الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين واليابان... نزاع حول جزر غير مأهولة

18 سبتمبر 2012
تشيكو هارلان طوكيو في نزاع محتدم بشكل متزايد على السيطرة على جزر صغيرة والمياه المحيطة بها، دخلت ست سفن صينية تقوم بدوريات بحرية المياه اليابانية يوم الجمعة الماضي. وقد طلبت قوات خفر السواحل اليابانية من السفن الرحيل؛ غير أن الصين تشدد على أن السفن لديها كل الحق في الإبحار هناك. المواجهة وقعت قرب مجموعة من الجزر الصخرية الصغيرة غير المسكونة التي قامت الحكومة المركزية اليابانية بشرائها مؤخراً، وهو ما أدى إلى تهديدات صينية بأن بكين ستعمل على زيادة وتكثيف إجراءات مراقبة المنطقة. وفي هذا الإطار، قالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، نقلاً عن تصريح حكومي، إن السفن أُرسلت إلى الجزر -التي تعرف باسم "سينكاكو" في اليابان، و"دياويو" في الصين- من أجل "فرض القانون والقيام بدوريات" و"إظهار حدود التراب الخاضع لسيادة الصين". وقد قامت اثنتان أو ثلاث من السفن الصينية بالانسحاب بسرعة من المياه الإقليمية اليابانية، التي تمتد على طول 12 ميلاً بحرياً من سواحل الجزر، مثلما ذكرت وسائل إعلام يابانية نقلاً عن قوات خفر السواحل اليابانية. هذا في حين رحلت السفن الأخرى بعد ساعات على ذلك، ولكن ليس قبل أن تعلن أنها توجد في المياه الإقليمية الصينية وتأمر قوات خفر السواحل اليابانية بالتراجع؛ حيث قالت سفينة صينية في اتصال عبر جهاز الراديو، حسبما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" نقلاً عن قوات خفر السواحل الصينية: "إن دياويو تراب صيني. هذه السفينة تقوم بعمليات قانونية. إننا ندعوكم إلى مغادرة هذه المياه فوراً". المواجهة، التي بدأت في الصباح الباكر وانتهت بعد الظهر، مثلت لحظة توتر بين أكبر اقتصادين في آسيا، ينظر كلاهما إلى الجزر باعتبارها رمزاً للفخر الوطني ويرغبان في المياه التي حولها نظراً لما تزخر به من أسماك وفيرة وموارد طبيعية. وبينما انسحبت السفن الواحدة تلو لأخرى، استدعت اليابان السفير الصيني للاحتجاج وعقد رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا اجتماعاً مع خلية أزمة بمكتبه. وكانت السفن الصينية قد دخلت المياه الخاضعة لسيطرة اليابان آخر مرة قبل شهرين، ولكن متحدثاً باسم الحكومة في طوكيو، وفي تنديد قوي على غير العادة، وصف توغل يوم الجمعة بأنه "غزو غير مسبوق للمياه اليابانية". ويوم السبت، احتج مئات الأشخاص أمام السفارة اليابانية في بكين، ورموا البناية التي تتخذها السفارة مقراً لها بأشياء مختلفة، في وقت كافحت فيه قوات الشرطة من أجل السيطرة على الوضع. والواقع أن النزاع بين الصين واليابان بدأ ينعكس منذ الآن على العلاقات بين شريكين تجاريين مهمين، فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة "نيسان" مؤخراً أن مبيعاتها في الصين تضررت بسبب التوترات الأخيرة. وفي هذه الأثناء، أخذت بعض وكالات السفر الموجودة في الصين تقوم بإلغاء رحلات سياحية إلى اليابان، كما تم إلغاء أو إرجاء أنشطة وفعاليات ثقافية في كلا البلدين كانت مقررة بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين واليابان. غير أن التوتر يخلق أيضاً وضعاً صعباً بالنسبة للولايات المتحدة، الملتزمة بالدفاع عن اليابان بحكم اتفاقية تم توقيعها بين واشنطن وطوكيو بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن بعض المسؤولين الأميركيين شددوا في مناسبات عديدة سابقة على أنهم يحرصون على التزام الحياد في النزاعات الترابية. وهذا الأسبوع، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اليابان والصين إلى "العمل معاً" من خلال الحوار. بيد أن بعض الخبراء الأمنيين يخشون أن تكون الصين واليابان أمام خطر نزاع مسلح بسبب زيادة وتكثيف إجراءاتهما الأمنية في منطقة الجزر، التي تمتد على شكل. سلسلة بين أوكيناوا وتايوان في بحر شرق الصين. والجدير بالذكر هنا أن جزر "سينكاكو" أو" دياويو" تخضع لسيطرة اليابان، ولكن الصين وجزيرة تايوان تطالبان بها وتدعيان السيادة عليها. وكانت الحكومة المركزية اليابانية، التي كانت تستأجر الجزر في السابق، قد عقدت صفقة شراء بقيمة 26?2 مليون دولار هذا الأسبوع مع مالك ياباني خاص. خطوة أثارت حفيظة بكين التي وصفت عملية الشراء بأنها تمثل "انتهاكاً سافراً" للسيادة الصينية. وبدورها، أفرجت الصين عن سلسلة من الإحداثيات البحرية، معلنة الحدود الدقيقة للمناطق المحيطة بجزر "سينكاكو" أو "دياويو"، التي تعتبرها جزءاً من أراضيها. وتمنح هذه الخطوة الصين أساساً قانونياً جديداً للتحرك ضد السفن اليابانية في المياه المتنازع عليها، كما يرى بعض الخبراء الأمنيين الصينيين. وفي هذا الإطار، قال "جين يونجمينج"، وهو خبير في الأمن البحري بأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية: "ليس من المستحيل أن يخرج الوضع عن نطاق السيطرة"، مضيفاً "من الممكن جداً أن تتصادم سفن صيد صينية مع سفن صيد يابانية، أو أن تتصادم سفن مراقبة صينية مع سفن مراقبة يابانية، أو أن تتصادم سفن تابعة للبحرية الصينية مع سفن تابعة للبحرية اليابانية. ونظرياً، عندما تدخل سفينة تابعة للبحرية اليابانية نطاق الـ12 ميلاً بحرياً لجزر دياويو، يكون لدى الصين حق الدفاع عن الذات". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©