الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع استيطان إسرائيلي جديد!

2 أكتوبر 2011 00:51
أعطت إسرائيل يوم الثلاثاء الموافقة المبدئية على بناء 1000 وحدة سكن استيطانية جديدة في القدس الشرقية، متجاهلة المناشدات المقدمة لها من جانب الولايات المتحدة والدبلوماسيين الأوروبيين لتأجيل المشروع الإشكالي الذي سيؤثر على المحاولات التي يبذلونها لإعادة إطلاق محادثات السلام المتوقفة. والضوء الأخضر الذي أعطاه وزير الداخلية الإسرائيلي سوف يمهد الطريق لزيادة كبيرة لعمليات التطوير في مستوطنة "جيلو" اليهودية في القدس الشرقية، والمقامة على أراض استولت عليها إسرائيل خلال حرب يونيو 1967. ويقول النقاد إن هذه الخطوة تمثل انتكاسة لجهود اللجنة "الرباعية" لسلام الشرق الأوسط، التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، والتي أصدرت نداءً الأسبوع الماضي يدعو الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف المباحثات المباشرة بينهم خلال الشهر المقبل. ولم يستجب أي من الطرفين رسمياً للنداء وهو الأمر الذي توقعه المراقبون الذين كانوا يرون أن فرص العودة لمائدة المفاوضات كانت ضئيلة منذ البداية، وذلك قبل صدور الإعلان عن خطط التوسع في مستعمرة "جيلو". ويذكر في هذا الصدد أن الفلسطينيين يطالبون إسرائيل بإيقاف بناء المساكن في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً: إن الفلسطينيين قد أهدروا فرصة استئناف المفاوضات التي قدمها هو من خلال التجميد الجزئي لأعمال الاستيطان في الضفة الغربية العام الماضي. وتعقيباً على الرفض الإسرائيلي يقول كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: "نتنياهو يستجيب لطلب الرباعية بألف ومئة وحدة سكنية جديدة، وهو ما يعني أنه مصمم على نسف حل الدولتين وعملية السلام برمتها". وفي مقابلة له مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، استبعد نتنياهو قيامه مرة أخرى بفرض تجميد على عملية بناء المستوطنات، ودافع عن التوسع في مستعمرة جيلو. ومما قاله نتنياهو: "لقد بنينا في القدس، وهذه هي الطريقة التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية منذ عقود... فمنذ نهاية حرب 1967 اعتدنا أن نبني في الأحياء اليهودية كما اعتاد العرب البناء في الأحياء العربية. هذه هي الطريقة التي تمضي بها الحياة وتتم بها عمليات التطوير الإسكاني لسكان القدس، سواء من اليهود أو من غيرهم على حد سواء". أما الفلسطينيون الذين لم يعلنوا بعد عن استجابتهم للخطة المقدمة من الرباعية يوم الأربعاء الماضي، فقد دعوا إدارة أوباما لإعادة النظر في معارضتها للطلب المقدم منهم للحصول على العضوية في الأمم المتحدة، والذي سلموه الأسبوع الماضي. وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي طلب مقدم إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص، لكن الفلسطينيين يقولون إن عضوية الأمم المتحدة سوف تعزز من سعيهم للحصول على دولة مستقلة لهم. وقال عريقات إن الطلب هو "الطريقة الوحيدة للحفاظ على حل الدولتين". ويشار في هذا السياق إلى أن مشروع جيلو كان من الموضوعات التي اتسمت بحساسية خاصة بالنسبة لإدارة أوباما. ففي عام 2009 اختص أوباما البناء في جيلو على وجه الخصوص بنقده قائلاً إن أعمال البناء في تلك المستوطنة قد جعلت إسرائيل أقل أماناً، كما جعلت الفلسطينيين يشعرون بالمرارة. وكان البيان الذي أصدرته الرباعية قد دعا الإسرائيليين والفلسطينيين للامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تؤدي لزيادة عدم الثقة. "إننا نعتقد أن الإعلان الصادر من الحكومة الإسرائيلية، بالموافقة على إنشاء 1100 وحدة سكنية في القدس الشرقية، هو أعلان سوف يؤدي لنتائج عكس المتوخاة منه بالنسبة لعملية استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين". كان ذلك ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية يوم الثلاثاء. ومن المعروف أن مشروع جيلو سوف يؤدي لتوسيع عملية التطوير العمراني ناحية الجنوب بمقدار عدة مئات من الياردات، ما يعني السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، وذلك حسب المحامي والناشط الإسرائيلي المعارض للاستيطان دانيل سايدمان. والتوسع في المستوطنة سوف يشمل تشييد مبانٍ حكومية ومدرسة ومنطقة صناعية. ويضيف سايدمان معلقا على ذلك: "وهذه الإنشاءات سوف تؤدي لتوسيع آثار قدم جيلو كما ستؤدي لإجراء تغييرات على الحدود، وتجعل محادثات السلام أقل فائدة، وأقل قابلية للاستمرار". ثم يوضح: "الرباعية تحاول إيجاد مخرج لمثل هذه النوعية من الأحداث ووضعها تحت السيطرة بحيث يمكن استئناف المفاوضات". لكن كما نعلم، يقول سايدمان، فإنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجميع اتصلوا بإسرائيل لإيقاف موافقتها على التوسع في المستوطنة، إلا أنها لم تأبه بكل ذلك وأصدرت الموافقة على الرغم من جميع المطالبات". والموافقة النهائية على المشروع متوقعة بعد 60 يوماً تخصص لتلقي أي تعليقات أو ملاحظات من قبل الجمهور على الموضوع. وقال ستيفن ميلر، المتحدث باسم عمدة القدس "نير بركات"، إن أزمة الإسكان في المدينة قد جعلت من بناء ذلك المشروع أمراً حيوياً. وأضاف ميلر: "إن مدينة القدس سوف تستمر في دعم عملية توسيع الأحياء السكنية لجميع السكان لمواجهة الاحتياجات السكانية العاجلة". إدموند ساندرز محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «ام. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©