الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سبع سنوات» تروي حكاية تمزق رجل بين امرأتين

«سبع سنوات» تروي حكاية تمزق رجل بين امرأتين
19 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - صدر حديثاً عن مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، رواية بعنوان “سبع سنوات” للكاتب السويسري بيتر شتام، ونقلها إلى العربية الدكتور خليل الشيخ. وتتوزع حركة السرد في “سبع سنوات” بين الاسترجاع الذي يتمثل في تذكر إلكسندر بطل الرواية لعلاقته بالمرأة البولندية إيفونا، وسرد اللحظة الحاضرة الذي يرسم حياته بجوانبها المتعددة، وإن كان يتوقف على نحو رئيسي عند علاقة إلكسندر بزوجته سونيا، وبين هاتين الحركتين تتحرك الأحداث وتتنامى وتتشكل أجواء الرواية. وإذا كانت العلاقة بين إلكسندر وسونيا هي ثمرة لصلة ممتدة تعود إلى سنوات الدراسة الجامعية، فإن علاقة إلكسندر بإيفونا التي غيرت مجرى حياته، هي ثمرة لقاء عابر في أحد مقاهي ميونيخ. وتكشف المقارنة بين هاتين العلاقتين عن فروق جوهرية تصب كلها لصالح سونيا. ففي حين كانت سونيا مهندسة معمارية متفوقة، تتميز بالجمال وقوة الشخصية وطلاقة الحديث، كانت إيفونا على العكس من ذلك تماماً؛ فهي بولندية تقيم في ألمانيا على نحو غير شرعي وتعمل في تنظيف الغرف، وقد ذكر إلكسندر، غير مرة، أنها دميمة وغير أنيقة وساذجة وبطيئة الاستيعاب. ويقدم سرد اللحظة الحاضرة، الأبعاد التي تتشكل الأحداث والشخصيات في رحابها. حيث يضع الروائي القارئ أمام شخصيات تدرس الهندسة المعمارية وتسعى، بعد تخرجها في الجامعة، إلى تحقيق ذاتها، وتهتم الرواية بتتبع مصائر هذه الشخصيات، وتبين ما طرأ عليها من تحولات بعد أن انتقلت إلى عالم الحياة وفارقت عالم النظريات. لذا كانت الرؤى المعمارية التي تصدر الشخصيات عنها، تتوزع بين الكلاسيكية والحداثة والتفكيك، وقد كثرت الإشارات إلى المعماريين الذين يمثلون تلك الرؤى. تنتمي سونيا لتيار الحداثة وتدافع عن ممثليه وتبدو الأقدر على الإفادة من منظوره، فرسوماتها المعمارية تقوم على جدل الاتصال والانفصال، فبقدر إعجابها بالحداثة، تسعى كي تستقل عن رسومات روادها وتشكيل لغة معمارية مستقلّة. أما إلكسندر الذي يبدو حريصاً على التمرد على المواضعات الاجتماعية والدينية، فيخضع على مستوى الرؤية المعمارية للأساتذة الكبار في هذا المجال، ويكاد يكون تابعاً لهم. تبدأ الرواية من لحظات النهاية وتعود القهقرى إلى لحظات البداية، من خلال استرجاع يقطع زمن السرد ويستدعي الماضي ويوظّفه في مجرى اللحظة الحاضرة، ليغدو جزءاً من نسيجها، فترتيب الوقائع في “سبع سنوات” يغاير ترتيبها في نظام الحكاية. يشار إلى أن مؤلف الكتاب بيتر شتام، أديب سويسري من مواليد عام 1963، درس بعض الفصول في اللغة الإنجليزية وعلم النفس، أقام في باريس، وبرلين، ونيويورك، وتفرغ للكتابة والعمل الصحفي منذ عام 1990، وقد صدرت له روايتان، وثلاث مجموعات قصصية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©