الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف عجمان.. رحلة مصورة في رحاب تاريخ الإمارات

متحف عجمان.. رحلة مصورة في رحاب تاريخ الإمارات
15 أكتوبر 2014 01:20
يتميز متحف عجمان ببنائه المعماري التقليدي البديع، فهو أيقونة تراثية نسجت من ملامح البيئة المحلية بطابعها الفني الفريد، ليكون معلماً تراثياً يسجل في ردهاته الكثير من القيم والمفاهيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لحقبة زمنية مضت، مروية في مشاهد وصور ومجسمات ولوح فنية تجعل المكان أقرب إلى الواقع في مكوناته. منصة حكم هذا المتحف، كان حصناً ومنصة تدار فيها أمور الحكم في الإمارة، وخطاً دفاعياً ضد أي هجمات خارجية، ويمكن لزائره أن يتعرف بجولة قصيرة إلى أنماط الحياة في الماضي بنواحيه كافة، ويستشعر رحلة العودة إلى الماضي، ما أن يدوس عتبة الحصن حتى ينطلق محملاً بالحنين في تحسس نبض الأجداد الذي يحضر في مختلف أقسام المتحف، الذي أصبح مقصداً مهماً للسائحين والباحثين المهتمين في التراث المحلي. وتعاقبت على الحصن عمليات الترميم والإضافة على مدار القرنين التاسع عشر والعشرين؛ إذ بقي مقرا للأسرة الحاكمة حتى عام 1970، ثم تحول الحصن إلى مقر للقيادة العامة لشرطة عجمان في الفترة من 1970 إلى 1979. وفي أواخر عقد الثمانينيات، أمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان بإعادة ترميمه، تمهيداً لتحويله إلى متحف مختص بالتراث المحلي. وبالرغم من كون الحصن كان ولا يزال أساساً فكرياً لحركة النهضة الشاملة التي تعيشها الدولة، إلا أن التاريخ لم يدون فيه نشأته والعام الذي ظهر فيه هذا الصرح، فيما كثير من المؤشرات تدل على أنه بني أواخر القرن الثامن عشر. طريقة مبسطة فتح الحصن أبوابه كمتحف للزوار عام 1991، مستعرضاً محطات تعكس أنماط الحياة الاجتماعية قديما، ويطلع من خلالها الزائر بطريقة توضيحية مبسطة على مرحلة ما قبل النفط، وكيف أسهم الأهالي قديماً في ابتكار الكثير من المنتجات من بيئتهم المحلية، وتوظيفها في تسهيل حياتهم اليومية، كما استطاعوا أيضاً التداوي بالأعشاب والتطبب بها، فالماضي زاخر بالكثير من العلوم والخبرات التي جعلتهم قادرين على مساعدة بعضهم بعضاً وسد احتياجاتهم. ومن بين الأقسام العديدة التي تجعل الزائر يتوقف عندها للتعرف على خبايا وأسرار المكان المشيدة بعناصر الماضي، مجموعة من الحرف والمهن، وهي متمثلة في عدة قاعات منها قاعة خصصت للطب الشعبي، الذي يستعرض طريقة التداوي قديماً، وذلك بمشاهد تمثيلية توضح تقنية العلاج، وأيضا يضم قسماً للاستشفاء بالقرآن، وقسماً لتجبير الكسور، وبعض الأقسام التي توضح أمراض أخرى كانت شائعة في الماضي، وهناك أيضا بعض العلاجات، كالحجامة والعلاج عن طريق الكي والمسح على أجزاء الجسد كالبطن واللوز، ولفقر البيئة المحلية سابقاً؛ فإن إنسان الإمارات حاول توظيف معطيات بيئته في المعالجة الطبية، وحصل بفعل التجارب المتعاقبة على نتائج طيبة تناقلتها الأجيال. زراعة وعمارة هناك قسم تعريفي بأجزاء السفن والصيد البحري، وقسم يضم إذاعة عجمان، وما تحتويه من أجهزة البث والمذياع والميكرفون، الذي استخدم من قبل مشغلي الإذاعة قديما، فيما يطلع الزائر أيضا على أنماط الزراعة قديما وخبرتهم في استصلاح الأراضي، وجعلها خصبة لإنتاج بعض المنتجات الزراعية القادرة على تحمل ظروف البيئة المحلية. ويمكن أيضا أن يطلع الزائر على طبيعة المسكن ومكوناته وأسلوب معيشة الأهالي قديما في بيوت سعفية وأخرى مشيدة بالطين والجص، حيث يجد الزائر المطبخ القديم الذي يضم أنظمة المواقد لتجهيز الأطعمة، كالتنور وهو عبارة عن حفرة دائرية مبنية جوانبها من الحجارة والطين، وتوضع فوقه عوارض من الحديد لتثبيت وضع الأواني، وهناك أيضا موقد آخر يطلق عليه الكوار، وعادة ما يستخدم لإعداد المشروبات كالشاي والقهوة، ويمكن أن يطلع الزائر أيضا على منظومة الثقافة والفنون المحلية عبر محطة الطرب الشعبي، ومن حيث الأشعار والأهازيج والفنون الشعبية التي كانت سائدة، ويحيون بها مناسباتهم واحتفالاتهم الاجتماعية، فيما تحاكي محطة الألعاب الشعبية نمط هذه الملهيات، حيث نجد معظم ألعابهم اصطبغت بالبحر وسباق السفن الشرعية وبناء السفن وغيرها من الألعاب، نظرا لقربهم من الساحل، فيما نجد ألعاب البنات مقتصرة على الألعاب المنزلية، واعتمدت على الغناء والأناشيد الجماعية. سوق شعبي يقوم المتحف على فكرة حفظ الموروثات المحلية، والتعريف بدور الأهالي قديما في تطوير مناحي حياتهم، واستعراضها من خلال تقديم مادة علمية توضيحية حول مفهوم الحياة التقليدية قديما، من خلال مجسمات تمثيلية عديدة تتجسد في لوحات تعبيرية تكاد أن تنطق من فرط المشهد التعبيري. وما يصاحب المكان من جلب البيع والشراء، وتبادل الأحاديث والحكايات في السوق الشعبي، الذي يحمل أطيافا مختلفة من الحرف والمهن التي أبدع فيها الإنسان قديما، حتى جعلها مصدراً لرزقه؛ منها محال بيع التمور والقهوة الشعبية، ومهنة العطارة حيث يبتاعون منه معظم احتياجاتها المنزلية والمهنية، مثل الكيروسين والحبال والمسامير وأعواد الثقاب ومختلف أنواع الزيوت، بالإضافة إلى العطور ومشتقات الأعشاب، ومحال الخياطة والأقمشة. والكثير من المهن والحرف التقليدية التي تصدح به الأسواق الشعبية في الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©