محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ أطفأ الفوز المستحق الذي حققه الوحدة على بني ياس 3 ـ 2، في مباراتهما مساء أمس الأول، على ستاد آل نهيان بأبوظبي، وهي المواجهة المقدمة، من الجولة الـ 17 لدوري الخليج العربي لكرة القدم، جانباً كبيراً من «نيران الغضب» التي كانت حاضرة في يسار المقصورة، حيث وجدت النسبة الأكبر من جمهور «العنابي» في المباراة، وهي تبدي غضبها من تأخر تجديد عقد قائد الفريق ونجمه إسماعيل مطر وزميله محمد الشحي، ورفعت لافتات حملت انتقادات لإدارة شركة كرة القدم في النادي، وطالبت بالإبقاء على اللاعبين وحملت واحدة منها أن الوحدة أمانة، لكن الفوز هدأ من «الغضبة»، حيث كان حال الجمهور أهدأ بعد نهاية المباراة، وهو يحتشد خارج الملعب، عما كان عليه الحال في المدرجات قبلها.
وأسهم عبد الله سالم مدير فريق الوحدة في امتصاص حالة الغضب، عندما خرج عقب المباراة، وتحدث إلى الجمهور، وأكد له أن الوحدة محظوظ به وبغيرته على الفريق، وأنهم حاضرون للتفكير معه والإجابة على أي تساؤل، مشدداً له في الوقت نفسه أن النادي حريص على إسعاده وعلى الاحتفاظ بأبنائه.
وفنياً، كانت المباراة متواضعة في شوطها الأول، رغم نجاح الفريقين في التسجيل، حيث كثرت الخشونة والأخطاء الفردية، واللعب الطويل، وغابت الجمل الفنية، وفي الثاني تغير الحال، خاصة من جانب الوحدة الذي يدين لقائده إسماعيل مطر بالفوز، حيث قدم مستوى متميزاً في المساندة الدفاعية، بالذات على الجانب الأيسر، وصنع هدفين رائعين لفريقه، ليؤكد «سمعة» أن الذهب لا يصدأ، وأنه حاضر بقوة وبخبرة لمساعدة «العنابي» الذي استعاد بهذا الانتصار جانباً من توازنه وأظهر شيئاً من روحه العالية التي عرف بها، وتجلت هذه الروح في إصرار حمدان الكمالي على مواصلة اللعب وهو مصاب، بجانب اللياقة الذهنية العالية التي أدى بها الفريق حتى نهاية المباراة، بعكس مبارياته الأخيرة، والتي كان يظهر في نصفها ويختفي في النصف الآخر.
أمام بني ياس فقد برهن أنه دائماً ما يفقد تركيزه أمام الفرق الكبيرة، وظهر ذلك بوضوح في الأسلوب الذي اعتمده الفريق خلال المباراة بشكل عام، وفي الشوط الثاني تحديداً لتستمر عقدته أمام الوحدة بالذات، ويتلقى أمامه الخسارة رقم 19 في تاريخ مواجهات الفريقين.
ويحتاج «السماوي» إلى الكثير من العمل قبل استحقاقه الآسيوي، خاصة في جانب اللياقة البدنية التي تنعكس بدورها على اللياقة الذهنية للاعبين، بجانب الاختيار المناسب للتشكيلة، والمزج الجيد بين عناصر الخبرة والشباب.
ومن جانبه، ثمن البرتغالي خوسيه بيسيرو الدور الكبير الذي قام به النجم إسماعيل مطر قائد فريق الوحدة في المباراة وصناعته لهدفين، وصفه بنجم برهن على أنه قائد بحق للفريق، وصاحب قدرات فوق العادة، خلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة.
وقال: في وجود إسماعيل ودياز لا يمكنني اللعب بطريقة 4 ـ 4 ـ 2، بل نتحول إلى طريقة 4 ـ 2 ـ 3 ـ 1، وإسماعيل يملك خبرة كبيرة ولعب في الجناح وأدى بشكل متميز على الصعيدين الدفاعي والهجومي، وصنع هدفين من أهداف الفريق الثلاثة، وتبديله قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، جاء بعد أن قام بالدور المطلوب منه على أكمل وجه، والتبديل يعتبر تكتيكياً في هذا التوقيت، والإشادة بالمستوى الجيد لا تقتصر على مطر فقط، بل إن كل لاعبي الفريق قدموا المنتظر منهم وطبقوا التوجيهات بشكل جيد، والتزموا بالخطة التي رسمناها للمباراة.
وتطرق بيسيرو للمفاوضات الجارية بين النادي ونجم الفريق محمد الشحي وقال: طلبت من إدارة النادي التجديد مع الشحي في أسرع وقت ممكن، لأن الفريق يحتاج لجهوده، وهو لاعب أكثر من رائع، وإذا كان الوحدة يفكر في تحقيق شيء إيجابي في المستقبل، عليه تجديد تعاقد الشحي الذي ينتهي في سبتمبر المقبل.
وشكر بيسيرو لاعبيه على الروح العالية التي لعبوا بها المباراة، وقال خضنا مباراة صعبة وبني ياس لديه أفضل هجوم في الدوري، ويقوده مدرب جيد ولاعبوه متميزون، وأعترف بأننا لم نقدم أداء جيداً في الشوط الأول من المباراة، واستطاع المنافس التحكم في مجريات الأمور، وكانت المبادرة في الهجوم، ولكننا غيرنا ذلك في الشوط الثاني، وفرضنا تفوقنا بسيطرتنا على منطقة البناء والتحضير وسيطرنا على الكرة، ورغم أن المباراة شهدت تكافؤا بين الفريقين في الأداء في الكثير من الأحيان، إلا أن فوزنا مستحق، لأن فرصنا كانت أكثر، وكنا أكثر تماسكاً من أي مباراة أخرى لعبناها حتى الآن.
وقال علينا أن نرفع رؤوسنا عالياً، لأننا مررنا بظروف صعبة للغاية، والجميع يعلمون ما مر به الوحدة من إصابات وغيابات، وكنا نحتاج إلى الوقت حتى نتمكن من تطبيق عدد من الأفكار مع الفريق، ويتقن اللاعبون الطريقة التي نعتمد عليها، لكن لم يكن هناك متسع من الوقت، ومع ذلك نجحنا في التقدم في العمل، وسوف نتقدم أكثر في الفترة المقبلة. وعن حظوظ الفريق في دخول مربع الكبار بعد أن قفز للمركز الخامس، قال تحدثت قبل المباراة، وأكدت أننا سنقاتل حتى الرمق الأخير في البطولة، من أجل احتلال مركز متقدم، يؤهلنا للمشاركة في دوري أبطال آسيا في نسخته المقبلة، وأمامنا 27 نقطة وحظوظنا موجودة بالأرقام ليس في الوصول إلى مركز يقودنا لبطاقة آسيوية، بل حتى في المنافسة على البطولة.
الكمالي يغيب عن «الكلاسيكو»
أبوظبي (الاتحاد) ـ يفقد الوحدة جهود مدافعه الدولي حمدان الكمالي أمام العين في لقاء «الكلاسيكو»، الذي يجمع الفريقين يوم 13 فبراير المقبل، ضمن الجولة الـ 18 لبطولة دوري الخليج العربي، بعد أن نال إنذاراً في لقاء أمس الأول أمام «السماوي»، وهو الثالث له. من ناحية أخرى، قال عادل عبد الله لاعب الوحدة إن فريقه استحق الفوز الذي كان يحتاجه كثيراً، وأسعد به جمهوره، ولكن العودة القوية تتطلب منهم المزيد من العمل والاجتهاد أكثر لمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية، والتقدم أكثر في جدول الترتيب.
وأضاف أن مهمته تمثلت في إيقاف خطورة الجهة اليمنى لفريق بني ياس، وساعده إسماعيل مطر كثيراً في القيام بدوره بالعودة إلى مساندته، مشيراً إلى أن أكبر المكاسب في المباراة، يكمن في العودة القوية لـ «سمعة»، وتيجالي، والعمل الجيد تنظيمياً للفريق على مدار الشوطين.
محمد فوزي: فوارق بسيطة وراء الخسارة
أبوظبي (الاتحاد) ـ أرجع محمد فوزي لاعب بني ياس خسارة فريقه أمام الوحدة إلى فوارق بسيطة بين عمل الفريقين خلال المباراة، وأعلن تحمله مسؤولية الهدف الثاني، وقال: «الوحدة سعى إلى جرنا لمجاراته في الأسلوب الذي يلعب به، واستغل فوارق بسيطة جداً خلال المباراة التي لم نكن فيها سيئين، بل قدمنا مردوداً جيداً، وأضعنا فرصاً للتسجيل، لو وفقنا فيها، لكانت النتيجة أفضل، لكن هذا هو حال كرة القدم، وعلينا أن نفكر في القادم، وأقول للشارع الرياضي إن بني ياس سيكون أفضل في الفترة المقبلة، وسوف نقدم مستوى أحسن أمام النصر، مما ظهرنا عليه أمس الأول.
اعترف بأن فريقه يستحق الخسارة
داسيلفا: بني ياس ارتكب أخطاء بالجملة وافتقد التركيز والهدوء
أبوظبي (الاتحاد) ـ اعترف الأوروجوياني خورخي داسيلفا مدرب بني ياس بأن فريقه استحق الخسارة، وأنه لم يقدم ما يجعله يستحق الفوز بسبب الأخطاء الفردية والجماعية، التي وقع فيها الفريق خلال المباراة، التي افتقد فيها «السماوي» أسلوبه.
وقال: ارتكبنا أخطاء بالجملة، ولم نلعب بهدوء وتركيز، وهذا جعلنا نستقبل 3 أهداف، وأن هدفي الوحدة الأول والثاني جاءا بعد فقداننا للكرة في منتصف الملعب، وعدم الالتزام بالتنظيم في الخطوط الخلفية، وأعتقد أن المستوى كان متقارباً ومتكافئاً، حتى نتيجة التعادل، بعد أن سجل الوحدة هدفه الأول من فرصة وحيدة في الشوط الأول، لكن هدف المنافس الثاني جعلنا نرتبك، ونتخلى عن تنظيمنا.
وأضاف: في فترة الاستراحة بين الشوطين تحدثت مع اللاعبين، وطالبتهم بالهدوء والحضور الذهني العالي، وأن يلعبوا كما اعتادوا، ولكن بكل أسف لم يلتزموا بذلك، وما عدا الدقائق الأخيرة من عمر المباراة التي كنا فيها في حالة هجومية جيدة، فإن أغلب الفترات عملنا دون تركيز، وعلينا الوقوف على كل خطأ على حدة، وعلاجه في الفترة المقبلة، خاصة أن الفريق لديه مباريات مهمة، سواء في الدوري أو في ملحق دوري أبطال آسيا، ومن الآن، إذا استمر العمل دون تركيز لن نحقق شيئاً على الصعيد الآسيوي، والمستوى الذي ظهرنا عليه أمام الوحدة لا يعكس بأي حال من الأحوال القدرات الحقيقية الموجودة في بني ياس، وما قدمناه قبل المباراة أفضل بكثير.
واعتبر مدرب «السماوي» أن الخسارة لن تؤثر على فريقه في الاستحقاق الآسيوي، خاصة أن مباراته التالية ستكون في الدوري أيضاً أمام النصر، وقال: دوري أبطال آسيا بطولة مختلفة وهدفنا التأهل والاستمرار في البطولة.
وعن تغييراته في المباراة قال: خروج ليوناردو سباستيان كان اضطرارياً لتعرضه للإصابة، أما الاحتفاظ بنواف مبارك على «الدكة» حتى الشوط الثاني، فيعود إلى أن طريقة اللعب والحاجة إلى لاعب يقوم بمهام أخرى، وراء عدم الدفع بنواف من البداية، لأن ظروف المباراة والمنافس جعلته يلجأ إلى ذلك، وأن «السماوي» كان جيداً من حيث التنظيم حتى خروج ليوناردو.
إسماعيل مطر يعلنها مجدداً: لن أرحل عن الوحدة
أبوظبي (الاتحاد) ـ شدد إسماعيل مطر نجم وقائد فريق الوحدة، على أنه لن يرحل من نادي الوحدة، لأنه من الصعب عليه أن ينهي مشوار 14 عاماً بين يوم وليلة، وطالب من يروجون لرحيله بالكف عن الإشاعات، لأن ذلك ليس في مصلحته ولن يفيدهم في شيء. وقال: أعلنت من قبل أنني لن أنتقل من الوحدة، لكن البعض يأبى، إلا أن يغالط هذه الحقيقة، وكما ذكرت من قبل أنني أقدر ثقة قيادة النادي في شخصي، والحب الكبير من الجماهير وحبي لبيتي الذي تربيت فيه. وشكر إسماعيل مطر جمهور الوحدة على الحب الكبير الذي أحاطوه به، مشيراً إلى أنه مهتم بالحفاظ على هذه المكانة، بالعمل أكثر لمساعدة الفريق على تحقيق النتائج الجيدة، مؤكداً أن تقدير الناس لعمله يعد إنجازاً له عليه المحافظة عليه، وقال هناك أمور من الصعب التطرق لها، لكن من الصعب أن أغادر النادي، وأؤكد من جديد بقائي في النادي. وأشاد إسماعيل مطر الذي قدم مباراة كبيرة كان نجمها الأول دون منازع بصناعته هدفين من أهداف فريقه، وأدائه الواجب الدفاعي بصورة جيدة، رغم أنه تم الدفع به في غير مركزه، وقال «إن اللاعبين قدموا مباراة كبيرة، وبني ياس أيضاً أدى مباراة كبيرة، وهو فريق متكامل في جميع الخطوط، ولكن تنقصه بعض الخبرة، وكنا نعرف أنه سوف يهاجم كثيراً، ومن يهاجم يمنحك فرصة التسجيل، وتمكنا من الوصول بالنتيجة إلى 3 ـ 1، وحرصنا على أن تبقى على حالها، بعدم استقبال هدف من المنافس، ولكن مهارة مونوز قلصت الفارق بهدف ثانٍ لبني ياس، والجيد أننا حافظنا على تقدمنا حتى النهاية، والقادم سيكون أفضل للوحدة».
نواف: صاحب الأرض رجح كفته بـ «التركيز والتمركز»
«سماوي» في المدرجات
أبوظبي (الاتحاد) - لم تمنع الجماهير الغفيرة للوحدة، خليفة بخيت المحرمي أصغر مشجع لـ «السماوي» من تشجيع فريقه، وسط الحشد «العنابي»، وجلس المتفرج «8 سنوات» وسط جماهير الوحدة، خلال المباراة، وتفاعل بشدة مع هدفي «السماوي»، الأمر الذي أثار دهشة جماهير صاحب الأرض التي كانت تحيط به من كل جانب، ورفض المشجع الخروج من مكانه، وأصر على متابعة المباراة من قلب مدرجات «أصحاب السعادة» .
أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد نواف مبارك لاعب بني ياس أن تأخير دخوله إلى الملعب قرار فني للمدرب، لكنه كان جاهزاً تماماً للمشاركة من بداية المباراة التي يرى أن الوحدة كان طرفها الأفضل، من حيث التركيز والتمركز السليم، رغم أن «العنابي» لم يكن في يومه. أما عن فريقه، فقال: «الجميع يتحملون مسؤولية الخسارة التي قادنا إليها عدد من الأخطاء، ولا أعتقد أن نتيجة هذه المباراة سيكون لها مردود سلبي علينا في مباراة الملحق الآسيوي، وأمامنا مباراة النصر، وعلينا تحقيق نتيجة إيجابية فيها، تكون دافعاً لمباراتنا في البطولة القارية التي نعتبرها الأهم بالنسبة لنا في هذه الفترة. وأضاف: علينا أن نعمل في الفترة المقبلة على تصحيح الأخطاء والاستفادة منها، والفريق قادر بما يملكه على العودة من جديد إلى سكة الانتصارات، وأعتقد أن فرصتنا في الخروج بنتيجة أفضل من الخسارة كانت موجودة، عطفاً على الفرص التي أضعناها، وكان من الممكن أن نخرج بنقطة من المباراة.
عدد اليوم
