الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيد بالغوص الحر يستقطب مسنات اليابان

24 سبتمبر 2013 23:46
تخرج مييكو كيتاي من المياه وهي تمسك صدفة بيدها وتستعيد أنفاسها. وتبدو الفرحة واضحة على وجه هذه المرأة السبعينية التي اصطادت إحدى ثمار البحار وهي تقوم بالصيد في البحر بطريقة الغوص الحر في عادة قديمة تعود لعشرة آلاف سنة على الأقل في اليابان. وعندما تصعد مييكو كيتاي على متن الزورق، تنزع القناع عن وجهها، وهي تقول بفخر “سوف أستمر في القيام بهذا النشاط طالما أنا في صحة جيدة”. وتمارس نحو 2100 يابانية غالبيتهن متقدمات في السن هذه العادة القديمة خصوصاً في خليج ميي الواقع غرب البلاد. وتنظف بعض الغطاسات أقنعتهن بأعشاب بحرية لتفادي تشكل البخار، وتقوم أخريات بتلاوة صلوات شنتوية وهن على متن الزورق. فقد توفيت إحدى نظيراتهن العام الماضي وهي في المياه. وتخبر إحداهن” أن نبضات قلبها توقفت، وهي كانت قد تخطت الثمانين من العمر”. وتضع الغطاسات الاثقال حول خصورهن ويرتدين بزات زرقاء مع أحجبة بيضاء على رؤوسهن. وهن يرمين أنفسهن في المياه ويبحثن عن ثمار البحار في عمق يتراوح بين 3 أمتار و20 متراً، ثم يخرجن وهن يمسكن بصدفة أو توتياء بحر يضعنها في شبكة معلقة بطوق نجاة. وتخبر سوميكو ناكاغاوا وهي مسنة أخرى اسمر وجهها من كثرة التعرض للشمس “كان الصيد اليوم أفضل بكثير مما ظننت. وكنت في السابق أصطاد حوالى 40 ثمرة بحر في اليوم، لكن اليوم عندما نصطاد أربع ثمار، يعد الصيد جيدا”. وثمار البحر من نوع الدردار هي أكبر مصدر دخل لهن، لكنه بات اليوم نادرا بسبب التلوث والصيد المفرط اللذين أديا إلى انخفاض عددها بنسبة 90 % في خلال أربعين عاما في اليابان. ويباع الكيلوجرام الواحد من هذه الأصداف الكبيرة بسعر يناهز 8 آلاف ين (65 يورو تقريبا). وبغية الحد من الصيد المفرط، تمنع السلطات استخدام زجاجات الغوص بالإضافة إلى صيد الدردار الذي يقل طوله عن 10,6 سنتمتر. وكان الصيد بالغوص الحر، أي بقطع النفس، حكراً في ما مضى على النساء، باعتبار أنهن يتحملن البرد أكثر من الرجال. وهن كن يغطسن عاريات الصدور حتى بداية القرن الماضي. لكن بزات الغطس سمحت للرجال بممارسة هذا النشاط أيضا. وبات عدد الغطاسين يوازي اليوم عدد الغطاسات”. لكن هذا النشاط محفوف بالمخاطر، مثل الاصطدام بأسماك قرش أو الانجراف مع التيارات أو أن يعلق الحبل المربوط بالبزة بأحدى الصخور. ويعرض متحف البحار أدوات قديمة للصيد مع قطع النفس تعود لعشرة آلاف عام، ما يدل على أن هذه التقاليد المهددة اليوم بالاندثار هي جد قديمة. وقد بات الكثيرون يتخلون عنها اليوم نظراً لقلة الدردار والمخاطر المتعلقة بها. وقليلون هم الشباب الذين يمارسون هذا النوع من الصيد، لكنه أصبح اليوم يجذبهم بفضل العائدات المالية التي من الممكن جنيها منه.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©