الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما يلوح بالقوة لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط

أوباما يلوح بالقوة لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط
25 سبتمبر 2013 11:20
حدد الرئيس الاميركي باراك اوباما الخطوط العريضة لرؤية بلاده في التعامل مع 4 ملفات ساخنة هي سوريا وايران ومصر ومفاوضات السلام. وحذر في خطاب امام الدورة الـ68 للجمعية العامة للامم المتحدة التي بدأت اعمالها امس في نيويورك من “ان الولايات المتحدة تبقى مستعدة للجوء الى القوة عند الضرورة للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط التي لا يمكن التخلي عنها، ومواجهة الاعتداءات الخارجية على حلفائها وشركائها كما فعلت خلال حرب الخليج”. وبداية من سوريا، دعا أوباما الى صدور قرار حازم عن مجلس الامن حول ازالة الاسلحة الكيماوية، متوعدا بـ”عواقب” في حال لم يلتزم نظام الرئيس بشار الاسد بتعهداته، وقال “إن المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب حيال المأساة في سوريا، وان الاتفاق حول الاسلحة الكيماوية ينبغي أن يحرك جهدا دبلوماسيا اوسع لبلوغ اتفاق سياسي”، مقرا بهذا الصدد “بان العمل العسكري من داخل سوريا أو من جانب قوى خارجية لا يمكن أن يؤدي الى سلام دائم”. وقال أوباما “إنه لا يعتقد ان اميركا او اي بلد ينبغي ان يقرر الجهة التي ستحكم سوريا، وانما يعود للشعب السوري ان يقرر ذلك”، لكنه اضاف “ان رئيسا قتل مواطنيه وسمم اطفالا بالغاز حتى الموت (في اشارة الى الرئيس بشار الاسد)، لا يمكنه ان يكتسب مجددا الشرعية لقيادة بلاد منقسمة في شكل خطير”. مؤكدا أن الأدلة المتوافرة تشير إلى استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ومعتبرا أن الافتراض أن أي جهة أخرى غير النظام شنت الهجوم على غوطة دمشق في 21 اغسطس، يشكل اهانة للمنطق الانساني ولشرعية الامم المتحدة. وطالب الرئيس الاميركي روسيا وايران بالتخلي عن فكرة بقاء الأسد في الحكم، معتبرا “ان العودة في سوريا الى حالة ما قبل النزاع في مارس 2011.. وهم”. وقال “إن أميركا عملت على تبني المعارضة المعتدلة، لكن متطرفين بدأوا ينتشرون اليوم، وأرحّب بتأثير كلّ الدول القادرة على تحقيق حلّ سلمي للحرب الأهلية”. واشار من جهة ثانية الى تقديم 340 مليون دولار إضافية إلى سوريا. ودعا الرئيس الاميركي الى تجربة الطريق الدبلوماسية مع ايران رغم العقبات والصعوبات الهائلة، مرحبا ببيان رئيسها حسن روحاني التصالحي، ومجددا دعوتها الى القيام بـ”افعال” فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وأقر بـ”ان التاريخ الصعب والجذور العميقة من الخلافات بين اميركا وايران لا يمكن تجاوزه بين عشية وضحاها لان الشكوك عميقة جدا”، لكنه قال “إن اميركا تريد حل النزاع النووي سلميا، وانه متأكد انه في حال تم حل مسألة البرنامج النووي فان ذلك يمكن ان يفتح الباب امام علاقة مختلفة قائمة على المصالح والاحترام المتبادل”. وقال اوباما “إن بلاده تشجعت بانتخاب روحاني الذي تلقى تفويضا ليسلك طريقا اكثر اعتدالاً (في اشارة الى سلفه محمود احمدي نجاد الذي تميز بمواقفه المتطرفة)، وأضاف “بما ان روحاني التزم التوصل الى اتفاق، طلبت من وزير الخارجية جون كيري إدارة هذه الآلية مع الحكومة الإيرانية بتعاون وثيق مع الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين”. الا أن أوباما شدد ايضا على أن الولايات المتحدة واذا كانت تفضل خيار الطريق الدبلوماسية فانها تبقى مصممة على منع تطوير سلاح نووي ايراني، وقال “نحن لا نسعى الى تغيير النظام ونحترم حقوق الايرانيين في الوصول الى طاقة نووية سلمية، وهذه القناعات تتلاقى مع التصريحات العلنية للقادة الايرانيين حتى المرشد علي خامنئي ويجب أن تشكل اساسا لاتفاق حول الملف النووي، لكن ولكي تتكلل هذه الالية بالنجاح لا بد من ان يترافق الكلام التصالحي مع افعال شفافة يمكن التحقق منها”، معتبرا “ان خيارات الحكومة الايرانية هي التي أوصلت الى العقوبات الحالية التي اثرت كثيرا على الاقتصاد”. واقر اوباما ان الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي انتخب ديمقراطيا، لم يحكم بطريقة ديمقراطية، واثبت عدم رغبة او عدم قدرة على الحكم بطريقة ديمقراطية. وقال “إن الولايات المتحدة تجنبت عن عمد عدم الوقوف مع اي جانب بعد عزل مرسي في 3 يوليو الماضي، ذلك ان الحكومة المؤقتة التي حلت مكانه وان جاءت استجابة لارادة ملايين المصريين الذين رأوا أن ثورتهم اتخذت منحى خاطئا، اتخذت ايضا قرارات لا تتفق مع الديمقراطية من خلال اعلان حالة الطوارئ وفرض قيود على الصحافة والمجتمع المدني واحزاب المعارضة”. محذرا من أن استمرار الدعم الاميركي لمصر يتوقف على تقدمها نحو العودة الى طريق الديمقراطية. وقال أوباما “بالطبع تعرضت اميركا للهجوم من كل أطراف هذا النزاع الداخلي حيث اتهمت بدعم الاخوان المسلمين، وفي الوقت نفسه بإدارة ابعادهم عن السلطة”. وشدد على انه في الواقع تجنبت الولايات المتحدة عن عمد الوقوف مع اي جانب، واهتمامها خلال السنوات الأخيرة كان تشجيع قيام حكومة تجسد شرعيا رغبة الشعب المصري وتعترف بالديمقراطية الحقيقية”. وتابع أن بلاده لا تزال تحتفظ بـ”علاقة بناءة” مع القيادة العسكرية في مصر، لكن بلاده لن ترسل دعما عسكريا حتى يتضح أن مصر تتبع طريقا أكثر ديمقراطية. واوضح اوباما “ان موقفنا حيال مصر يعكس وجهة نظر أوسع.. الولايات المتحدة ستعمل في الوقت الحالي مع حكومات لا ترقى الى مستوى التطلعات الدولية لكنها تعمل معنا على تحقيق مصالحنا الكبرى”، واضاف “لكننا لن نكف عن المطالبة باحترام المبادئ التي تتفق مع قيمنا اي معارضة استخدام العنف في قمع المعارضين ودعم المبادئ التي ينص عليها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان”. وأكد أوباما أن أميركا لن تتخلى ابداً عن أمن اسرائيل. وطالب المجتمع الدولي بتقديم الدعم لمساعي تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قائلاً “إن قادة كلا الجانبين على استعداد لتحمل مخاطر سياسية كبيرة”، واضاف “يتعين على أصدقاء إسرائيل ومن بينهم الولايات المتحدة أن يعترفوا بأن أمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يعتمد على إقامة دولة فلسطينية”. لافتا الى أن تحقيق انفراجة على صعيد السلام الإسرائيلي الفلسطيني وكذلك برنامج إيران النووي سيكون له تأثير عميق وإيجابي على المنطقة بأكملها. واكد اوباما ان الولايات المتحدة مستعدة للجوء الى القوة في الشرق الاوسط عند الضرورة في حال تهددت مصالحها. ورفض أي تخل اميركي عن المنطقة، معتبرا أن هذا الامر سيؤدي الى فراغ لا يستطيع أي بلد آخر ملأه. وقال “سنواجه الاعتداءات الخارجية على حلفائنا وشركائنا كما فعلنا خلال حرب الخليج، ولن نقبل بتطوير أو استخدام أسلحة دمار شامل”. وحذر أوباما ايضا من انقسام تنظيم “القاعدة” الإرهابي الى شبكات إقليمية متعددة بما يشكل تهديداً خطيراً لحكومات العالم، واكد عزمه على تفكيك الشبكات الإرهابية.
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©