الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الناتو» في أفغانستان... وخطر «الهجمات الداخلية»!

19 سبتمبر 2012
ريتشارد ليبي كابول أعلن مسؤولون عسكريون أن أربعة جنود أميركيين قُتلوا يوم الأحد الماضي في نقطة تفتيش بعيدة بجنوب أفغانستان عندما قام عضو في قوات الأمن الأفغانية بإطلاق النار عليهم، في هجوم يرفع عدد الجنود الدوليين الذين قتلوا بنيران شركائهم الأفغان هذا العام إلى 51. الهجوم الداخلي وقع في اليوم نفسه الذي قتلت فيه طائرات حربية تابعة لـ"الناتو" تسعة نساء كن يجمعن حطب التدفئة في الجبال خارج قريتهن في إقليم بشرق البلاد، حسب مسؤولين محليين، مما يزيد من مشاعر الغضب المحلية من الإصابات المدنية. ورغم أن التحالف قال إنه يأسف لوقوع وفيات في صفوف المدنيين، فإن الحادث من المرجح أن يزيد من توتر العلاقات بين الأفغان والقوات الدولية. أحداث عطلة نهاية الأسبوع، لامست جوهر مشاكل الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، ذلك أن تصاعد الهجمات الداخلية التي ينفذها جنود أفغان واستمرار الإصابات المدنية كلاهما يؤديان إلى تعميق حالة انعدام الثقة وابتعاد قوات "الناتو" أكثر عن السكان الذين يفترض أن تقوم بحمايتهم، مما يضعف شراكة هشة أصلاً. ويذكر أن الأميركيين وشركاءهم في التحالف يقومون بتدريب القوات الأفغانية حتى تصبح جاهزة لتولي المسؤوليات الأمنية في البلاد، وتتمكن الولايات المتحدة من سحب جنودها المحاربين بنهاية 2014. وقد قُتل الجنود الأميركيون يوم الأحد بالقرب من منشأة تابعة لـ"الناتو" في إقليم زابول، في نقطة تفتيش يعمل فيها جنود أفغان وأجانب. (ولكن الولايات المتحدة لم تفرج عن معلومات بشأن أي فرع من الجيش ينتمي إليه الجنود). ويوم الأحد الماضي، أقدم مسلح أفغاني يعتقد أنه ينتمي إلى الشرطة المحلية على قتل جنديين بريطانيين في إقليم هيلمند الواقع جنوب البلاد. وقد شكلت أعمال القتل التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع تصعيداً للهجمات لتي ينفذها جنود أفغان ضد زملائهم الدوليين هنا، كما أنها تتزامن مع غضب المسلمين عبر العالم من الفيلم المسيء للإسلام. غير أنه من غير المعروف ما إن كان قتل الجنود الأميركيين له علاقة بالفيديو المسيء للإسلام. ورغم ذلك، فإن الفيديو المسيء وقتل الجنود الأميركيين كان لهما تأثير مهم على عمليات الجيش الأميركي والجيش الأفغاني في بعض المناطق خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث أمر ضباط الناتو الكبار قادتهم الميدانيين بتقييم الأخطار وتحديد ما إن كان ينبغي إرجاء أوتقليص بعض المهمات بسبب مشاعر الغضب الأفغانية الأخيرة. توقف العمليات في "وارداك" كان من المقرر أن يدوم يومين فقط في البداية، ولكن القادة الأميركيين قرروا تمديده مباشرة بعد هجوم ليلي يوم الجمعة شنته "طالبان" على معسكر "باستيون"، وهو قاعدة بريطانية كبيرة في إقليم هيلمند، وذلك حتى يستطيع الجنود الأميركيون التركيز على أمن القاعدة الداخلي في حال شن هجمات مماثلة من قبل جنود أفغان. وقد أعلنت "طالبان" أن الهجوم الذي استهدف القاعدة البريطانية، التي تبعد مئات الأميال عن وارداك، جاء رداً على الفيديو المسيء، وكان يستهدف الأمير هاري، الذي يخدم ضمن قوات بلاده. وقد توفي جنديان أميركيان من قوات "المارينز" في هذا الهجوم، كما تم تدمير أكثر من 200 مليون دولار هي تكلفة الطائرات والمعدات وتجهيزات القاعدة. العقيد توماس كولينز، المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" أكد توقف بعض العمليات، ولكنه أوضح أن مثل هذه التعديلات أمر مألوف. وقال كولينز في بيان له: "إن الأحداث الأخيرة خارج أفغانستان وداخلها المرتبطة بفيديو "براءة المسلمين"، إضافة إلى تنفيذ جنود أفغان لهجمات، فرضا على جنود إيساف ضرورة توخي قدر أكبر من الحذر وإعادة النظر بعناية في كل الأنشطة وأشكال التفاعل مع السكان المحليين". وقد كان أحدث هجوم داخلي على الجنود الأميركيين من تنفيذ مجموعة من الأفغان الذين يرتدون بذلات الشرطة الوطنية الأفغانية - التي تعتبر مكوناً من مكونات قوات الأمن الأفغانية التي يبلغ تعدادها 352 ألف عضو. وقال جيلاني خان فراحي، وهو ضابط شرطة في إقليم زابول، إن القاتل عضو في تلك القوة وكان يعمل مع الجنود الأجانب في المنطقة. وقد قُتل القاتل في إطلاق نار عليه بينما فر خمسة من زملائه، يقول فراحي. غير أنه من غير المعروف ما إن كان الخمسة متورطين أيضاً في أعمال القتل. وفي بيان على موقع إلكتروني يوم لأحد، أعلنت "طالبان" عن مقتل أربعة أميركيين، وأثنت على "الأفغاني المجاهد" الذي نفذ الهجوم. ويذكر هنا أن "الناتو" والمسؤولين الأفغان بذلوا جهودا مكثفة مؤخراً من أجل تجنب الهجمات الداخلية، حيث يقول الأفغان إنهم يعملون على اجتثاث العناصر التي قد تنقلب على القوات الأجنبية والعناصر الموالية لـ"طالبان" التي قد تكون اخترقت صفوف الجيش الأفغاني، وذلك عبر تدقيق عمليات التحقق من هوياتهم وخلفياتهم. كما قاموا بزيادة عمليات محاربة التجسس في صفوف الجيش وأدخلوا دورات تدريبية للتثقيف حول الحساسيات الثقافية حتى يفهم الجنود الأفغان سلوك الجنود الغربيين بشكل أفضل. وتشير بعض التقديرات إلى أن أعضاء "طالبان" الذين ينجحون في اختراق الجيش الأفغاني مسؤولون عن 25 في المئة من الهجمات الداخلية، بينما تنسب البقية إلى أفغان يقومون بتصفية حسابات شخصية، إما ثأرا لما قد يعتبرونه إذلالاً أو تعبيراً عن رفضهم للوجود العسكري الدولي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©