الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاكتئاب أقل شيوعاً لدى الأمهات الخارقات المتقبلات لحدود طاقتهن

الاكتئاب أقل شيوعاً لدى الأمهات الخارقات المتقبلات لحدود طاقتهن
2 أكتوبر 2011 01:23
انتظار انتهاء اليوم لأخذ قسط من الراحة والخلود إلى النوم هو أمر تشترك في تمنيه معظم الأمهات الخارقات، فما أن يحل الليل ويذهب الأطفال إلى أسرتهم حتى ترتمي الأم الخارقة على السرير وكأنها ارتماءة من يُريد الخلاص، فتجد نفسها خرقةً ذابلةً وليست أماً «خارقةً». وحين تسترجع شريطها النهاري، تجد أن الكثير من الأهداف سُجلت في مرماها، فهي تستشعر بأنها مقصرة في عملها بسبب عنايتها الزائدة بالأطفال وتتذكر تأجيلها إتمام مهامها المهنية ومشاويرها الشخصية لأكثر من مرة بسبب انشغالها بتلبية رغبات أبنائها وزوجها. وتستطيع المرأة التكيف مع هذا الوضع باتزان لو واصلت حياتها مع إقرارها الواضح بمحدودية قُدُراتها في النجاح دوماً في التوليف بين مهامها المتعددة، لكنها تُعرض نفسها للاكتئاب والمرض في حال انتابها إحساس بالذنب أو التقصير كلما فشلت في القيام بجميع أعمالها «الخارقة». وهذه النتيجة هي ما توصلت إليه دراسة جديدة خلُصت إلى أن النساء اللواتي يتقبلن التضحية ما بين الفينة والأخرى بمهمة أو أخرى، هن أقل إصابةً بأعراض الاكتئاب من أولئك اللاتي يعتقدن فعلاً أن بإمكانهن الجمع بين كل الالتزامات بشكل مستدام مهما حدث. وتقول كاثرينا ليوب من جامعة واشنطن والمشرفة على الدراسة «إن الأمر يتعلق بتقبُل كون التوليف بين المتطلبات العائلية والمهنية يستوجب القيام ببعض المقايضات، فعدم الشعور بالذنب نتيجة الفشل في القيام بشيء ما في البيت أو العمل يجعل الأم العاملة أكثر رضاً وانسجاماً مع نفسها ومحيطها الأسري والمهني». وقد قُدمت نتائج هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للعلوم السوسيولوجية، غير أنها لم تخضع للتحكيم بعد. وتقول إلين جالينسكي، رئيسة معهد العمل والشؤون الأسرية ذي النفع العام «الكثير منا تضع لنفسها توقعات عالية ثم يصعب عليها فيما بعد التنازل عنها أو خفض سقفها». وأضافت أن المشكلات تبدأ في الظهور عندما يحدث هناك صدام بين ما تتوقعه المرأة العاملة من أن يكون بيتها نظيفاً ومرتباً بشكل دائم وتتناول وجباتها في وقتها وبين ما يحدث على أرض الواقع، فينتهي بها المطاف إلى الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير، وهو ما يجعلها تتخبط في حالة نفسية يطغى عليها جلد الذات بشكل يومي، وهذا يضر بصحتها النفسية كثيراً». وكانت دراسة سابقة نُشرت في فصل الربيع الماضي في مجلة «السلوك الاجتماعي والصحي» قد وجدت أن النساء يملن إلى الشعور بالذنب أكثر من الرجال، حتى عندما يتلقين رسائل نصية لها علاقة بالعمل أو رسائل إلكترونية أو اتصالات هاتفية أثناء وجودهن في البيت أو خارج أوقات الدوام، وأن هذا التباين في ردود الفعل الشعورية يُترجم إلى مستويات أعلى من الحزن والكرب. تضاف إلى ذلك الظروف السوسيواقتصادية التي تؤثر سلباً على طريقة تفكير النساء حول العمل والأسرة، خُصوصاً في ظل الركود الاقتصادي الذي نعيشه ووسط ازدياد أعداد الفاقدين لوظائفهم من النساء والرجال. وتقول جالينسكي «إذا كنت تشعر بالامتنان لعملك فقط لأن هذا العمل يُسهم في تحقيق الرفاه لأسرتك، فلا تجعله يُنغص رفاهيتك النفسية لأنها لا تقل أهمية عن رفاهيتك المادية، وتعاملي مع الأمر بأريحية واقتنعي بأن لديك خيارات متعددة لتحقيق ما تطمحين إليه». ومن جهتها، تقول ميليسا ميلكي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة ماريلاند، «إن وظيفة الشخص ومستواه التعليمي ودخله الشهري والمناخ الاقتصادي الذي يعيش فيه هي عوامل هامة، تُشكل خريطة مشاعره وقراراته وجميع الأشياء التي لها علاقة بالحياة الأسرية والمهنية». فالأمر لا يقتصر إذن فقط على الأمهات الخارقات اللاتي يُعانين من مشكلات نفسية بسبب ضغط أعباء البيت من جهة والعمل من جهة أخرى. بل إن الأمر قد ينطبق أيضاً على بعض الرجال محدودي الدخل الذين تضطر زوجاتهم للعمل ويضطرون لتقاسم أعباء البيت. وتُشير جالينسكي إلى أن نسبة الآباء الذين أقروا سنة 2008 بمعاناتهم من ضغوط الواجبات المهنية والأسرية بلغت 60% في الأسر التي يعيلها الزوجان معاً، وهي نسبة لم تكن تتجاوز 35% سنة 1977. وتُضيف جالينسكي «هناك بعض الرجال الذين يريدون فعل كل شيء والحصول على كل شيء، وهم يعانون بنفس الطريقة التي يعاني بها النساء. وفي الحقيقة، فإن الصراعات التي تنشأ عن المشكلات الناجمة عن معاناة الأب والأم من ضغط الأعباء الأُسرية والمهنية تزداد بأسرع من أي وقت مضى، ولو أن الحديث عنها ما زال محدود النطاق ولا يتماشى مع حجم تفشيها وتسارع وتيرة انتشارها». ويبدو أنه على الرغم من التقدم التكنولوجي والمرونة التي يدعي أرباب الأعمال اتصاف مؤسساتهم بها ومناخ تكافؤ فرص العمل، وخيارات العمل من البيت وغيرها من الادعاءات لم تُفلح في إسعاد الآباء وجعل الأمهات الخارقات أكثر رضاً عن أدائهن وأكثر سعادةً من سابقاتهن من الأمهات العاملات وربات البيوت. عن «واشنطن بوست»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©