الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المرزوقي للأميركيين: عنف أقلية متطرفة لا يمثلنا

المرزوقي للأميركيين: عنف أقلية متطرفة لا يمثلنا
19 سبتمبر 2012
تونس (ا ف ب) - ندد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي مجددا في كلمة موجهة إلى “الأصدقاء الأميركيين” نشرت في تونس، بالهجوم على السفارة الأميركية في بلاده، مؤكداً أن عنف المتطرفين “لا يمثل” تونس. وقال في هذه الكلمة التي تهدف إلى “تفادي المزيد من سوء الفهم” إن “ما حدث يوم الجمعة الماضي لا يمثل تونس”. وكان يشير إلى مهاجمة متظاهرين معظمهم من السلفيين، الجمعة مقر السفارة الأميركية بتونس على خلفية فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة، ما خلف أربعة قتلى من المتظاهرين وعشرات جرحى وأضرارا بالسفارة والمدرسة الأميركية المحاذية لها. وحرص الرئيس المرزوقي على طمأنة الأميركيين المقيمين في تونس، مؤكداً أن عنف أقلية من المتطرفين الإسلاميين مرفوض من غالبية التونسيين. وقال إن “التونسيين جد مصدومين بالهجوم على السفارة ..إنهم يرفضون هذه الفعلة التي قامت بها مجموعة من المتطرفين”. وقررت الولايات المتحدة إثر الهجوم إخلاء “الموظفين غير الأساسيين” من تونس وغادر مئة أميركي الأحد العاصمة التونسية. وأضاف المرزوقي أن “هؤلاء المتطرفين لطخوا صورة شعب عرف تاريخيا بانحيازه لقيم الاعتدال والتسامح” مؤكدا أن الجالية الأميركية “مرحب بها في تونس” التي “لن تدخر جهدا في حمايتها”. وشدد الرئيس التونسي “لا يمكن لأي فكر أو خطاب أو إبداع فني أو غيره، مهما كان سيئا أو مسيئا ، أن يبرر هذا العنف غير المقبول” معبرا عن سخطه لرؤية “متطرفين تونسيين وعربا يهاجمون سفارات الولايات المتحدة”. كما عبر عن أسفه “للخسارة المفجعة” للسفير الأميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز الذي قتل في اعتداء استهدف القنصلية الأميركية ببنغازي ووصفه بأنه “تهديد للتطلع إلى الديمقراطية والسلام في العالم العربي”. كما ندد في الآن نفسه بـ “واقعة (تمكن) متطرف قادم من تيار يميني متطرف من ارتكاب مثل هذه الإساءة لقيمنا ورموزنا” في إشارة إلى صاحب فيلم “براءة المسلمين” الذي أثار موجة من التظاهرات الاحتجاجية في العالم الإسلامي. وفي هذا السياق خاطب المرزوقي الأميركيين قائلا “تأكدوا أننا لا نخلط بين هؤلاء المتطرفين والشعب الأميركي مثل ما أننا نأمل أن لا يختصر جميع التونسيين في صورة مجموعة متطرفة” صغيرة. والمنصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) قبل أن يستقبل منه لدى توليه الرئاسة ضمن تحالف ثلاثي ضم حزب النهضة الإسلامي وحزب التكتل من أجل العمل والحريات (وسط يسار) ، إثر انتخابات 23 أكتوبر 2011. ورغم أنه متحالف مع النهضة، كثيرا ما ينتقد المرزوقي الإسلاميين المتطرفين الذين أصبحوا يحدثون الكثير من الجلبة في تونس بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في بداية 2011. من جهة أخرى انتقدت صحيفتان تونسيتان ناطقتان بالفرنسية بشدة أمس عدم اعتقال قوات الأمن التونسية أمس الأول قيادياً سلفياً، ملاحقاً بعد الهجوم على مقر السفارة الأميركية في تونس، وذلك بعد إلقاء القيادي كلمة في قلب العاصمة من دون أن تتدخل الشرطة. وقالت صحيفة “لوكوتديان” إن القيادي السلفي “ليس فقط لا يختبئ بل إنه يتهكم من النظام بأسره، وما من شك في أن الأمر أشبه بتحدي الفار للقط”. وأضافت “سواء كان مذنباً أو بريئاً فإن أبسط الأشياء هو التمكن من توقيف المشتبه به على الأقل لحفظ ماء الوجه”. وخطب سيف الله بن حسين المكنى أبو عياض، قائد مجموعة “أنصار الشريعة” في تونس، بعد ظهر أمس الأول، في مسجد الفتح بقلب العاصمة، محاطاً بأنصاره، وغادر إثر ذلك المكان على الرغم من حضور قوات الأمن بكثافة مع بداية خطبته. من جانبها قالت “لوتون” إن أبو عياض تمكن من أن ينفث “سموم حقده في مسجد الفتح قبل أن يتم تحذيره ومنحه الوقت للفرار، وهذا يحيل إلى سيناريو قديم. بهذه الطريقة كان بن لادن يسخر من الأميركيين لعقود”. واتهم أبو عياض أمس الأول الشرطة بأنها استفزت المتظاهرين الذين هاجموا السفارة الأميركية الجمعة، ودعا إلى استقالة وزير الداخلية علي العريض. وقال زياد طروش المتحدث باسم الداخلية، بحسب ما أوردت صحف أمس، إن قوات الشرطة لم تتدخل لتوقيف القيادي السلفي لتفادي صدامات جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©