أكد عمر أنجارو رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين، خلال ورشة العمل التي نظمها اتحاد الكرة أمس الأول، أن لوائح “الفيفا” تمنع إلزام اللاعب الهاوي توقيع أول عقد له بعد سن الـ 18 عاماً، مع ناديه الأصلي، مشيراً إلى أن اللاعبين الذين لا يملكون عقوداً لهم حرية الانتقال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال منعهم من الانتقال، إلا إذا تعارض ذلك مع فترات القيد والتسجيل فقط.
وأضاف أن الاتحادات المحلية مطالبة بالإلتزام تطبيق هذه اللائحة الإلزامية، لأنها قوانين دولية يسعى الاتحاد الدولي إلى تطبقها في أنحاء العالم، لأنها المرجع في أي قضية، خاصة عندما تكون عملية الانتقال بين الاتحادات الأهلية من دولة إلى أخرى.
وأكد أنجارو أن اللاعبين القصر يحق لهم الانتقال محلياً أو خارجياً، إلا أن الاتحادات الأهلية بإمكانها فرض ضوابط دقيقة للانتقال، حتى تحمي اللاعبين من الاستغلال، وتساعد الأندية في الوقت نفسه على الاستقرار والحفاظ على لاعبيها، وأن تحديد عمر القصر قد يختلف من دولة إلى أخرى بناء على القانون المدني المتبع داخل كل دولة.
وحظيت الورشة التي شارك فيها عدد كبير من ممثلي الأندية، بالإضافة الى حضور يوسف عبد الله الأمين العام للاتحاد، وناصر اليماحي رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين، بمشاركة إيجابية، وطرح مواضيع مهمة، شغلت الشارع الرياضي، خلال الفترة الماضية، نظراً لتأثيرها الكبير على واقع التجربة الاحترافية بالدولة.
وتفاعل ممثل “الفيفا” مع المداخلات، وأجاب على مختلف التساؤلات، مما أزال الكثير من اللبس والغموض لدى ممثلي الأندية، وساهم في توضيح الرؤية بالنسبة لاتحاد الكرة، قبل إعادة تعديل اللوائح وصياغة بنود جديدة تكون أساس العمل في الفترة المقبلة.
وتركزت أبرز مداخلات الأندية، حول كيفية تفادي تطبيق المادتين الإلزاميتين لـ”الفيفا”، بخصوص حرية انتقال اللاعبين القصر، بالإضافة إلى عدم إلزام اللاعب الذي يتجاوز الـ18 عاماً بالتوقيع لناديه.
ورأت الأندية أن توجه “الفيفا” قد لا يخدم مصلحة بعض الدول التي تعاني صغر قاعدة الممارسين للعبة مثل الإمارات، حيث يحدث قانون السماح بانتقال اللاعبين القصر الذين لا يملكون عقوداً مع أنديتهم نوعاً من الإرباك في البناء، والاهتمام بالمراحل السنية.
كما طالب ممثلو الإندية بإيجاد استثناءات بخصوص أول عقد يوقعه اللاعب الهاوي، تفادياً لاستقطاب الأندية الغنية للمواهب الصاعدة، وتكدس اللاعبين في صفوفها، مقابل عدم قدرة بقية الأندية على الاحتفاظ بلاعبيها والمنافسة في المسابقات.
ونصح عمر أنجارو خلال ورشة العمل الأندية بالتقيد بلوائح “الفيفا” لأنها تجنبها العديد من المشاكل، خاصة عندما تكون القضايا مع اتحادات أخرى.
وأكد أن الاتحادات الأهلية من حقها إيجاد بعض الضوابط الدقيقة التي تنظم عملية الانتقال، بما يشكل ضماناً كافياً للفرق، مثل الزيادة في عائدات بدل التدريب، والتي تكافئ النادي الذي أعد اللاعب، وفي الوقت نفسه تكلف النادي الثاني المستفيد مبالغ كبيرة.
وقال أنجارو أيضاً أن عدم الالتزام بلوائح “الفيفا” الإلزامية في نظام الانتقالات، لا يعرض الاتحاد المعني إلى العقوبة، وإنما يتسبب له في مشكلات على مستوى التطبيق، خاصة إذا تم اللجوء إلى الاتحاد الدولي في بعض القضايا.
وشدد على أن بعض اللاعبين يلجأون إلى أسلوب غير مباشر في الانتقالات، مثل التعاقد مع نادٍ خارج الدولة ثم العودة إلى نادٍ آخر يرغب في الانتقال إليه من دون أن يكون للاتحاد المحلي القدرة على إيقاف هذه العملية الانتقالية.
ومن ناحيته أشار ناصر اليماحي رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين إلى أن ورشة العمل التي حاضر فيها عمر أنجارو ممثل “الفيفا”، وضحت الكثير من النقاط الغامضة في لوائح “الفيفا”، والتي تخص بالتحديد انتقال اللاعب بعد سن 18 عاماً.
وأضاف أن لوائح الاتحاد الدولي أكدت حرية انتقال اللاعبين، وعدم إجبار أي لاعب على التوقيع لناديه الأصلي بعد سن الـ18 عاماً، مما يفرض على الاتحاد الجلوس مع الأندية، والبحث عن ضوابط جديدة ترفع من سقف بدل التعويض عن التدريب، حتى تحصل الاندية على عوائد مرتفعة من انتقال لاعبيها.
وقال إن قانون حرية انتقال اللاعبين القصر تحتاج بدورها إلى ضوابط صارمة لحماية لاعبينا الصغار من أي استغلال.
وأكد اليماحي أن لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين ستعقد اجتماعاً مع الأندية لبحث توصيات الورشة، خاصة أن عدم الالتزام بهاتين المادتين في لوائحنا المحلية لا يعرض الاتحاد الإماراتي إلى العقوبة من قبل “الفيفا”، مما يستدعي المزيد من البحث والنقاش مع الأندية لإيجاد اللوائح الأنسب لكرتنا.
تمرد اللاعب
وانتقد خالد عوض مدير الإعلام والاتصال الخارجي بنادي الوحدة اللوائح التي فرضها الاحتراف على كرة الامارات والنتائج السلبية التي برزت في الفترة الأخيرة بسبب التطور الحادث في اللعبة.
وقال إن اللوائح زادت من تمرد اللاعب على ناديه لأن منحه حرية الانتقال بعد الـ18 عاماً، يتسبب في خسارة كبيرة للفريق، خاصة أن العائد المادي، وحتى إن تم الرفع في قيمته لا يمكن أن يغطي الخسارة الفنية التي يتكبدها النادي بعد السنوات الطويلة التي بذلها في سبيل البناء والإعداد.
وأشار أيضاً إلى أن الأندية التي عرفت باهتمامها بالمراحل السنية، وأوجدت أكاديميات داخل أسوارها لإعداد اللاعبين تتضرر من هذه اللوائح التي تكون نتائجها سلبية.
وطالب خالد عوض بضرورة تقييم الوضع بجدية وبدقة انطلاقاً من الظروف التي نعيشها في كرتنا، وخصائص اللعبة بالدولة، قبل التفكير في التقيد بلوائح “الفيفا” كافة، والتي يمكن أن يتسبب بعضها في نتائج عكسية.
كما أوضح أيضاً أن عدم التزام العديد من دول العالم بلوائح “الفيفا” الإلزامية يؤكد أهمية تفعيل دور الاتحاد المحلية في إيجاد اللوائح المناسبة لواقعه.
ورشة سقف الرواتب اليوم
من ناحية أخرى تقيم لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين في الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم، ورشة عمل لسقف رواتب اللاعبين المواطنين، بمقر اتحاد الكرة في دبي، وبمشاركة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية ولجنة دوري المحترفين.
ويشارك في الورشة جيمس جونسون مسؤول إدارة الاتحادات الوطنية الأعضاء بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ودورين تود نائب رئيس الدوري الأميركي للمحترفين وكيريغ كيرلي من الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، بالإضافة إلى المعنيين باتحاد الكرة.
عدد اليوم
