الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيبولا حالة قاهرة

15 أكتوبر 2014 22:45
والمنتخبات الأفريقية تسابق الزمن للتخلص من عبء ثقيل رمت به التصفيات المؤهلة للنسخة الثلاثين لكأس أفريقيا للأمم التي أرادها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم دوناً عن كل المرات السابقة مضغوطة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة، رمى المغرب بحجر حرك المياه الراكدة، فجرت هادرة ومربكة سيول من التأويلات والتعليقات. أما الحجر فكان خبراً أذاعته وزارة الشباب والرياضة بالمغرب استناداً إلى وزارة الصحة يقول إن المغرب قدم رسمياً للاتحاد الأفريقي لكرة القدم طلب تأجيل النسخة الثلاثين لكأس أفريقيا للأمم، بسبب ما أكدته التحريات والمعطيات الدقيقة من أن وباء إيبولا الذي قضى على حياة 4000 شخص في القارة السمراء يمثل تهديداً حقيقياً للمونديال الأفريقي، وأضاف البلاغ أن المغرب لا يمكنه أبداً أن يساوم أو يزايد في حياة وأمن وصحة الأفراد، كانوا مغاربة أو أفارقة مهما كانت الإغراءات، لذلك تجد حكومة المغرب نفسها مدفوعة إلى رفع طلب التأجيل للهيئة الوصية على كرة القدم الأفريقية، انطلاقاً من مسؤولياتها الأخلاقية التي تضع سلامة الأفراد على رأس الأولويات. بالطبع ما كان الخبر ليفاجئ كل الذين علموا ذات وقت من أن وزارة الصحة المغربية التي تعتبر واحدة من حلقات تنظيم كأس أفريقيا للأمم، شكلت خلية علمية وجهتها أساساً إلى مباشرة البحث والتدقيق بتشاور مباشر وتعاون وثيق مع منظمة الصحة العالمية لرصد نسب الخطورة والمجازفة عند تنظيم حدث يفترض أن يتوافد على المغرب لمتابعته ما يزيد على نصف مليون أفريقي، وليس هناك جزم قطعي من أن منظمة الصحة العالمية توصلت إلى وقف استشراء الوباء الفتاك أو إلى ما يبيده بالكامل، وعلى ضوء التقارير المنجزة بمهنية عالية، أسس المغرب قراره القاضي بطلب التأجيل الذي وإنْ كان بلاغ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لم يرفضه ولم يصادق عليه، بحكم أنه قرر الرد عليه يوم الثاني من نوفمبر عندما تجتمع لجنته التنفيذية بالجزائر على هامش نهائي أبطال أفريقيا، إلا أنه يمثل أول حالة قد تكون مانعة أو مدعاة لتأجيل المونديال الأفريقي منذ انطلاقته سنة 1957 بالسودان. وهنا يقفز سؤالان: الأول كيف سيعامل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم طلب المغرب بالتأجيل؟ والثاني ما هي السيناريوهات المحتملة التي قد يلجأ لها الكاف؟. يقيناً أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي عدد من زيارات المعاينة للمغرب للوقوف على درجة الجاهزية، لن يذهب إلى ما ذهب إليه البعض من أن طلب التأجيل بتقديم تعليلات واهية ليس سوى شكل من أشكال التملص، فهو يدرك أن المغرب مهيأ فعلاً ليستضيف دورة استثنائية في تاريخ المونديال الأفريقي، وبالتالي هناك حاجة لمشاطرة المغرب قلقه إزاء درجة الخطورة الموجودة فعلاً، وإذا ما كان خيار التأجيل لا محيد عنه إنْ لم ينجح العالم في احتواء وباء إيبولا، فإن الاتحاد الإفريقي عليه أن يعترف بوجود حالة قاهرة ويمضي إلى دراسات الخيارات الممكنة بعد التصديق على طلب التأجيل، ومن هذه الخيارات أن تؤجل البطولة الأفريقية مبدئياً إلى شهر يونيو، تاركة هامشاً من الوقت لعلم مكافحة الأوبئة ليخلصنا من هذا الفيروس المميت، ومنها أن تلغى البطولة بالكامل ويعهد إلى المغرب تنظيم النسخة الثلاثين سنة 2017 بالنظر إلى أن الكاف لم يحسم بعد أمره بشأن الدولة التي ستحل بديلة لليبيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©