مع بداية الجولة السادسة لدوري الخليج العربي للمحترفين، والتي تقام غداً وبعد غد، لن يتم اتباع النظام «التقليدي» في مراقبة المباريات، ورصد مخالفات الأندية واللاعبين، خاصة استخدام الأوراق، والاعتماد على الرصد السماعي أو اللفظي للأحداث والمخالفات والوقائع المختلفة.
فقد قررت لجنة دوري المحترفين، إحداث نقلة جديدة في آلية العمل الاحترافي بدورينا، تضعها في المقدمة بين الدوريات المحترفة بالقارة الصفراء، وذلك عبر الظهور الأول لإدارة المباريات باستخدام الأجهزة اللوحية المربوطة بنظم إلكترونية وتطبيقات خاصة، بين مراقبي ومنسقي المباريات والمنسقين الإعلاميين، والإدارة التنفيذية للجنة.
وسيظهر لأول مرة في المدرجات وبأروقة المباريات، بداية من الجولة المقبلة الأجهزة اللوحية «التابليت»، لتكون هي وسيلة الرصد والعمل والتواصل بين عناصر الإدارة التنفيذية للجنة وبين مراقبي ومنسقي المباريات، في خطوة تعتبر هي الأولى على مستوى منطقة الخليج وقارة آسيا بشكل عام.
ووفق التوجه الجديد، ستدخل لجنة دوري المحترفين ضمن منظومة الحكومة الذكية، من حيث استخدام كل وسائل التكنولوجيا لتسهيل مهام العمل الخاصة بها.
وكثفت الإدارة التنفيذية للجنة دوري المحترفين، ورش العمل خلال الفترة الأخيرة مع جميع المراقبين، ومنسقي المباريات ومنسقي الإعلام من أجل اتباع الطرق «التكنولوجية» عبر الأجهزة اللوحية في تسجيل كل البنود الخاصة بالتنظيم، بالإضافة لمعايير ضبط الجودة.
وتهدف هذه الخطوة للوقوف بالصوت والصورة، على التزام الأندية بمعايير التنظيم، وآليات تسهيل مهمة الجماهير بهدف جذبها للمدرجات، خاصة فيما يتعلق بضمان تخصيص مطاعم مرخصة ووجبات نظيفة، وكل سبل الراحة للجماهير في المدرجات والالتزام بالتصنيفات الخاصة.
ويعتبر هذا التوجه هو الأول من نوعه بين الدوريات المحترفة على مستوى القارة الصفراء، وهو ما يعني ريادة لجنة دوري المحترفين الإماراتية، في إعداد تقارير المباريات وتطبيق ضبط الجودة، ورصد المخالفات وفق أسلوب تكنولوجي، عبر الأجهزة اللوحية المرتبطة بنظام موحد مع الإدارة التنفيذية، للجنة دوري المحترفين ومختلف اللجان العاملة.
وتتجه النية لعرض «التجربة الإماراتية» الرائدة على أعضاء لجنة الاحتراف بالاتحاد الآسيوي خلال ورشة العمل التي ينتظر أن تجمع الدوريات المحترفة في نوفمبر المقبل بمقر الاتحاد القاري في كوالالمبور.
وستعرض الإدارة التنفيذية للجنة، على الأعضاء إمكانية تبادل الخبرات في هذا المجال، ويتوقع أن يتم تعميم التجربة من قبل الاتحاد القاري، على أن يتم تطبيقها في مباريات دوري الأبطال في نسخته المقبلة.
ووفق «التجربة الإماراتية» الجديدة، يتم تنزيل جميع المعلومات والبيانات والصور الخاصة بكل ناد على التطبيق الخاص بكل شخص، ما بين المراقب، ومنسق المباراة ومراقب آخر ليوم المباراة، وهو الشخص المسؤول عن متابعة التزام الأندية بمعايير الاحتراف وبأقصى درجات الجودة في التنظيم، فضلاً عن المنسق الإعلامي، الذي يكون له دوره في التعاطي مع وسائل الإعلام وطرفي المباراة قبل وخلال وبعد المباريات.
ويقوم المراقب الذي يحمل الجهاز اللوحي بمراجعة كل ركن من أركان ملعب المباراة، ومضاهاة الواقع بالصور التي لديه، وفي حالة ضبط أي مخالفات يتم تسجيلها ورفعها فوراً على النظام، ومن ثم يتم الانتهاء من جميع الملاحظات والمعلومات الدقيقة المطلوبة في التقرير لرفعها بعد دقائق من نهاية المباراة، بما يسهل عملية اتخاذ القرار أو فرض الغرامات والعقوبات.
كما ستتيح هذه الآلية لمراقبي المباريات تسجيل وتصوير أي مخالفات تحدث في المدرجات، أو في ملعب المباراة، خاصة عند وقوع أي أحداث شغب من أي نوع.
فيما تجري لجنة دوري المحترفين محاولات لإشراك طاقم التحكيم في النظام الجديد، عبر إنشاء تطبيق يتعلق بتقارير قضاة الملاعب، بحيث يتم الانتهاء من رفع التقرير وتسليمه للجنة أيضاً خلال دقائق من نهاية المباراة، بحيث يخرج الجميع من الملعب بعد كتابة جميع التقارير الخاصة بالحدث ككل.
من جانبه، أبدى سهيل العريفي المدير التنفيذي للجنة دوري المحترفين، ثقته في أن يجعل النظام الجديد، العمل الإداري في اللجنة يتم بأسرع الطرق، وأكثرها دقة وشفافية، مشيراً إلى أن النظام الجديد سيتيح أمام جميع المراقبين سهولة ضبط المخالفات وأيضاً سهولة تسجيل التزام الأندية بمعايير الاحتراف المفروضة، خاصة في تنظيم المباريات وفق وسائل ضبط الجودة، وبشكل يعتمد على الصورة والمعلومة دون أي شيء آخر.
وعن تطبيق النظام الجديد من الجولة السادسة التي تنطلق غداً، قال «كنا ننتظر الانتهاء من تدريب كل العناصر التي تعمل في تنظيم المباريات على الطريقة الجديدة في العمل، وكانت آخر ورشة عمل لمراقبي المباريات أمس في العاصمة أبوظبي».
وعن موقف اللجنة من قضاة الملاعب، وما إذا كان النظام الجديد في إعداد التقارير والصور والمخالفات الخاصة بكل مباراة سيشملهم، قال: «سيكون هناك تواصل قريب مع لجنة الحكام، من أجل البدء في إشراك الأطقم التحكيمية ومراقب الحكام والحكم الرابع في الطريقة الجديدة لإعداد التقارير ورفع الملاحظات على النظام الإلكتروني، الذي يربط جميع المباريات بالإدارة التنفيذية للجنة، ومن ثم جميع اللجان ذات العلاقة سواء لجنة فنية أو غيرها».
وفيما يتعلق بجدوى هذا النظام، الذي لم يتم تطبيقه في أي دوري محترف، بما فيه الدوري الياباني قال: «هذا النظام الجديد يساعد في سرعة رفع البيانات الخاصة بكل ناد، وكل مباراة، وهو ما يسهم في توفير الوقت، فضلا عن التأكد من صدق وصحة كل معلومة، وكل قرار يصدر بشأنها، خاصة وأن هناك نظام غرامات على المخالفات، ومن ثم يتم إلحاق الصور بالغرامات أمام جميع الأندية، والتي سيتم ربطها بنفس النظام لتطلع على كل مخالفاتها أولاً بأول، بهدف تلافيها وتعديلها وعدم الوقوع في نفس الأخطاء مستقبلًا».
وعن مدى تفرد الإدارة التنفيذية للجنة دوري المحترفين بهذا المقترح الجديد قال العريفي: «هي المرة الأولى التي يتم استخدام أجهزة لوحية لرصد وتسجيل كل ما يتعلق بالمباريات من خلال المراقبين العاملين فيها ما بين مراقب إداري وإعلامي وخلافه، ونحن فخورون بذلك وبأن نواكب العصر من حيث إدارة العملية الاحترافية، وعدم الاعتماد على الورق، واستخدام الأجهزة اللوحية للتواصل فيما بين الجميع».
وأضاف: «سنعرض تجربتنا في ورشة عمل الدوريات المحترفة نوفمبر المقبل، ونقوم بشرح آلية العمل وفق الأجهزة اللوحية في مراقبة المباريات ومتابعة التزام الأندية بمعايير الاحتراف ونظم الجودة في التنظيم، وهو ما يعكس حرص اللجنة والقائمين على الاحتراف في دولة الإمارات على الوصول بمعايير الاحتراف لأعلى درجات الكفاءة والتطور الإداري».
وأكد العريفي على أن اللجنة ليس لديها مانع في نقل تجربتها في استخدام الأجهزة اللوحية لمراقبة المباريات وإدارتها ورصد المخالفات الخاصة بها وربط الأندية بالنظام الجديد إلى الدوريات المحترفة في القارة من خلال الاتحاد الآسيوي، وقال: «علاقتنا قوية للغاية بالاتحاد الآسيوي، ونحن نعمل معاً من أجل الارتقاء بمنظومة الاحتراف الإماراتية، ونرحب بأي فرص للتعاون بيننا، وسنحرص على نقل تجربتنا للاتحاد الآسيوي، ومن ثم لبقية الدوريات الأخرى على مستوى القارة، وسنكون فخورين بذلك».
وتابع «نحن الآن ضمن الروابط الأولى في الاحتراف على مستوى آسيا، حيث أصبحنا في تصنيف متقدم للغاية، من بين أوائل الروابط المحترفة في القارة، التي تطبق معايير الاحتراف بصرامة، ومن حيث منظومة العمل الإداري الداخلي، وآلية عمل الإدارة التنفيذية بها، وذلك وفق توجهات المكتب التنفيذي، الذي يعمل لوضع منظومة الاحتراف الإماراتي في القمة دائماً».
عدد اليوم
