الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

8900 مراجع من النازحين السوريين للمستشفى الإماراتي الأردني

8900 مراجع من النازحين السوريين للمستشفى الإماراتي الأردني
19 سبتمبر 2012
وصفي خشمان (المفرق، الأردن)– يتوافد المئات من النازحين السوريين يومياً على المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في مدينة المفرق الأردنية، ليبلغ عدد الحالات التي استقبلها المستشفى منذ إنشائه نهاية أغسطس الماضي 8900 حالة، وفق ما أكده الدكتور خالد سالم الساعدي مدير المستشفى أمس. ويتجمع أمام بوابة المستشفى عشرات من المرضى والمصابين من رجال ونساء وأطفال، ينتظرون دورهم للتسجيل والكشف الطبي والتشخيص والعلاج في عملية “منظمة وسلسة”، بحسب ما أكد مراجعون. وروعي في إنشاء المستشفى، الذي أقيم بتوجيهات من القيادة الرشيدة، قربه من أماكن وجود النازحين في المدينة التي تبعد قرابة عشرين كيلومتراً عن الحدود الأردنية السورية، إضافة إلى وجود البنية التحتية من كهرباء ومياه ومواصلات في الموقع. ويتكون المستشفى الإماراتي الأردني الميداني من عدة أقسام منها وحدة التصنيف الميداني الأولى ووحدة جراحة الميدان التخصصية ووحدة النساء والتوليد ووحدة جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الأسنان ووحدة الأمراض الباطنية والمزمنة وقسم طب الأطفال ووحدة الدعم النفسي وقسم الرعاية الصحية الأولية والصيدلية والمختبر الميداني ووحدة الأشعة السينية. وحول أسرة مجهزة بأحدث المعدات التي تتناسب مع العمل الميداني، يتحلق أطباء وممرضون إماراتيون لفحص المصابين والمرضى وخدمتهم وتقديم العلاج المناسب لهم، وذلك داخل خيم مكيفة ومقاومة للحريق وتراعى فيها وسائل الأمن والسلامة، وفق ما أكد المقدم ناصر حمارشة من الدفاع المدني الأردني الذي كان يقوم بجولة تفتيشية في موقع المستشفى. وقال الدكتور خالد الساعدي إن المستشفى أجرى 80 عملية جراحية مختلفة، بينها 49 عملية دقيقة، وحالتا ولادة وثماني عمليات استدعت متابعة واستكمالاً في المستشفيات الأردنية المتخصصة. وأشار الدكتور الساعدي في تصريحات صحفية على هامش زيارة وفد يمثل مختلف وسائل الإعلام الإماراتية إلى موقع المستشفى في مدينة المفرق أمس، إلى أن المستشفى يستقبل يومياً بين 500 و600 حالة مرضية، مبيناً أن المستشفى مجهز بأحدث الأجهزة والمعدات والكوادر المتخصصة القادرة على متابعة الحالة الصحية لجميع المصابين مهما بلغت درجة إصابتهم. ولفت في هذا السياق إلى أن كادر المستشفى استطاع إخراج شظية من رأس أحد المصابين وإنقاذ حياته بعد عملية وصفها بـ”الدقيقة”. وقال الساعدي إن هنالك مستشفى ميدانياً متحركاً على استعداد تام للانتقال إلى أية منطقة يتواجد بها نازحون سوريون يحتاجون للخدمات العلاجية بالتنسيق مع الجهات الأردنية، وذلك بعد تجميعهم في مكان واحد بهدف تقديم خدمات طبية مميزة. ولا يكتفي المستشفى بعلاج المصابين من النازحين السوريين الذين يصل عددهم في الأردن إلى زهاء 200 ألف نازح ، 70 ألفاً منهم مسجل بشكل رسمي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بل تتعدى خدماته لعلاج بعض أبناء المنطقة الأردنيين ممن “يشعرون بتميز خدمات المستشفى”، بحسب الساعدي. وحول الكادر الطبي العامل في المستشفى، قال الساعدي إن هناك مائة طبيب وممرض من الجنسين، يعملون تحت مظلة الهلال الأحمر، بينهم طبيبان مواطنان وممرضان مواطنان و23 ممرضة مواطنة، إضافة إلى انضمام عدد من الأطباء والممرضين من النازحين السوريين إلى كادر المستشفى. وأوضح أن المستشفى مجهز بـ 12 سريراً لإقامة الحالات التي يستدعي بقاءها في المستشفى لمتابعتها، إضافة إلى توفير الدعم النفسي من خلال المتطوعين والمتطوعات من الهلال الأحمر للمصابين، فضلاً عن تقديم دروس وألعاب تفاعلية لأطفال المرضى والمصابين. وأمام خيمتين متجاورتين، إحداهما تابعة لوحدة الدعم النفسي، وأخرى تابعة للوحدة الدراسية، كان الشقيقان عمار ومحمد (6 – 10 سنوات)، وهما نازحان من منطقة البياضة في حمص السورية، يلهوان على ألعاب منصوبة في ساحة المستشفى للترفيه عن الأطفال، سواء أكانوا مصابين أم من أبناء المصابين. وبكلماتهما البسيطة، عبرا عن تجربتهما في النزوح، وقبله في القتل الذي عايناه في مدينتهما، ثم تحدثا عن واقعهما حيث يعيشان مع والدهما المصاب وعشرة أشخاص في غرفتين، بانتظار طرود الخير والمساعدات التي يحصلون عليها. وإلى جانب المستشفى الإماراتي الأردني الميداني، تتواصل جهود الإغاثة الإماراتية في تقديم كل ما من شأنه التخفيف عن النازحين السوريين. وأكد ماجد سلطان سليمان قائد فريق الإغاثة الإماراتي الموحد أن الفريق الذي ينطوي تحت مظلة الهلال الأحمر ينقسم إلى أربع فرق، هي المستشفى الميداني بشقيه الثابت والمتحرك، وفريق الطرود الصحية والغذائية، وفريق تأثيث المنازل، إضافة إلى الفريق المشرف على المخيم الذي يجري تجهيزه بمنطقة رباع السرحان في المفرق. وأشار قائد فريق الإغاثة الإماراتي الموحد إلى أن المساعدات الإماراتية للنازحين متواصلة من خلال الطرود الغذائية التي يتم توزيعها على النازحين في مختلف المناطق حيث يتم توصيل المساعدات إليهم بشكل مباشر عبر متطوعي “ الهلال الأحمر” ، مشيراً إلى أن فريق “الهلال الأحمر” يقوم بزيارات تفقدية للعائلات تتضمن إجراء دراسة حالة وبحوثاً ميدانية، وبعد التأكد من أحقية المستفيدين يتم صرف المساعدات لهم بشكل مباشر. وأوضح أنه يتم توزيع نحو 600 طرد أسبوعياً، إضافة إلى تأثيث نحو 50 منزلاً لنازحين سوريين أسبوعياً. وتابع: “أن توزيع طرود المساعدات وتأثيث المنازل أمانة في أعناقنا، نود أن تصل إلى أصحابها على أحسن وجه ودون التسبب بأي عناء للنازحين”، لافتاً إلى أن طريقة التوصيل المباشر للطرود والأثاث “أفضل وأكثر مصداقية” من توزيعها في مكان عام. وفي المنطقة الفاصلة بين المفرق والرمثا، تتجول سيارات الهلال الأحمر الإماراتي حاملة طرود الخير لتوصيلها إلى النازحين السوريين الذين استقبلهم أهالي المنطقة التي تغلب عليها مظاهر الفقر. وشكرت أم عصام، وهي نازحة سورية من حمص، دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام وهيئة الهلال الأحمر بشكل خاص على جهودها في دعم النازحين السوريين عبر تقديم طرود غذائية وصحية وأثاث، إضافة إلى تقديم العلاج. وقالت أم عصام، التي تقيم في منزل قديم تبرع به أحد أبناء منطقة المنشية بالمفرق، بعد أن انتقلت من قريتها بدير بعلبة في حمص إلى درعا، ثم نزحت مشياً على الأقدام مع أسرتها المكونة من سبعة أفراد إلى الأردن. وشكت ابنتها بيان، التي أصيب والدها وأشقاؤها بإصابات مختلفة في قصف لقوات النظام السوري، من صعوبة الوضع الذي يعيشونه، فالمنزل الذي يسكنون به قديم، وغير مجهز بدورات مياه، ما يضطرهم للجوء إلى الجيران لغايات الاستحمام وقضاء الحاجة. وأخفى أبو وائل، وهو سوري من بادية حمص لم يمض على نزوحه إلى الأردن سوى شهر، دموعه بينما كان يتسلم أثاثاً لمنزله البسيط المستأجر بنحو مائة دينار (500 درهم) في منطقة الخالدية شمال المفرق. واكتفى أبو وائل بتوجيه الشكر والامتنان إلى الإمارات وقيادتها وشعبها “راعين الأولة”، داعياً الله أن يديم الأمن والأمان على دولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©