انتهت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) من تنفيذ نحو50% من مشروع إنشاء المركز المتكامل للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد بمدينة محمد بن زايد في أبوظبي، ومن المتوقع اكتماله في يوليو المقبل، بحسب سيف فاضل الهاملي المدير التنفيذي للمنشآت والبناء في شركة أبوظبي للخدمات الصحية”صحة”.
وقال الهاملي في تصريحات لـ”الاتحاد” إن مشروع “مركز نيو إنجلاند - أبوظبي “ يقام على مساحة 13 ألف متر مربع ومكون من مبنيين “إداري” ومبنى “تعليمي”، ويتضمن 16 صفاً تستوعب 100 طالب، ومكون من 4 أجنحة، وكل جناح يضم 6 غرف، بالإضافة إلى حدائق مزودة بالألعاب، ومكتبة وحوض سباحة، وغرف مخصصة للمشرفين داخل المبنى السكني.
وأضاف أنه يتم تخصيص مدرس لكل طفل أو أكثر من مدرس بشكل عام وذلك بحسب احتياجات الأطفال الذين قد يحتاج بعضهم لأكثر من متخصص في مراكز التوحد، مشيرا إلى أن الطلاب موزعون حاليا على ثلاث فيلات، وعقب الانتهاء من تنفيذ المشروع سيتم دمجهم داخل المركز.
وتابع “تقوم شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” بتنفيذ أعمال إنشاء مركز نيو إنجلاند - أبوظبي منذ أكتوبر الماضي، وفقاً للجدول الزمني المحدد لتشغيل سوف يكتمل المشروع في نهاية يوليو 2012». وقال إنه يجري بناء المركز وفق أحدث المواصفات العالمية في مدينة محمد بن زايد، حيث سيوفر هذا المقر الدائم مدرسة لـ 100 طفل. مشيرا إلى أنه تم نقل تبعية مركز نيو إنجلاد للأطفال-أبوظبي لمجلس أبوظبي للتعليم في يناير الماضي.
ويشمل المشروع 3 مستويات لمواقف السيارات لاستيعاب 200 سيارة .ويضم المبنى التعليمي الإدارة التعليمية والفصول الدراسية وصالة للألعاب الرياضية، ومكتبة لدعم المعلمين، ومسبح داخلي يقع في الطابق العلوي وبعض المطاعم والأنشطة للاستجمام. بالإضافة إلى مبنى سكني يتألف من طابقين، وأيضا ملعب رياضي.
وأوضح أنه تم تصميم المركز بأسلوب عصري وفقاً لأعلى المعايير الصحية العالمية من حيث التخطيط الطبي للمبنى والمساحات الداخلية وحركة الأطفال، من قبل استشاريين دوليين.
ويجري مركز نيو إنجلاند - أبوظبي أبحاثاً تطبيقية حول أفضل الممارسات في علاج التوحد، حيث تهدف هذه المشاريع البحثية في المركز إلى تحسين فعالية البرامج العلاجية، وتعليم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحد المهارات اللازمة للتصرف باستقلالية وفعالية باستخدام مبادئ تحليل السلوك التطبيقي بالإضافة إلى تعليمات فردية مكثفة يتم تزويدها بطريقة أكاديمية وبلغة اجتماعية وعبر المهارات والهوايات والمساعدة الذاتية.
وسيتم تجهيز المركز بأحدث المعدات والأجهزة المتقدمة إلى جانب تطبيق برامج متطورة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد، حيث يأتي إنشاؤه في إطار استراتيجية “صحة” للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لمختلف فئات المجتمع.
ونوه إلى أن الإحصائيات عالمياً بينت أن من بين كل 250 مولوداً يوجد مصاب بالتوحد، مشيرا إلى تزايد الأعداد المكتشفة من هذه الحالات.
ويعتبر التوحد أحد الاضطرابات التي تؤثر في سلوكيات الطفــل، حيث لا يستفيد الأطفــال المصابون بالتوحد من البيئة المحيطة بهم كما يفعل أقرانهم من ذوي النمو المعتاد، ما يؤدي إلى وجود خلل في نمو الطفل، ويعاني معظم هؤلاء الأطفال من مشكلات لغوية، واضطرابات في السلوك الاجتماعي، كما يقومون بسلوكيات نمطية متكررة أو غير معتادة، وحينما تتوافر لهؤلاء الأطفال بيئة تعليمية متناسقة ومنظمة تعمل على إشراكهم بشكل فعال في الأنشطة التعليمية، يتمكن معظمهم من تطوير قدراتهم التعليمية.
وبالإضافة إلى تقديم خدمات العلاج المباشرة للأطفال المصابين بالتوحد، يقدم مركز نيو إنجلاند للأطفال خدمات عديدة أخرى مشابهة لتلك التي يقدمها مقره الرئيس في الولايات المتحدة، والتي تشمل التقييم والتدخل المبكر للأطفال لتعزيز أفضل النتائج، وضع برامج لمرحلة ما قبل المدرسة، وتوفير خدمات رعاية إيوائية للحالات الشديدة. كما يوفر خدمات لدعم أهالي الأطفال المصابين بالتوحد، وبرامج للتدريب والتطوير المهني، وبرامج للبحث العلمي للوصول إلى أفضل الممارسات الإكلينيكية في عملية تعليم وعلاج الأطفال المصابين بالتوحد.
ويضم مركز نيو إنجلاند للأطفال مجموعة من المتخصصين القادمين من مقره الرئيسي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى متخصصين يتحدثون اللغة العربية من منطقة الخليج. وعلى الرغم من أن معظم الدراسة باللغة الإنجليزية، فإن البرنامج يوفر دروساً باللغة العربية، والتهيئة الثقافية للأطفال، وبطريقة مناسبة لنموهم.
ويستهــدف مركز نيو إنجلانــد للأطفال-أبو ظبي، إلى جانب مهامه التعليميــة والعلاجية، نشر الوعي بالتوحد، وتقديم برامج التدريب والتطوير المهني للجهات الأخرى الراغبة في الحصول على أفضل طرق العلاج المتوافرة.
عدد اليوم
