بسام عبد السميع (أبوظبي)
حلت الإمارات في المركز الأول عالمياً في إنتاج الكبريت العام الحالي بحصة بلغت 10% من إجمالي الإنتاج العالمي البالغ حالياً 60 مليون طن سنوياً، وذلك بما يعادل 6 ملايين طن، وفقاً لأنجي سيلفنز المديرة التنفيذية لشركة يونيفرسال للاستشارات الخاصة بقطاع النفط، وذلك على هامش بدء أعمال المؤتمر الأول بالشرق الأوسط للكبريت في أبوظبي أمس.
وقالت سيلفنز في تصريحات صحفية: «إن منطقة الشرق الأوسط تنتج 15 مليون طن حالياً من الكبريت، فيما ستصعد منطقة الشرق الأوسط للمركز الأول عالمياً للمناطق في السنوات الخمس المقبلة، نتيجة لزيادة إنتاج الكبريت من حقلي حبشان وشاه في أبوظبي وعدد من الحقول في منطقة دول التعاون». وأوضحت سيلفنز، أن الأسمدة الزراعية تستحوذ على 55% من إنتاج الكبريت، فيما تشكل النسبة الباقية المنتجات الصناعية الأخرى المعتمدة على الكبريت، منها عملية استخراج اليورانيوم والنحاس والألمنيوم وتنقية الحديد، لافتة إلى أن الصين تأتي في المركز الأول كأكبر مستهلك عالمي للكبريت نتيجة لارتفاع عدد السكان.
وانطلقت أمس فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للكبريت للمرة الأولى بالمنطقة في أبراج الاتحاد بأبوظبي، بهدف تسليط الضوء على الأهمية المتنامية لهذه السلع الاستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم، ومساهماتها في تعزيز النمو الاقتصادي، وفتح الفرص والآفاق أمام قطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتماشى مؤتمر الشرق الأوسط للكبريت مع رؤية الحكومة الإماراتية التي تركز على قيمة الكبريت، لتدعم بذلك التنويع الاقتصادي في سبيل الاتجاه نحو اقتصاد قائم على الخبر والمعرفة.
ويستقطب المؤتمر مجموعة واسعة من الخبراء المتخصصين ضمن القطاعين التجاري والتقني، بما يشمل الموردين والمنتجين والباحثين والأكاديميين والمشغلين والفنيين ومزودي خدمات التكنولوجيا ومختصي الخدمات اللوجستية والتوزيع والهندسة والشؤون الإعلامية ليصل العدد المتوقع للزوار نحو 460 زائراً من 33 بلداً.
واستعرض بيتر ديفيد كلارك الأستاذ في جامعة «كاليجاري» بكندا، تاريخ إنتاج الكبريت منذ 50 عاماً، في حين كانت كندا تتبوأ المركز الأول، بحصة إنتاج تبلغ مليوني طن، لافتاً إلى أن العشرين عاماً الماضية شهدت تغيراً في المناطق المنتجة للسلعة لتدخل منطقة الشرق الأوسط بقوة على المراكز الأولى لمناطق إنتاج الكبريت نتيجة للتوسع في إنتاج النفط والغاز والاكتشافات البترولية التي حدثت أخيراً.
وأشار إلى أن الإنتاج العالمي تضاعف في العقدين الماضيين ليصل إلى 60 مليون طن سنوياً مقابل 25 مليون طن سنوياً في ثمانينيات القرن الماضي.
من جانبه، أفاد إلمو ناستو، رئيس شركة ناستو للاستشارات النفطية، بأن قطاع الكبريت يواجه تحديات عديدة أبرزها، البيئة وعمليات تأمين نقل الإنتاج وارتفاع كلف الإنتاج، مشيراً إلى أن معالجة الغاز لاستخراج الكبريت تستهلك أكثر من 50% من كلفة الإنتاج.
وأوضح، أن توجه أدنوك لنقل الكبريت عبر قطار الاتحاد يعد خطوة متطورة في تأمين نقل السلعة والحفاظ عليها، والخروج من المخاطر التي كانت تتزامن مع عمليات النقل السابقة، والتي كانت تجري عبر الشاحنات.
وأشار إلى أن العالم سيستمر في إنتاج الكبريت، نظراً للارتكاز عليه في استخراج اليورانيوم، والذي يتم استخدامه بصورة رئيسة في قطاع الطاقة المتجددة لإنتاج الطاقة عبر المفاعلات النووية السلمية، وتأتي الإمارات في مقدمة الدول المنتجة لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، إذ يتم تشغيل المفاعل النووي الإماراتي الأول في العام الجاري، كما يتم استخدام الكبريت في استخراج معادن أخرى، والقطاع الصناعي.
ولفت إلى أن المؤتمر سيسلط الضوء في الأيام الثلاثة المقبلة على عمليات الإنتاج والتصدير وأبرز المشاريع المتوقع إعلانها للقطاع في العام الجاري، كما يعد المؤتمر منصة رئيسة لتعزيز الحوار ونقل الخبرات عبر وجود مختصين للقطاع من مختلف دول العالم وفي مقدمتهم كندا.
ومن جهته، قال نيكولا كوسليت، الرئيس التنفيذي لشركة ’سي آر يو إيفنتس‘ التابعة لمجموعة ’سي آر يو جروب‘ العاملة في مجال معلومات الأعمال، والتي تعنى بقطاعات المعادن والتعدين والأسمدة العالمية: «نعتبر هذه الفترة من الفترات المهمة للقطاع، لذا يسرّنا أن نطلق أول مؤتمر متخصص بقطاع الكبريت في أبوظبي، لا سيما أننّا نتوقع خلال العام القادم أن يستمر النمو في نسبة عرض هذه السلعة في أبوظبي ومنطقة الشرق الأوسط لتصبح بذلك من أهم مصادر الكبريت عالمياً».
وأضاف: «في إطار اهتمامنا باستفادة جميع الأفراد من مستويات عالية من الخبرة والمعرفة، يسعدنا أن ينضم إلينا عدد كبير من أصحاب المصالح البارزين لمشاركة خبراتهم القيمة وتقديم الحوارات البناءة للتعريف بالوسائل والطرق التي من شأنها أن تحقق للشركات الإماراتية فرص النجاح والتطور، ما سيسهم في تطور القطاع، وبالتالي تعزيز دور دولة الإمارات العربية المتحدة في ذلك».
عدد اليوم
