أُصيب أمس عشرات من الناشطين الفلسطينيين والمتضامنين الإسرائيليين والدوليين بجروح وحالات اختناق واحترقت أشجار زيتون خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات سلمية أُسبوعية ضد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستيطان اليهودي، تم تنظيمها هذه المرة تحت شعار “جمعة النفير والفاء للأسير- لن ننسى أسرانا”.
فقد أطلقت قوات إسرائيلية الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة والصوتية على المسيرات الأسبوعية في الخليل وبلدتي بيت أُمر ويطا قُرب المدينة ذاتها وقريتي بلعين والنبي صالح قُرب رام الله وقرية كفر قدوم قُرب قلقيليا وقرية المعصرة قرب بيت، التي تم تخصيصها للمطالبة بتحرير أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
وأسفر ذلك عن إصابة 6 شبان فلسطينيين بجروح والعشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الإسرائيليين بحالات اختناق شديد جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إحراق مساحات مزروعة بأشجار الزيتون في بلعين.
وشارك في مسيرة بلعين مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الصناديق العربية جواد الناجي ونائب أمين سر المجلس الثوري لحركة “فتح” صبري صيدم وعضو اللجنة المركزية للحركة سلطان أبو العينين. وتم خلال المسيرة افتتاح مشروع “فلسطين خضراء” بزراعة وري شجرة زيتون وإنارة النصب التذكاري للشهيد باسم أبو رحمة بالطاقة الشمسية، وقاد أمين عام “حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية” وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي ورئيس بلدية بيت أُمَّر نصري صبارنة مسيرة أهالي البلة والمتضامنين معهم.
وقال البرغوثي للمتظاهرين “إن معركتنا مع الاحتلال هي إما نكون أو لا نكون، وإن المقاومة الشعبية هي طريقنا الى الحرية والاستقلال، وبوحدتنا الوطنية نستطيع تغيير ميزان القوى لمصلحة شعبنا”. وخاطب صبارنة جنود الاحتلال، قائلاً “إن وجودكم فوق أرضنا غير شرعي ويدمر الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها”.
وأُصيب 3 دعاة سلام إسرائيليون بجروح، بعدما اعتدى عليهم مستوطنون أمام خيمة اعتصام في بلدة عناتا قُرب القدس الشرقية أقامها مقدسي على أرضه المهددة بالمصادرة من أجل توسيع مستوطنة “عناتوت” المجاورة.
وقد وصل متضامنون فلسطينيون وإسرائيليون إلى الخيمة فأقدم المستوطنون على تحطيم كاميرات تصوير كانت بحوزتهم ورشقوهم بالحجارة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية باللغة العربية لُبى سامري لصحفيين في القدس المحتلة “حضر إلى عناتوت نحو عشرين ناشطاً من اليساريين المدافعين عن الفلسطينيين وهم يحملون اعلاما فلسطينية تعبيرا عن دعمهم لعربي نصب خيمة على أرض يؤكد انها ملكه، وحصل تراشق بالحجارة بين سكان عناتوت والمتظاهرين مما أدى إلى إصابة ثلاثة متظاهرين بجروح طفيفة”. وأضافت أن قوة شرطة إسرائيلية فضت المشاجرة واعتقلت صاحب الخيمة ومتظاهرين اثنين.
كما هاجم عشرات المستوطنين المسلحين قرية ياسوف قُرب سلفيت، حيث فتحوا نيران أسلحتهم الآلية لإرهاب المزارعين ودفعهم إلى مغادرة أراضيهم وتصدى لهم الأهالي وأجبروهم على الفرار.
وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أن برنامج فعاليات تضامني مع الأسرى، المضربين عن الطعام لليوم الخامس على التوالي احتجاجاً على تعرضهم للقمع والعقوبات التعسفية في سجون الاحتلال سينطلق بعد غد الاثنين بتنظيم مسيرات واعتصامات في سائر أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال في ختام اجتماع موسع عقدته “الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى” والفصائل والمؤسسات الفلسطينية في مقر “الحملة الشعبية لإطلاق سراح الأسير مروان البرغوثي” في رام الله، إنه تم إرسال رسائل إلى السفارات والقنصليات الأجنبية في الأراضي الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان تدعوها إلى التدخّل لتوفير الحماية القانونية والإنسانية للأسرى ووقف الممارسات الوحشية ضدهم.
من جانب آخر، ذكر شهود عيان فلسطينيون أن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً على مركز أمني تابع لحركة “حماس” في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة فجر أمس ولم يسفر ذلك عن إصابة أحد أو حدوث أضرار مادية.
وزعمت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في تل أبيب أن قصف المركز كان رداً على إطلاق مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة مساء أمس الأول صاروخاً سقط على مبنى مهجور في مجمع “شعار هانقب” الاستيطاني في النقب الغربي جنوب فلسطين المحتلة.
في غضون ذلك، أعلنت “لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل” أنها ستنظم تظاهرة حاشدة في مدينة سخنين شمالي فلسطين المحتلة اليوم السبت بمناسبة مرور عام على هبة “يوم القدس والأقصى” التي قتل خلالها 13 عربيا برصاص الشرطة الاسرائيلية هناك. وقالت في بيان أصدرته أمس “ندعو إلى المشاركة في التظاهرة المركزية التي ستجري السبت في مدينة سخنين في هذه الذكرى بشكل لائق لتكريم شهدائها الابرار الذين قتلوا بدم بارد ولم تتم محاكمة القتلة المجرمين”.
وأضافت “تحل علينا هذه الذكرى في ظل استفحال الفاشية والعنصرية في المؤسسة الإسرائيلية الرسمية والشعبية، وفي ظل الحملات والمخططات المسعورة التي تستهدف وجودنا العربي على هذه الأرض واتخاذها خطوات عملية لمصادرة نحو 800 ألف دونم من أراضينا في النقب”.
عدد اليوم
