارجي، خاصة السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب مديري علامات فندقية عاملة في الإمارات.
ووفقاً لهؤلاء، فقد بلغ الإشغال الفندقي ذروته في العديد من فنادق الدولة، اعتباراً من أول أيام عطلة عيد الأضحى، الأمر الذي حفز العديد من الفنادق لرفع الأسعار بنسب تراوحت بين 30 إلى 50%، مقارنة بالأسعار خلال عطلة عيد الفطر في شهر يوليو الماضي، مستفيدة من زخم الطلب على حجوزات اللحظات الأخيرة، خاصة في الفنادق والمنتجعات الشاطئية، لافتين إلى أن الأسعار بوجه عام لم تزد عن نطاق أسعار عيد الأضحى في عام 2014.
وقدر هؤلاء حصة السياحة الداخلية في الإشغال الفندقي خلال عطلة عيد الأضحى، بما يتراوح بين 35 إلى 40%، فيما بلغت حصة النزلاء من دول مجلس التعاون الخليجي خاصة من المملكة العربية السعودية ما بين 40 إلى 50%، وتنوعت الحصة المتبقية بين الجنسيات الأجنبية المختلفة.
وقال فريدي فريد، المدير العام الإقليمي لفنادق جلوريا في دبي، إن فنادق المجموعة التي تضم أكثر من 2000 شقة فندقية، سجلت معدلات إشغال قوية منذ بداية عطلة عيد الأضحى المبارك وصلت إلى 97%، لافتاً إلى أن التدفقات التي شهدتها فنادق المجموعة خلال الأيام القليلة الماضية من السوق الخليجي، خاصة السوق السعودي قفزت بمعدلات الإشغال إلى مستويات فاقت التوقعات.
وأوضح أن النزلاء من السعودية فقط شكلوا ما بين 65 إلى 70% من إجمالي النزلاء، فيما تنوعت النسبة المتبقية ما بين النزلاء من السوقين المحلي والألماني وجنسيات أخرى.
وقال إن النزلاء الذين قاموا بالتخطيط المسبق والحجز المبكر للغرف استفادوا كثيراً من العروض ومستويات الأسعار المنخفضة التي قدمتها الفنادق منذ فترة طويلة، لكن في المقابل ارتفعت الأسعار بشكل سريع بالنسبة للحجوزات المتأخرة والتي تعرف بحجوزات «اللحظات الأخيرة» مع زيادة الطلب ونفاد المعروض من الغرف المتاحة.
وأشار إلى تباين ارتفاع الأسعار بين الفنادق، حيث شهدت أسعار الفنادق والمنتجعات الشاطئية وتيرة ارتفاع أسرع مقارنة بفنادق المدينة، لافتاً إلى أن نطاق أسعار الفنادق الشاطئية يبدأ من 1200 درهم لليلة الواحدة في المتوسط، في حين كان متوسط أسعار فنادق المدينة ما بين 600 إلى 850 درهماً.
من جهته، قال أمين دقاق، مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة في مجموعة روتانا، إن معدلات الإشغال في فنادق المجموعة في مختلف إمارات الدولة وصلت ذروتها خلال عطلة عيد الأضحى، حيث رفعت الفنادق لافتة «كامل العدد».
وأضاف أن نسب إقبال السياح الخليجيين بشكل عام والسعوديين بشكل خاص شهدت تطوراً ملحوظاً مقارنةً مع العام الفائت، منوهاً بأن السوق الخليجي أصبح أحد أهم الأسواق لقطاع السياحة في الدولة بفضل الجهود الترويجية التي تقوم بها الهيئات والدوائر المختصة، خاصة أن الخدمات والمرافق السياحية الموجودة في الإمارة ذات مستويات عالمية، وبأسعار تنافسية على مستوى المنطقة.
وأكد أن السوق السعودية تأتي على قائمة السوق الخليجية من حيث الأعداد، وأن روتانا تحرص على زيادة حصتها من السوق الخليجي من خلال تكثيف حملاتها الترويجية، وتحديداً في السوق السعودي.
إلى ذلك، قال هيثم عمر، المدير العام لفندق ومنتجع ريكسوس باب البحر برأس الخيمة، إن الإشغال في المنتجع، يضم 650 غرفة وجناحاً، بلغ منذ عطلة عيد الأضحى مستوى 100%، مشيرا إلى أن نسب الإشغال حسب الأسواق أظهرت حجز نحو 250 غرفة من السوق المحلي، أي ما يعادل 35% من طاقة المنتجع، فيما تم حجز 400 غرفة من الأسواق الخارجية، بما يعادل نحو 65% من الإشغال.
وأشار إلى وجود زيادة ملحوظة في إقبال النزلاء من السوق المحلي على سياحة رأس الخيمة، خلافاً لتركيزهم في السابق على وجهات رئيسية، مثل دبي وأبوظبي نتيجة تعدد خيارات الترفيه والتسوق أمامهم.
بدوره، قال وليد العوا، مدير عام فندق تماني مارينا دبي، إن الفندق سجل معدلات إشغال بلغت نسبتها 100% منذ بداية عطلة عيد الأضحى، مشيرا إلى أن النزلاء من أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة السعودي، شكلوا أكثر من 60% من إجمالي عدد النزلاء، فيما سجل النزلاء من السوق المحلي نحو 40%.
وأوضح أن تواصل الإقبال السياحي الخليجي الكبير على الإمارات خلال الأعياد والمناسبات الطويلة رغم تعدد الخيارات أمامه وتنوعها، يؤكد أن الإمارات باتت محطة محورية للسائح الخليجي على مدار العام، مشيرا إلى أن ما تقدمه الدولة من خيارات سياحية وترفيه وعائلية للسائح الخليجي ليست موجودة في كثير من الوجهات الأخرى، مؤكدا أن السائح الخليجي دائما ما يبرهن على رسوخ الجاذبية السياحية لدولة الإمارات لديه.
وأكد العوا أن السياحة الخليجية هي اللاعب الرئيسي في حركة السياحة والنشاط الفندقي في الوقت الحالي، موضحاً أن الإمارات رسخت موقعها كوجهة أولى مفضلة للسياح من الخليج، لافتاً إلى أن اللافت في الإقبال السياحي من دول مجلس التعاون الخليجي على الإمارات منذ موسم الصيف الماضي هو إجراء نحو 90% من الحجوزات عبر الإنترنت أو الشركات السياحية، الأمر الذي يؤكد نضج التخطيط لبرامج السفر لدى السائح الخليجي من جهة واختياره الراسخ لدولة الإمارات كوجهة رئيسية له في هذا الصيف من جهة ثانية.
في السياق ذاته، أكد عبدو الكيالي، المستشار التنفيذي لمجموعة دايناميك للضيافة في دبي، أن قطاع الضيافة بدبي بوجه عام سجل أداء قوياً خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، مستفيداً من توافد العائلات الخليجية على دبي بشكل كبير، مشيراً إلى أن الزخم السياحي الخليجي أسهم إلى حد كبير في إنعاش قطاع الضيافة والمطاعم بدبي خلال عطلة العيد، مقدراً حصة الخليجيين من إجمالي رواد مطاعم دايناميك للضيافة بأكثر من 50% في المتوسط، وربما زادت على 60% في بعض المناطق مثل منطقة وسط المدينة المحيطة بدبي مول.
عدد اليوم
