السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

20 مليار دولار استثمارات خليجية بصناعة الأسمدة خلال 4 سنوات

20 مليار دولار استثمارات خليجية بصناعة الأسمدة خلال 4 سنوات
19 سبتمبر 2012
محمود الحضري (دبي) - تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي ما بين 18 إلى 20 مليار دولار لترفع الطاقة الإنتاجية لصناعة الأسمدة من 23 مليون طن حاليا إلى 35 مليون طن بحلول 2016، بحسب إحصائيات الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا” التي تم استعراضها خلال مؤتمر بدبي أمس. وقال معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد، وزير البيئة والمياه خلال مؤتمر “جيبكا” الثالث للأسمدة بدبي، إن دول مجلس التعاون حرصت على تطوير قطاع صناعة الأسمدة لكونه يشكل رافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني لدول المنطقة، وذلك في إطار سعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف “لقد نجحت الاستراتيجيات والخطط التي وضعتها المؤسسات العاملة في هذا المجال في تحقيق نسبة نمو مرتفعة، إذ يقدر معدل النمو السنوي المتوقع للطاقة الإنتاجية لهذا القطاع على المستوى الإقليمي خلال الفترة من 2010 الى 2016 بنحو 7,5% سنوياً وفقاً لبيانات جيبكا، ما يعزز قدرة هذا القطاع على تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة على المستويين المحلي والعالمي، وبالتالي قدرته على المساهمة بتحقيق الأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة. واضاف “لم يقتصر الاهتمام على زيادة أعداد المصانع وقدراتها الإنتاجية فقط، بل شمل أيضاً تنظيم تداول واستخدام الأسمدة من خلال إصدار مجموعة مهمة من النظم والتشريعات، ووضع الخطط والبرامج الرامية إلى الاستخدام الرشيد والأمثل للأسمدة لتلافي والحد من التأثيرات السلبية الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد لها. التنمية المستدامة وشدد على الدور المهم الذي يلعبه الاستثمار الزراعي بالدولة في تعزيز التزامها بالتنمية المستدامة، لافتا إلى أن الدولة حرصت على تقديم الدعم لقطاع الأسمدة منذ افتتاح أول مصنع لإنتاج الأسمدة الكيماوية في 1977 وحتى الآن. وأضاف “في إطار اهتمام دولة الإمارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حظي قطاع الأسمدة، كغيره من القطاعات الاقتصادية بالكثير من الاهتمام. وذكر أن عدد مصانع الأسمدة بالدولة يبلغ 34 مصنعاً، منها 27 مصنعاً للأسمدة العضوية، و7 مصانع لإنتاج الأسمدة الكيميائية بتراكيب مختلفة، ويعتمد معظمها على إنتاج شركة “فرتيل” بأبوظبي. وقال ابن فهد “لن يقتصر التطور الذي نشهده اليوم على توسيع الطاقة الإنتاجية للقطاع فحسب، بل سيمتد ليشمل تعزيز الأداء البيئي والالتزام بمعايير الصحة والسلامة أيضا”. وأضاف “إن صناعة الأسمدة تعتبر إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها التنمية الزراعية، خاصة في ظل الحاجة إلى زيادة الإنتاج الزراعي العالمي بنسبة 70% خلال العقود الأربعة المقبلة مع زيادة طفيفة في مساحة الأراضي الزراعية وفقاً لأحدث التقديرات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة، وذلك لمواجهة الاحتياجات المتزايدة الناجمة عن ارتفاع عدد السكان ومستويات الدخل. ورشة عمل وبدأت فعاليات مؤتمر جيبكا السنوي الثالث للأسمدة أمس بمشاركة 250 مشاركا يمثلون المنتجين في منطقة الخليج العربي وأبرز الأسواق التي يصدرون إليها في كل من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وسبق المؤتمر ورشة عمل حول آفاق التعاون الفني، والتطورات التكنولوجية بصناعة الأسمدة، وناقش في يومه الأول 10 أوراق عمل حول التحديات التي تواجه الصناعة اقليميا وعالميا، خصوصا ما يتعلق بإنتاج الغاز، والمواد الخام، والتطورات في الخدمات المعاونة، مثل الشحن والقطاعات اللوجستية، والبنى التحتية والكوادر البشرية. وأوضح ابن فهد أن جهود الدولة في هذا المجال شملت تطبيق مبادئ الإنتاج الأنظف في كل مراحل الإنتاج، وتحويل صناعة الأسمدة إلى صناعات خضراء، لتكون عنصراً في دورة الاقتصاد الأخضر. وقال “إن تطوير قطاع صناعة الأسمدة بدول مجلس التعاون الخليجي يكتسب اليوم المزيد من الأهمية في ظل الاتجاه العالمي نحو التكثيف الزراعي لتحقيق نسب الزيادة في الإنتاج الزراعي التي قدرتها منظمة الأغذية والزراعة. وشدد على أن قطاع الأسمدة وكي يحافظ على مساهمته المتنامية في سوق الأسمدة العالمية، وتأكيد أهمية المنطقة كمركز عالمي رائد لإنتاج الأسمدة، عليه أن يواصل الاهتمام باستدامة هذه الصناعة من خلال الأخذ بمعايير الإنتاج الأنظف ومبادئ الاقتصاد الأخضر في مختلف مراحل العمل، وتطوير شراكات استراتيجية مع المؤسسات العاملة في مجال البيئة والتنمية الزراعية، وتوجيه الاستثمارات المتزايدة نحو تخضير هذه الصناعة لتقوم بدورها في تحقيق التنمية المستدامة بأفضل صورة ممكنة. دور محوري من جانبه، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام “الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات” إن دول الخليج تلعب دورا محوريا في إنتاج الأسمدة عالميا، وأكبر منطقة تستثمر في هذا القطاع. ولفت إلى دخول منتجين جدد في أنواع مختلفة من الأسمدة، مثل “شركة معادن” السعودية، التي ستنتج لأول مرة الأسمدة الفوسفاتية، إلى جانب توسعات أخرى في أبوظبي، وقطر والبحرين. وبين أن الإنتاج الخليجي من الأسمدة سيرتفع من 23 مليون طن حاليا إلى 35 مليون طن بحلول 2016، مع ضخ استثمارات تصل إلى 20 مليار دولار. وأفاد بأن إنتاج الخليج من الأسمدة يمثل 16% من الإنتاج العالمي، بينما تشكل 29% من تجارة “اليوريا” العالمية ترتفع إلى 36% بحلول 2016. وبين أنه في ضوء ارتفاع عدد سكان العالم إلى 9,3 مليار نسمة في 2050، بزيادة 2,3 مليار شخص، فأن الأمر يتطلب زيادة في حجم الإنتاج الغذائي العالمي 70%، وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، ومواجهة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية خصوصا في الدول النامية. ونوه السعدون إلى وجود تطور جديد في إنتاج الأسمدة عالميا، يتعلق بوجود نوعية جديدة من الغاز الصخري في الولايات المتحدة، وأيضا في الصين، ومناطق أخرى من العالم، وهو ما يخفض سعر الغاز من 10 دولارات إلى دولارين، للمليون وحدة حرارية، وسيحسن ذلك من الصناعة في مناطق بالعالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©