الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

المعايدة «الإلكترونية».. مجاملات تنقلها الشاشات

المعايدة «الإلكترونية».. مجاملات تنقلها الشاشات
24 سبتمبر 2015 07:16
نسرين درزي (أبوظبي) مع أن كثيرين ينظرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي بإيجابية للإبقاء على ترابط العلاقات، ولاسيما خلال الأعياد والمناسبات، لكن فريقا آخر يعلن عدم رضاه من هذا النمط الإلكتروني عندما تحل رسائل المعايدة الصامتة مكان الزيارات الودية أو الاتصالات الهاتفية، وتقف وسائل التواصل الاجتماعي في خانة المتهم بالبرود الاجتماعي بين الأقارب والأصدقاء والجيران، وإذا كان العيد مناسبة ننتظرها جميعا لنعبر من خلالها عن مظاهر الفرح التي تتجلى بزيارة من أبعدتنا عنهم مشاغل الحياة، فإن ثمة من غير هذه المعادلة. ومع اقتراب العيد تنهال علينا رسائل المعايدة، إما عبر الموبايل والإنترنت، ما يضطرنا في المقابل بالرد عليها بالمثل. وبمجرد وصول هذه العبارات المبطنة بأجمل التمنيات يشعر مرسلها وكأنه أدى واجبه ولم يعد مطلوباً منه التواصل بطريقة أخرى. الأمر الذي قد يكون مقبولاً مع عذر المسافات البعيدة التي يفرضها الواقع الجغرافي بين الأصحاب القدامى أو المعارف أو حتى تفرعات العائلة الكبيرة. لكن أن يصبح أسلوب المعايدات الإلكترونية عرفاً يتم تطبيقه حتى على أقرب المقربين من الأهل والأصدقاء، فهذا ما لا يتغاضى عنه الحريصون على صلة الرحم واللباقة الاجتماعية. حجج غير مقنعة عن رسائل المعايدة التي تتلقاها تحدثت خديجة العامري، الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إن الأمر جميل ومفيد بشرط ألا يتخطى القيام بالتهاني الحقيقية، مضيفة أنها تبادر بإرسال المعايدات عبر الرسائل النصية، إلا أنها تنزعج عندما يجيبها أحدهم ببطاقة معايدة عامة من دون أن يتوجه إليها بعبارات خاصة. وذكرت مريم سيف أن وسائل التواصل الاجتماعي تفقد الغاية منها عندما تعتمد كبديل للزيارات بين الأهل والأصدقاء، ولاسيما في العيد والمناسبات العائلية. ورأت أن أسوأ ما في الأمر أن الحجة الحقيقية ليست دائما بعد المسافات، لأن الواجبات الإلكترونية باتت أمراً يستسهله القريب والبعيد ممن خمدت بداخلهم نية التراحم والتواصل. من جهته، اعتبر إبراهيم الحاج أن البطاقات التي تحمل باقات الورود وتزين صفحات فيسبوك وتويتر وانستجرام ليست على الإطلاق بدائل عن المعنى الحقيقي للتزاور في العيد وتقديم التهاني بالمصافحة وتبادل القبل، وقال إنه يشعر بعتب كبير بداخله من الأشخاص الذين يعايدونه إلكترونياً ولا يكلفون أنفسهم حتى الاتصال به. الاستثناء ليس قاعدة بالنظر إلى المعايدات الإلكترونية التي تحد من التواصل الاجتماعي بالمعنى الحقيقي للكلمة، أوضح أستاذ علم الاجتماع الدكتور وفيق إبراهيم أن الأشخاص الذين يعتمدون في حياتهم على أجهزة الإنترنت والهواتف الذكية، أصبحوا يستسهلون الكثير من الأمور، بما فيها الروابط المجتمعية. وبالرغم من فاعلية هذه الوسائل في تقريب المسافات، إلا أنها في الوقت نفسه تعمل على تفتيت الكثير من القيم التي لا بد من التنبه لها. فالاطمئنان عن الآخر والسؤال عن أحواله، أمر مطلوب بغض النظر عن الطريقة، لكن الخطأ أن يصبح الاستثناء قاعدة، وأن يستغني الناس عن العادات والتقاليد العربية النبيلة بحجة مواكبة العصر. وأوضح أن ثورة الاتصالات التي باتت متاحة بشكل كبير في مختلف الأوساط الاجتماعية الثرية منها والفقيرة، سيف ذو حدين. وبقدر ما تحل أزمة تتسبب بها الغربة أو الابتعاد القصري عن الأهل، ما يؤدي مع الوقت إلى الاستهتار بمعنى المشاعر الحقيقية، وحذر من أن تتحول العلاقات لمجرد أحرف تتناقلها التكنولوجيا ويمحوها النسيان. المحبة كل متكامل اعتبر عبدالرحيم الأحمد أن المحبة لا يمكن تجزيئها أو تصنيفها، ومن يكتفي بإرسال التهاني عبر شبكات التواصل الاجتماعي، هو شخص لا يحمل بنفسه شعوراً جميلاً تجاه من استثناه من أجندة زياراته في العيد أو اتصالاته الهاتفية كحد أدنى. وقال سعيد خطاب: إنه يستغرب من أسلوب البعض بتقصد عدم الاتصال لمعايدة الأصدقاء شفهياً، مع أن برامج الإنترنت نفسها توجد إمكانية كبيرة لاتصالات مجانية. وبرأيه إذا كان الأمر في السابق يبرر بتقليص كلفة الفاتورة، فما التبرير اليوم مع كل التسهيلات المتاحة؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©