موسى: لن نستسلم ونترك لبنان

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية والرئيس المصري محمد حسني مبارك خلال جلسة مباحثات في الرياض أمس الأزمة الحالية في لبنان والجهود العربية المبذولة للإسهام في إيجاد حل لها· كما تم بحث القمة العربية المقبلة في سوريا نهاية مارس المقبل· جاء ذلك في وقت بدأ الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مشاورات في بيروت أمس مع الفرقاء اللبنانيين لحل الأزمة السياسية برغم ان تقرير الجامعة بشأن الأزمة ''لا يبعث على التفاؤل''· وقال موسى إن الأمل موجود لحل الأزمة وإنه لا يمكن أن نستسلم ونترك لبنان بهذا الشكل· وأعلن مصدر دبلوماسي عربي في الرياض ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني سيزور السعودية الاربعاء للتشاور مع نظيره السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز حول القمة العربية المقبلة في دمشق· وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان ''المحادثات ستشمل التشاور حول القمة العربية المقبلة والشؤون العربية والاقليمية''· وفي دمشق أكد وزير الإعلام السوري السابق مهدي دخل الله أن سوريا ترفض الابتزاز السياسي الذي تمارسه بعض الدوائر العربية والدولية قبيل انعقاد القمة العربية العشرين في دمشق أواخر مارس المقبل· وقال دخل الله لوكالة الانباء الالمانية إن انعقاد القمة العربية في دمشق ليس مصلحة سورية فحسب، بل مصلحة عربية قومية تهم الشعوب والأنظمة العربية كافة· وأضاف الوزير السابق الذي يشغل حاليا منصب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية القطري التابع للقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم أنه ''لاتوجد قمة عربية واحدة جمعت كل القادة العرب ·· القمة ستعقد في موعدها لكن هناك مشكلة في مستوى التمثيل والمؤكد حتى الآن حضور عدد كبير من القادة العرب''· وحول المشاركة اللبنانية قال دخل الله أعتقد أن هذا الموضوع يحل في إطار الجامعة العربية وآليات عملها ·· سوريا تتعامــــــل في إطار العلاقات العربية السياسية، وبشكل عملي وبراجماتي لدعم الشعب اللبناني· إلى ذلك استهل الأمين العام للجامعة العربية فور وصوله الى بيروت مشاوراته بعقد اجتماع مع نبيه بري رئيس مجلس النواب وأحد زعماء المعارضة البارزين· كما التقى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري في دارته في قريطم بحضور رئيس حزب ''الكتائب'' أمين الجميل، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري· وتم خلال الاجتماع مواصلة البحث فيما آلت إليه الاتصالات والجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة العربية· وقال مصدر دبلوماسي عربي في بيروت إن زيارة موسى يمكن أن تستمر عدة ساعات فقط إذا لم يكن الاجتماع الذي سيعقده الفرقاء السياسيون اللبنانيون مثمرا· وقال موسى لدى وصوله إنه سيستأنف محادثاته مع الأطراف اللبنانية من حيث توقفت تلك المحادثات مشيرا إلى الصعوبات التي تعترض التوصل إلى تسوية للأزمة اللبنانية· وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن نجاح مهمته في لبنان ستسهم في خلق الأجواء اللازمة لنجاح القمة العربية· وأشار موسى في تصريحات له قبيل مغادرته القاهرة إلى وجود عقبات ومعوقات تعترض تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية فى لبنان· وقال إن الأمل موجود لحل الأزمة اللبنانية وأنه لا يمكن أن نستسلم ونترك لبنان بهذا الشكل فلابد أن نعمل ونستمر في العمل· وردا على سؤال حول حصوله على مؤشرات للتقدم بعد دراسة تقرير موفده للبنان السفير هشام يوسف قال موسى'' نحن نعمل على أساس ما تم الاتفاق عليه من قبل لعلاج النقاط التي تحتاج إلى عمل وعلى هذه النقاط ينصب تقرير السفير هشام يوسف''· وأعرب عن أمله في مشاركة لبنان في القمة العربية القادمة في دمشق· وقال إن الأمل موجود في جلسة مجلس النواب اليوم الاحد أو معالجة قضية نسب التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية مؤكدا أنه سيحاول مجددا جمع ممثلي الأكثرية والمعارضة لاستكمال مباحثاته السابقة والبناء على ما تم مناقشته من قبل· في غضون ذلك، قال مصدر من ''قوى 14 مارس'' إن الرئيس اللبناني الأسبق أمين جميل سيمثل الأكثرية في الاجتماع الذي سيرعاه موسى · بينما قالت مصادر في جامعة الدول العربية إن موسى توجه إلى بيروت برغم أن تقريرا للجامعة حول الأزمة ''لا يبعث على التفاؤل''· وأضافت المصادر أن ''الأمين العام أصر على التوجه إلى لبنان رغم التقرير الذي أعده وفد برئاسة مدير مكتبه هشام يوسف''· ويسعى موسى الى رعاية الاجتماع الثالث بين ممثلي ''الاكثرية'' والمعارضة بهدف التوصل الى حل للأزمة اللبنانية· ومن المقرر ان يضم هذا الاجتماع كسابقيه، بالاضافة الى موسى كلا من النائب العماد ميشال عون عن المعارضة والجميل و الحريري عن ''الاكثرية''· وقال مصدر قريب من الحريري فضل عدم الكشف عن هويته ان الحريري ''متمسك بأي حل لتسوية الازمة اللبنانية على قاعدة ما ورد في المبادرة العربية، أي عدم استئثار الاكثرية بالحقائب الوزارية أو بالقضايا الاساسية التي تحتاج الى أصوات الثلثين في جلسات مجلس الوزراء وعدم حصول المعارضة على الثلث المعطل، أي 11 حقيبة وزارية'' من أصل ثلاثين حقيبة· وأضاف أن الحريري ''منفتح على أي إمكانية تطرح'' لحل الأزمة اللبنانية·