الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محيط خلف بحيرة

25 سبتمبر 2013 20:29
“مختارات من قصائد جلال الدين الروميّ” عنوان كتاب الرومي المترجم العراقيّ تحسين عبدالجبار إسماعيل (إصدار “دبي الثقافية” بصفحاته الـ138 من القطع المتوسط، الذي تضمن مقدمة عن الرومي ومقدمة موسيقية، ثم انتقى المترجم 89 قصيدة من أشعار جلال الدين الروميّ. تدور أغلب القصائد في رحاب الصوفية التي عُدّ الرومي أبرز شعرائها. وأشار المترجم في المقدمة إلى أنّ الشاعر جلال الدين بهاء الدين الروميّ من أروع شعراء الصوفية، فقد عبّر بقصائده عن شفافية الثقافة الإسلامية ونجحت أشعاره وكتاباته في تأسيس أهم مظاهر الصوفية في عالمنا الإسلامي، فاعتبر بحقّ الشاعر الصوفي الأول. وأضاف أنّ الصوفية تهدف إلى تبسيط الرسالة التي يحرص الدين الإسلامي على توصيلها عن طريق إشاعة وتعزيز مشاعر الحُبّ والعلاقة القوية الدائمة التي تربط بين المُحِب وبين الله الحبيب الأول والأخير، بعيداً عن مظاهر القوة والعُنف والغضب والعقاب والانتقام. ثم جاء تحت عنوان “الروميّ” ترجمة لسيرة وحياة الشاعر، المولود في “بلخ” الواقعة فيما كان يُعرف آنذاك بإقليم “خراسان”، أفغانستان الحالية في 30 سبتمبر 1207م، موضحاً لجوانب من حياته وتنقلاته، فضلاً عن مقابلته للشاعر الإيراني الصوفي “عطار” صاحب ديوان “لقاء الطيور” وحين لقائهما قال عطار للروميّ: سيفتح هذا الولد بوابّة في قلب الحُب وسوف ينير شُعلة في قلوب كلّ مُحبي الصوفية. وأشار إسماعيل إلى أنّ آخر رحلات الرومي هي الرحلة التي قام بها إلى الشام، وهناك قابل ابن عربي الفيلسوف الصوفيّ وأشهر عالم في عصره بما وراء الطبيعة. وتذهب الحكاية إلى أنّ ابن عربيّ حين رأى الروميّ لأوّل وهلة يسير خلف والده قال مُتعجباً “المجدُ لله، إنّني أشاهد مُحيطاً يسير خلف بحيرة”. جاءت عنوانات القصائد المُختارة: “مقدمة موسيقية، أغنية القصب، موسيقا في الذاكرة، الحب في الغياب، قران العقول الصادقة، النوم والنسيان، الحزن على الموتى،...”، وفي أولى القصائد “مقدمة موسيقية للشاعر جلال الدين الرومي، يقول في مطلعها: “ينير ضياء السماء أعماق قلوبنا عند البحر الساكن الذي لا شاطئ له. أوّاه... كم هُم سعداء أولئك الذين يتخلصون من الأغلال التي ترسخ بها حياتهم. العيون العمياء المفتونة بما هو جميل بدأت مؤخراً تلعن إغرائها المُميت. إنّ رغبتنا وجهلنا وغرورنا الشرير تحطم تناغم الجزء والكل، وبرغبات جامحة نلتمس عبثاً خيالاً لروح أبديّة. الحب وحده قادر على قتل ما يبدو أنّه ميت وإنّ أفعى العاطفة المكبوتة هي وحدها الحب...”. أما قصيدة “أغنية القصب” فيقول فيها الروميّ: “الإصغاء لهذا القصب عسير حتى عندما ينتزع مِن مكمنه فإنّه يتنفس بجهد عظيم يثير عواطف الحب والألم. لا أحد يستطيع معرفة سِرّ أغنيتي أوحله رغم وضوحها. آهٍ لصديق أن يفهم الإشارة فيمزج روحه مع روحي...”. بينما جاءت قصيدته “المتصوفون يعرفون” بقوله: “الحكمة هي الجَمَل الشارد والمؤمن الصادق يعرف ذلك عن يقين وحتى يجد نفسه معها وجهاً لوجه فلن يراوده بشأنها شكّ ولا يمكن أن يخطئ إن قلت لامرئ عطشان هذا كأس ماء فاشرب فهل يعقل أن يرد عليك ويقول “هذه بركة إليك عنّي أيّها الكاذب واتركني؟”. ومن قصائد الديوان الأخرى: غافلون عن الدنيا، المؤمنون روح واحدة، سلّم إلى السماء، الصوفي الحقيقيّ، لا ربح دون مغامرة، المخيض الروحي، وقصيدة طيور سليمان، التي يشير فيها إلى النبي سليمان عليه السلام وحديثه مع الطيور. ومن عناوين القصائد الأخرى المختارة: الإدراك الروحي، الحب والخوف، الروح الصاعدة، الطريقة السلبية، الغرض من خلق العالم، العناية الإلهية، السببية، المصنع الديني، الحس والتفكير، التقاليد والحدس، روح الكون، عالم الوقت، الحقيقة والظهور، شهود الله، التقشف والمعرفة الروحية، الرجل الكامل، قبر الصوفيّ، وجدة الروح، رجل الكون، والحب الكوني. وبسبب ذلك القرار المُتخَذ مُسبقاً فإنّ كلّ مَن في العالم مُقترن بِمَن يألف...”. وجاءت القصائد الأخرى المختارة في الكتاب بالعناوين الآتية: الله والطبيعة، اختلافات الوهم، سحر الحب، الظاهرة مدخل للحقيقة، خيال شجرة الكُمثرى، الفنان الرائع، الحاجة للضد، نسبية الشرّ، البراءة في الأشياء الشريرة، القوة غير المرئية، الحب والمنطق، التعصب الديني، عدم المعرفة، الحياة الأبدية، المنزلة الواحدة، النزاع الطائفي، العجز، روح العالِم، السموّ الروحي إلى السماء، وآخر القصائد هي “المنزلة الموحدة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©