السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة «الرقم الأهم» في استراتيجية نشر ثقافة الوعي البيئي

المرأة «الرقم الأهم» في استراتيجية نشر ثقافة الوعي البيئي
18 سبتمبر 2012
يظل الدور الذي تضطلع به المرأة في تعزيز قيم الأمن البيئي، والمحافظة على البيئة من الهدر والتلوث، ونشر ثقافة الوعي البيئي في المجتمع، دوراً تربوياً وتنموياً بامتياز، إذا ما سلمنا بحقيقة إمكانية إسهام المرأة كأم ومعلمة ومربية وشريكة أصيلة تمثل نصف المجتمع في العمل والإنتاج، وكقوة اجتماعية مؤثرة وفاعلة في توجيه الرأي العام، واتجاهات أفراد المجتمع، ويلقى على كاهلها مسؤولية تربية وإعداد النشء في بيئة صحية واجتماعية سليمة وخالية من الأمراض والظواهر السلبية، وخالية أيضاً من كل ملوثات البيئية مهما كان نوعها، من خلال إسهاماتها المتعددة، أو من خلال النهوض بدورها كشريك استراتيجي فاعل في منظومة البناء والتطور والتنمية المستدامة في المجتمع. فإذا كان يطرح للمناقشة والتناول هذه الآونة موضوع أهمية «دور الإعلام في تعزيز رسالة المرأة تجاه حماية البيئة»، علينا أن نتناول بداية ماذا يمكن أن تقدمه المرأة للمجتمع في في ما يتعلق بنشر ثقافة الوعي البيئي بين أفراد المجتمع. خورشيد حرفوش (الاتحاد) - ما من شك أن دور المرأة يكتسب أهمية استثنائية مضافة إذا ما أدركنا حجم تأثيرها المباشر وغير المباشر على الصعيد المجتمعي لتعزيز الوعي البيئي، واكتساب المعرفة اللازمة لتغيير اتجاهات المجتمع نحو القضايا البيئية، وعلاقة ذلك بالتنمية المستدامة في الدولة، ليظل الدور الذي تضطلع به المرأة دوراً مهماً واستراتيجياً. ومن ثم يستدعي هذا الدور قناعة المرأة نفسها بحقيقة وطبيعة هذا الدور أولاً، ومن ثم عليها أن تعمل من أجل اكتساب المعرفة اللازمة لتغيير الاتجاهات السلبية نحو القضايا البيئية، وكيفية تنمية المعلومات اللازمة وتطويرها ونقلها إلى أفراد المجتمع، وغرس قيمها الجديدة إلى الجيل الجديد من الأبناء، ودعوة الجمهور بكل قطاعاته، خاصة النسائي منه، ليكون أداة فاعلة في نشر ثقافة الوعي البيئي، والتوعية بالقيم البيئية الجديدة، والدعوة إلى التخلي عن السلوكيات الخاطئة في كافة مواقع المجمع. وأن تنهض بدورها الإعلامي والتنموي من خلال تصميم البرامج والأساليب، والمضامين المختلفة في التخاطب والاتصال حول المشكلات البيئية تبعاً لتواجد القطاعات النسائية وكيفية الوصول إليها، بحيث تغدو كل امرأة في المجتمع فاعلة وإيجابية ومتفاعلة. ثقافة العصر ترى زارا محيسن «معلمة» أن الثقافة البيئية لم تعد نوعاً من الترف الثقافي، أو«موضة» ندعو إليها، وإنما أصبح الوعي البيئي ضرورة ثقافية وصحية واجتماعية، ولا يمكننا أن نعزل أنفسنا عن حركة وثقافة العالم الذي يتغير بسرعة، فلقد تطور فكر الناس، وأصبح لديهم حداً معقولاً من الوعي البيئي، لكن لا يزال ينقصنا الكثير لعمله، ولا زلنا نقوم بارتكاب أخطاء يومية متعددة وكثيرة تضر بالبيئة، بل تضر بأنفسنا نحن كبشر، إما كجهل منا أو عزوف عن عمل الصواب اضطراراً، أو تعوداً، أو لعدم توفر الإمكانات أحياناً، أو لتكريس عادات كثيرة خاطئة بحكم العادة. وتؤكد محيسن أهمية إدراك الفرد بوجوب تغيير عاداته الخاطئة إن كانت ضارة بالبيئة، ومن ثم إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة نفسها، عليها أن تعي أولاً أن هناك مشاكل بيئية عديدة، وأن هناك سلوكيات سلبيات سلوكية كثيرة نقترفها بحق البيئة، ومن ثم عليها أن تحدد ماذا يمكن لها أن تقوم به هي نفسها كأم وزوجة وربية بيت، ومعلمة أو موظفة، أو عضو في المجتمع من حولها. لأن هذا الفهم سيساعد كثيراً في اكتسابها ثقافة العصر الجديد، ويعينها أن تستوعب كيف يفكر العالم من حولنا، وكيف يتضرر الفرد والمجتمع من جراء ارتكاب العادات البيئية الخاطئة، وما نقترفه بحق أنفسنا، وأن الوقت قد جاء لنغير نمط حياتنا بشكل صحي وعصري جديد». وتشير سالمة العصفوري «موظفة»، إلى أهمية دور الأم بوجه خاص في تنشئة أبنائها على ثقافة الوعي البيئي منذ وقت مبكر، لأن تعويد الأطفال على السلوكيات الصحيحة يريحهم في المستقبل، لأنهم سيتعودون منذ الصغر على حب الخضرة والشجرة والاهتمام بها، أو عدم رمي النفايات الضارة في أماكن عامة، أو استعمال المبيدات أو المنظفات، أو إعادة استعمال بعض العبوات والزجاجات الفارغة، أو معرفة قيمة المياه وأهمية الحفاظ عليها، أو عدم رمي المخلفات في المجاري المائية التي نستخدمها، وكيفية الحفاظ على المياه في استخداماتنا اليومية. إنها كلها مظاهر سلوكية قد نقوم بها في اليوم الواحد عشرات المرات، ومن الأهمية أن تعلم الأم لأبنائها السلوكيات الإيجابية حتى تصبح جزءاً من ثقافتهم اليومية». استخدام البدائل تضيف نهى علم الدين «معلمة»:» إن مسألة إسهام المرأة في غرس القيم الإيجابية عن البيئة والوعي البيئي، يمكن أن تسهم بها المرأة كأم أو كمعلمة، أو كموظفة، أو من خلال أي موقع في نشر ثقافة بيئية سليمة، فبعض الأشياء قد تكون بسيطة ولا تأخذ منا جهداً في التغيير، لكن نتائجها عظيمة في الحفاظ على البيئة، ومن ثم نعود أولادنا سلوكا سليماً. ونخلف لهم بيئة صالحة لهم في المستقبل، فمن الممكن أن نستخدم البدائل المناسبة لتوفير مصادر الطاقة والماء، كأن نتعود على استخدام أضواء الفلورسنت «النيون» بدلاً عن الأضواء الصفراء العادية للتقليل من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو ، ويوفر الطاقة بنسبة 66% مما يخفض فاتورة الكهرباء، والحد من استهلاك المياه في المنزل والعمل، والحفاظ على المياه العذبة التي تعد مصادرها محدودة في العالم بإصلاح صنابير المياه والمواسير التالفة التي تسرب كميات كبيرة من الماء، واستخدام العوازل الحرارية في المنزل على فتحات الشبابيك والأبواب، وبدلاً عن استخدام المجففة الكهربائية لتجفيف الثياب يمكن نشرها تحت ضوء الشمس، للحد من استخدام الطاقة، واستخدام الستائر الثقيلة على النوافذ لنقلل من الحاجة إلى استخدام المكيفات. وعندما نتوقف بالسيارة توقفاً طويلاً يمكن إطفاء المحرك للتوفير في الوقود، والاهتمام بتركيب فلتر على مخرج الدخان في السيارة ليقلل من نسبة الغازات السامة التي تطلقها في الجو، ومحاولة شراء لوازم المطبخ في علب والتقليل من استعمال الأكياس البلاستيكية بقدر الإمكان، وإطفاء الأنوار في الغرف غير المستخدمة وعند الخروج من الغرفة، ونعود الأبناء على ذلك، وهناك أفكار بسيطة وكثيرة، لكن المهم أن نعلمها لأطفالنا حتى تصبح جزءاً من سلوكياتهم». تحديات من جانب آخر، تشير الإعلامية فاطمة الطباخ، إلى جانب آخر تراه ذا أهمية فيما يتعلق بدور المرأة في نشر ثقافة الوعي البيئي، وتشير إلى بعض الصعوبات التي تتمثل في انخفاض الوعي والمسؤولية لدى البعض، وهي من أحد أهم التحديات التي يواجهها المجتمع، حيث لا يزال الوعي البيئي دون مستوى الطموح، وهناك ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لتعزيز الأنشطة البيئية والبرامج العملية المختلفة في الدولة بما فيها أنشطة المجموعة المختلفة وخصوصاً بين الجيل الناشئ بالإضافة إلى توسع الأنشطة البيئية في قطاع الشركات والمؤسسات. فعلى سبيل المثال أصبحت حملة «نظفوا الإمارات» تشهد مشاركة واسعة من كافة أطياف المجتمع، من الطلبة والأفراد والعائلات بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، لكن يبقى علينا أن نعمل لإيصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع. ونعول على وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة، من قنوات الاتصال الممكنة المسموعة والمرئية والمكتوبة من صحافة وإعلام ومجلات متخصصة وإذاعة وتلفزيون، كما يمكن أن تستثمر وسائل الاتصال المباشر عبر المعارض، والمحاضرات والندوات والمؤتمرات». وقالت الطباخ:» للمرأة دور خطير في بلورة الوعي وتوحيد الجهود على صعيد أسرتها الخاصة والأسر القريبة منها أوالعائلات التي يمتد تأثيرها إليها. وعلى صعيد كافة شرائح المجتمع منو خلال الجمعيات والمنظمات الأهلية، لأن المرأة موجودة في كل مكان، ويمكنها أن تسهم في زيادة الوعي البيئي بين أوساط المجتمع وخاصة الشباب، وتستطيع التأثير بإيجابية للتصدي للتحديات البيئية الأكثر إلحاحاً في المجتمع، ومنها ارتفاع نصيب الفرد من توليد النفايات والاستهلاك المرتفع للمياه، حيث ترتبط جميع هذه القضايا بالاستدامة، فالمرأة تلعب أدواراً محورية في تحديد اتجاهات العائلة في مسائل مثل استهلاك الماء والطاقة والمواد الاستهلاكية الحديثة التي قد تؤثر في البيئة، وهذا ما يعزز كون علاقة المرأة بالبيئة علاقة وثيقة ومتلازمة ومعنيّة بالمحافظة على صحة أسرتها وسلامتها، فضلاً عن أنها تؤدي دوراً ذا وجهين، أولهما زرع القيم البيئية لدى الأطفال وتعويدهم على الممارسات والسلوكيات التي من شأنها المحافظة على البيئة، والثاني إيجاد قوة ضغط على المجتمع والمؤسسات التي تعنى بشؤون البيئة، لرسم سياسات واضحة للبيئة وللقوانين المعززة لذلك والالتزام بتطبيقها بدقة. فضلاً عن تخصيص وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لعدد من البرامج تولي الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها خلال العام». التوعية ركيزة العمل البيئي الجيد تؤكد خولة المرزوقي، مسؤولة مركز رعاية الطالبات المبدعات في مدرسة المواهب للطالبات في أبوظبي، أن آلية تكريس الوعي البيئي لدى جميع فئات المجتمع من أجل النهوض بالواقع البيئي تعتمد على المرأة الأم، والمرأة العاملة في أي موقع من مواقع العمل، وتقول:» أعتقد أن دورها المحوري أهم كثيراً من دور الرجل، وإن كنا لا نقلل من تأثيره، لكن أهمية كون دورها محورياً يتمثل في تأثيرها المباشر من خلال دورها كأم أولاً، ومن ثم فإنها تضع اللبنة الأولى في ثقافة الفرد وتوعيته بالآثار البيئية السلبية التي تلحق بالبيئة، وتوعيتهم بأهمية الحد من هذه المشاكل والوقاية منها قبل حدوثها بوقت مبكر.‏ فالعمل البيئي التوعوي هو ركيزة العمل البيئي الجيد، ونجاحه يتأتى من خلال تعزيز مشاركة جميع القطاعات والفعاليات والمنظمات والجهات العامة والخاصة، وتفعيل مشاركة الجمعيات الأهلية البيئية والمواطنين في العمل البيئي، إضافة إلى المتابعة والتنسيق مع هذه الجهات في إعداد الخطط التي تساهم في رفع الوعي البيئي. من الأهمية ضرورة الاستثمار في العنصر البشري وخاصة جيل الأطفال والشباب من خلال توعيتهم حول المفاهيم البيئية و الضوابط والمعايير التي تساهم في الحفاظ على البيئة، كذلك توعية الصناعيين باتخاذ الطرق البيئية السليمة واتباع أساليب الإنتاج الأنظف في صناعاتهم. وضرورة التعاون مع وسائل الإعلام المقروء والمسموعة والمرئية لما تلعبه من دور في نشر الوعي بين فئات المجتمع، وكذلك إصدار الكتيبات والنشرات والبوسترات التي تعرف بالقضايا البيئية، إضافة إلى تطوير قدرات وكفاءات العاملين في مجال التوعية البيئية، وابتكار أساليب وطرق جديدة تساهم في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع وتوعيتهم بيئياً».‏
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©