عصام أبو القاسم (الشارقة)
في ما يشبه محاورة بين الذات وصورتها في المرآة، جاء العرض السعودي، الذي قدم في اليوم الثالث لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، تحت عنوان «تشابك»، والتشابك المقصود هو التنازع أو التضاد بين بعدين في الشخصية الواحدة، فالعمل الذي كتبه فهد ردة الحارثي وأخرجه أحمد الأحمري، استند إلى مدار لحظاته في اللعب على ثنائيات مثل الضعف والقوة، الحب والبغض، الفرح والحزن، والحرية والقيد..إلخ. ولكن هذه التقابلات الجدلية بدت مجردة وذهنية، ولم تنزل من اللغة الحوارية المحلقة، وتترجم فوق الخشبة بالكفاية التي تساعد على الإشارة إلى علاماتها وملامحها، على رغم الإطار التشكيلي الملفت الذي صاغه المخرج، سواء عبر الإضاءة أو من خلال تخليقه لإشكال وأغراض عدة من قطعة الديكور الوحيدة التي توسطت الخشبة، وقد استخدمها مرة كمدخل وفي مرة أخرى كدولاب ثم سيارة ومنصة إذاعية، كما أحاط إطار اللعب بحبل غسيل تدلت من فوقه أقمشة متعددة الألوان، ربما للإيحاء بأن ما يحصل فوق الخشبة هو أشبه بحالة كشف للذات.
وقد استند العرض على ممثلين اثنين لتشخيص انفصام الشخصية الأساسية، وعمد المخرج إلى التمييز بين الممثلين/ أو بعدي الشخصية المفردة/ عبر الأزياء، وكذلك من خلال الحركة وردود الفعل والتعليقات وسواها من تفصيلات، ولكن هذا البعد البصري على رغم مما ظهر فيه من جهد بدا بعيدا عن الحالة التجريدية العالية في كلام النص.
عدد اليوم
