الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاجئون في الأردن والحرب على «داعش»

15 أكتوبر 2014 00:06
ويليام بوث وتايلور لوك عمان يراقب اللاجئون العراقيون والسوريون الذين جاؤوا إلى الأردن، بحثاً عن ملاذ آمن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» بمزيج من الأمل والتوجس، فهم يحذوهم الأمل في أن تقود الضربات الجوية المتلاحقة على معاقل التنظيم في بلديهما إلى طرد المتطرفين، لكنهم أيضاً يخشون من أن عمليات القصف تلك قد تخلق المزيد من الفوضى، فحسب الإحصاءات وصل عدد اللاجئين العراقيين والسوريين في الأردن إلى أكثر من 1.7 مليون نسمة لتصبح الأردن بذلك أكبر بلد مستضيف للاجئين في العالم، بحيث يتوزع هؤلاء بين الفلل الفخمة في العاصمة عمّان، ومخيمات اللاجئين المتواضعة في شمال البلاد. ومن بين اللاجئين يوجد الآلاف من الجنود السابقين والمتمردين الحاليين، من ضمنهم قادة بارزون في تنظيم «داعش»، وضباط كبار في الجيش العراقي السابق الذين يدركون جيداً محدودية الضربات الجوية في حسم الحروب، بعدما خبروا أنفسهم القصف الجوي المكثف في 1991 و2003، ومن بين العسكريين أيضاً الذين يتخذون من الأردن قاعدة لعملياتهم هناك قادة بارزون في «الجيش السوري الحر»، الذين قاتلوا النظام إلى جانب التنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى جنرالات سابقين في الجيش العراقي حاربوا أميركا لدى غزوها العراق، ثم عادوا ليتحالفوا معها ضد «القاعدة» في إطار ما سمي بالصحوات السنية، وفيما تحرك هؤلاء اللاجئين العسكريين في الأردن مصالح خاصة لمراقبة ما ستؤول إليه الأوضاع بعد الضربات الجوية على العراق وسوريا، إلا أنهم يعكسون في الوقت نفسه شكوكاً متصاعدة وتحفظات عميقة لدى أوروبا والمنطقة. فقد اشتكى العراقيون والسوريون المقيمون في الأردن من الحملة الجوية الأميركية باعتبارها حرباً غير معلنة ضد بلديهما جاءت دون أهداف واضحة، ولم تستشر من يعتبرونه قوى أساسية تضمن نجاح العملية، في إشارة إلى ما يمثلونه من قيادة عسكرية في الخارج، وهم يخشون من أنه بدلاً من تدمير «داعش» قد تؤدي الحملة العسكرية المكثفة على البلدين إلى تأجيج المشاعر الطائفية وفرز السكان مذهبياً. وفي الحوارات التي أُجريت مع سوريين خلال الشهر الجاري في الأردن اتفقوا أن القصف الجوي الذي يستهدف «داعش» يصب في مصلحة النظام في دمشق لأنه يمنح القوات النظامية فسحة من الوقت لإعادة تجميع نفسها التمدد في مناطق أخرى، فيما حذر العراقيون من أن حرباً أهلية قد تندلع في البلاد إذا لم يُستجب لمطالب الأقلية السنية، وبرغم تأييد الشخصيات العراقية والسورية بالبارزة في الأردن لهدف القضاء على «داعش» وتخليص بلديهما من غلوها، إلا أن تطلعاتهم تبقى أكثر طموحاً، ولا تقف عند محاربة «داعش»، باعتباره الغرض الأساسي الذي حدده البيت الأبيض لإطلاق الحملة الجوية، فما يركز عليه السوريون هو الحصول على مساعدة أميركية عاجلة لإسقاط الأسد، وذلك ما كانوا يطالبون به منذ أكثر من عامين بإصرارهم على إقامة منطقة حظر طيران، وأسلحة ثقيلة ومتطورة، مثل المدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف القادرة على مواجهة قوات الأسد. هذا المطلب عبر عنه أسد الزغبي، اللواء السابق في الجيش النظامي السوري وأحد قادة الجيش السوري الحر، قائلاً «هناك حديث عن دعم وشيك للجيش الحر، لكننا لم نرَ شيئاً»، مضيفاً أن «الأمور أكثر سوءاً مما كانت عليه قبل 18 شهراً عندما بدأت الوعود الأميركية بالمساعدة»، ويضيف قادة الجيش السوري في الأردن أن الحديث الأخير عن تدريب قوات من «الجيش الحر» في السعودية ليس سوى تكتيك جديد لتأخير الدعم الفعلي، والسبب يرجع حسب هؤلاء إلى عدم ثقة الأميركيين في «الجيش السوري الحر»، بعد المخاوف التي عبر عنها كل من البيت الأبيض و«البنتاجون» من وصول الأسلحة المتقدمة إلى «داعش»، سواء من خلال خسارتها في المعركة، أو ببيعها إلى عناصر مشبوهة، لكن عبد الله ساري، العميد السابق في القوات الجوية السورية الذي انشق وأصبح قائداً في الجيش السوري الحر، يقول «لا نحتاج لتدريب، ما نحتاجه فعلا هو السلاح ثم السلاح»، بل يذهب العميد السابق في الجيش السوري بعيداً في اتهامه للأميركيين، بالتعاون مع نظام الأسد لمحاربة «داعش»، وهي فكرة التي يتقاسمها عدد من الناس في الأردن مثل سامح المعايطة، المتحدث السابق باسم الحكومة الأردنية ورئيس تحرير جريدة الرأي الأردنية الذي يؤكد أن «النظام السوري والتحالف الذي يضرب الإرهاب يتعاونان معاً في سوريا»، معبراً عن خوفه من «أن الشعب السوري قد يصل إلى نقطة يعتقد معها أن الغرب يستهدف الإسلام لتتحول الثورة إلى حرب أهلية». أما العراقيون المقيمون في الأردن، والذين يتشكلون في غالبيتهم من السُنة، فلديهم مطالب أخرى، فهم لا يختلفون على ضرورة طرد «داعش» من مناطقهم في العراق، لكنهم أيضاً يريدون من أميركا مساعدتهم على استعادة السلطة التي فقدوها، وهو ما يعبر عنه لواء سابق في جيش صدام حسين يتنقل بين الأردن والعراق، رفض الإفصاح عن اسمه، قائلاً «إذا أراد الأميركيون التحرك بسرعة فعليهم السماح لنا بالعودة وإعادة بناء قوتنا، فنحن لدينا عشرات الآلاف من الرجال يمكنهم حمل السلاح، ولدينا أيضاً المئات من الضباط»، ومن الأفكار المطروحة حالياً والتي قد تستجيب لمطلب السنة تشكيل حرس وطني في المحافظات تشرف عليه قوات محلية بدل الجيش المركزي على أن تكون هذه القوات مسؤولة من المحافظ ،وتحت إشراف عام للحكومة في بغداد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©