الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوانين ونواميس كونية (2)

2 أكتوبر 2011 01:22
نكمل موضوع القوانين والنواميس الكونية التي أخضع الله تبارك وتعالى كل ما خلق لها وسيرها في نظام واحد متكامل، فكل شيء يسير وفق نظام يتماشى مع النظام العام الذي يدير الكون كله، وأي خلل في أي نظام يؤثر على بقية النظم بدرجة معينة وفق قوانين لا نعلمها. فحركة المذنبات والانفجارات الكونية وموت نجوم ووفاة نجوم والثقوب السوداء وغيرها من الأحداث الكونية والتقلبات المناخية والأعاصير والفيضانات والزلازل والأمطار والسيول والسحب وغيرها لها نظمها، والإنسان وضع لها علوماً وأقام لها جامعات ومعاهد ومعامل لدراستها وتدريسها. فالكون بدأ من قوله تعالى «كن» فكان الكون وسار بنظمه في مجرى النمو الذي أراده الله سبحانه وتعالى له. فالسماء بناء، وبناؤها متكامل متماسك متراص، فلكل نجم وكوب في هذا الكون «زمان ومكان» يطلق عليه «زمنكان». إن لكل بناء بداية ثم مرحلة نمو وبعدها مرحلة انتهاء، وهذا الكون ينتهي بنظام. إذن لكل شيء قانون إذا تبعنا نظامه حصلنا على ما يمليه القانون، ولذا دعونا نتساءل في بعض الأمور لفهم نواح عدة من النظم: لماذا يغضب المخالف للقانون عندما يعاقب؟ لماذا يحزن الطالب من نتيجة الامتحان إن كان هو من لم يجتهد؟ لماذا يغضب الموظف إذا وجه له المدير كلاماً قاسياً شديد اللهجة إن كان هو المهمل المتقاعس اللامبالي؟ لماذا يلجأ بعض الناس للوم الآخرين في حالة فشلهم مع علمهم بأنهم هم السبب في ذلك الفشل؟! لماذا يحزن بعض الناس عندما يسمع أنه أسيء الظن به وهو من وضع نفسه في هذا الموضوع؟ فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن“. هناك أمور عديدة في حياتنا نقوم بها ربما ونحن لا ندرك أن منها ما لا يتوافق مع قوانين ونواميس الحياة. فمثلًا: هناك من يريد أن ينجح دون مذاكرة (فقد يلجأ للغش)، وهناك من يريد أن يكسب المال دون عمل (فقد يلجأ لأساليب ملتوية وغير سوية)، وهناك من يود أن يكون في منصب وظيفي عالٍ وهو لا يجتهد لذلك ولا يأتي بما يؤهله لذلك، بل نجد منهم من يهمل في عمله (فقد يفكر بالواسطة)، وهناك من النساء من تتطلع لحياة أسرية سعيدة وهي لا تحسن التعامل مع زوجها ولا تُحسن إدارة بيتها (لأنها ربما ترى صديقاتها يعشن بسكينة وسعادة ولكنها لا تبحث عما جعلهم في تلك الحالة من السعادة والإيجابية)، وهناك من الآباء من يتمنون أن يكون أبناؤهم في أفضل حال ويعملون في أفضل الوظائف وهم لا يعلمون عنهم، ولا عن دراستهم ولا يهتمون بهم حق الاهتمام إلا الشيء القليل، إما لكثرة انشغاله في متطلبات الحياة والسعي وراء طلب الرزق، أو بسبب لهوهم في الحياة وضياع الأولويات بما لا يفيد ولا ينفع. الحياة ليست كذلك؛ لأنها تسير وفق قوانين كونية كثيرة تُفهمنا السبل السليمة لكي نعيش بها بالصورة الصحيحة. فللعمل قانون، والنجاح قانون والنتائج قوانين وللتعاملات قوانين، فلا تبتعدن عزيزي القارئ عن قوانين الكون لكيلا تجد نفسك بعد زمنٍ خارج النظم السليمة. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©