السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا.. نحو وكالة فيدرالية لمكافحة الأوبئة

16 أكتوبر 2014 00:15
روزان دي مورو المدير التنفيذي لجمعية الممرضات الوطنية المتحدة في ظل تقارير تفيد بأن الممرضة التي عالجت «توماس إيريك دانكان» مريض إيبولا في دالاس قد أصيبت بالعدوى، فهناك حاجة ماسة لتوضيح شيء واحد: إن مستشفياتنا ليست مجهزة لمواجهة الفيروس القاتل، وقد مر وقت طويل لوقف الاعتماد على نهج «العمل كالمعتاد» في التعامل مع هذا الفيروس الذي قتل الآلاف من الأشخاص في غرب أفريقيا، ولديه هذه المعدل المرتفع بشكل مخيف من الوفيات. ولا يوجد مجال للخطأ، وهذا يعني ألا يكون هناك أي معيار يفتقر إلى الحد الأمثل فيما يتعلق بمعدات الوقاية، مثل الملابس الواقية من المواد الخطرة، والتي يجب إعطاؤها للممرضات والممرضين والآخرين الذين يتعاملون مباشرة مع المرضى الذين يعانون أعراض تشبه إيبولا، وينبغي أن يحصل جميع الممرضين والممرضات على أحدث المعدات التي استخدمها العاملون في مستشفى جامعة «إيموري» عند قيامهم بنقل مرضى إيبولا من أفريقيا، لكن العديد من المستشفيات تحاول تدبير الأمر بمعدات رخيصة. وعلاوة على ذلك، يتعين على المستشفيات، وغيرها من العاملين في خطوط المواجهة الانخراط في تدريب عملي على استخدام الأدوات حتى يتمكن الموظفون من ممارسة إجراءات السلامة الحيوية، مثل الوسائل الصحيحة لوضع وإزالة معدات الوقاية. ويجب أن تضم المستشفيات كذلك غرفاً معدة بصورة صحيحة لعزل المرضى المصابين لضمان سلامة المرضى والزائرين والعاملين، إلى جانب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بالتخلص من النفايات الطبية والبياضات المستعملة. إننا جميعاً نعتمد على الممرضات لتقديم يد العون، عندما نكون في أكثر حالات المرض والضعف، لذلك فإذا لم يتم توفير الحماية الكافية لهؤلاء الممرضات، فإن هذه ستكون مشكلة للجميع، ولكن وفقاً لما ذكرته أغلبية ساحقة من الممرضات المشاركات في استطلاع أجرته جمعية الممرضات الوطنية المتحدة في العديد من المرافق في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن الكثير من المستشفيات لا تزال غير مجهزة. ومن ناحية أخرى، فإن «إيبولا» تكشف مشكلة أوسع نطاقاً: وهي حقيقة نظام الرعاية الصحية الخاص الممزق وغير المنسق لدينا، فنحن لدينا موارد هائلة للرعاية الصحية في الولايات المتحدة، ولكننا نفتقر إلى نظام متكامل للاستجابة بفاعلية لأي تهديد وطني قاس، مثل إيبولا. ومن جانبها، تصدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها مبادئ توجيهية، لكنها ليس لديها السلطة لتنفيذ هذه المبادئ. والمستشفيات لديها حرية كبيرة في انتقاء ما يحلو لها من البروتوكولات التي ستتبعها؛ وفي كثير من الأحيان في النظام الطبي للشركات، تستند هذه القرارات على أولويات الميزانية، وليس الأفضل لصحة وسلامة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. ومن ناحية أخرى، فإن الكونجرس ومشرعي الدولة يصدرون أوامر قليلة حول ما يجب أن تقوم به المستشفيات في مواجهة الأوبئة، أو غيرها من حالات الطوارئ، كما أن مسؤولي الصحة المحليين ليس لديهم السلطة لتوجيه الإجراءات والبروتوكولات في المستشفيات. وفي حين أن دولاً أخرى – ولا سيما كندا، التي اتخذت إجراءات صارمة، بعد تعرضها لوباء «سارس» (الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد) في عام 2003، قد مكنت هيئات الصحة العامة لديها من تنسيق الجهود المحلية والفيدرالية للكشف عن والاستجابة للأوبئة، قامت الولايات المتحدة بخفض التمويل المخصص لنظامها الصحي الضعيف بالفعل، وقد تم تخفيض التمويل الفيدرالي المخصص لأنشطة الصحة العامة فيما يتعلق بالتأهب والاستجابة بنحو مليار دولار عام 2013، مقارنة بعام 2002. وكما ذكر أحد مسؤولي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لصحيفة «واشنطن بوست»: «لقد تقاعسنا قليلاً...والآن وقد رأينا هذا يحدث، أصبحنا ندرك أننا في حاجة لبذل المزيد لجعل الناس يشعرون أنهم مستعدون». كان يجب أن نرى ذلك مقبلاً، ومؤخراً في شهر أغسطس، ذكر تقرير أعده المفتش العام لتقييم جاهزية وزارة الأمن الوطني لمواجهة الأوبئة أن «الوزارة ليس لديها أية ضمانات لامتلاكها المعدات الوقائية الكافية للموظفين، وكذلك التدابير الطبية المضادة للفيروسات للتصدي للأوبئة». إننا نعلم ما يجب القيام به: إنشاء وكالة فيدرالية لديها السلطة لضمان التنسيق الوطني والمحلي والدولي للاستجابة لتفشي الأوبئة. وفي ظل هذا النظام المفوِض للصحة العامة، يضمن موظفو الصحة العامة حصولهم على الموارد اللازمة لتحديد مصدر تفشي المرض، وكذلك عزل وعلاج المرضى، ومتابعة هؤلاء الذي كانوا على اتصال وثيق بالمصابين بالمرض. إن المزيد من التكامل والسلطة الممنوحة لنظام الصحة العامة الذي يعمل وفقاً لمعايير وطنية موحدة هو السبيل الوحيد لحماية الأميركيين. حان الوقت للإنصات للممرضات والممرضين لدينا، دعونا نحاول وقف فيروس الإيبولا الآن، والأفضل أن نكون مستعدين للوباء القادم. وفي سياق متصل، أكد أطباء أميركيون، يوم الأحد، أن التحاليل الأولية بينت إصابة أحد الكوادر الطبية في ولاية تكساس الأميركية بفيروس إيبولا، وهو من بين الذين عالجوا ليبيرياً توفي جراء إصابته بالفيروس في الثامن من الشهر الجاري في مستشفى بدالاس، وقال مسؤول قسم الخدمات الصحية في تكساس «كنا نعرف أنه قد تكون لدينا إصابة ثانية، وكنا مستعدين لهذا الاحتمال». ووفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة 11 أكتوبر، فمن العاملين في مجال الصحة كان يوجد 433 مصاباً بإيبولا في جميع أنحاء العالم، توفي منهم 216،. وقتل الفيروس حتى الآن أكثر من أربعة آلاف شخص، خلال الاندلاع الأخير الأسوأ في تاريخ الفيروس. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©