الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبارة «ممنوع التدخين» بين الردع والاستهتار

عبارة «ممنوع التدخين» بين الردع والاستهتار
24 سبتمبر 2013 20:02
هناء الحمادي (أبوظبي) - «ممنوع التدخين» لافتة تنتشر في أماكن مختلفة، من الجامعات والمستشفيات إلى الدوائر الحكومية والمرافق العامة. قد تكون صغيرة أو كبيرة، مستطيلة أو مربعة، وربما دائرية الشكل، المهم ما تحمله من معانٍ نبيلة تحث على الالتزام بعدم التدخين في مواقع معينة. وربما ترسم على اللافتة صورة سيجارة مشتعلة عليها إشارة «الإكس» تساعد الصم والبكم أو من لا يقرأون، على فهم مضمونها. وهي عبارة متداولة ويعرفها الكبار والصغار، علماً بأن البعض يلتزمون بها وينقطعون نهائيا عن التدخين، فيما يرى آخرون أنها وضعت للزينة أو لإخفاء عيب في جدار المؤسسة أو ما شابه. وصية مؤثرة في واقعة حدثت مؤخراً طلب مدخن توفي نتيجة انتفاخ رئوي أن توضع لافتة على قبره للتحذير من مضار التدخين ودعوة الناس للإقلاع عنه. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن ألبرت ديك ويتامور (85 سنة) قال قبل وفاته أنه يريد أن توضع على نعشه، وعلى قبره لافتة يكتب عليها «التدخين قتلني أرجوكم أقلعوا عنه». وقال بول سوليفان الذي يعمل في شركة «سوليفان وأولاده» لدفن الموتى «إنها المرة الأولى التي يطلب مني وضع لافتات على نعش، ولكن من الواضح أنها إحدى الأمنيات التي ذكرها في وصيته وسنلبي له ذلك». قد تكون هذه القصة من الحكايات المؤلمة التي يعانيها المدخنون، الذين بالرغم من تحذيرهم من خطورة السيجارة والأمراض التي تتسبب بها، وانتشار لافتات «ممنوع التدخين» في كل مكان، غير أنهم لا يرتدعون. وعلى العكس قد يدخن البعض منهم إلى جوار هذه العبارة، وكأنها غير موجودة أو أنها لا تعنيه. ويروي المدخن الخمسيني فيصل أمين (رب أسرة) الذي أقلع عن التدخين بعد 30 عاما، أن أصدقاءه توقفوا عن زيارته، لأنه يمنع التدخين في بيته، كما أنه لم يعد يذهب إليهم، لأنه لا يستطيع منعهم من التدخين. وكان فيصل ترك التدخين بعدما أصيب بذبحة صدرية قبل 10 أعوام. ويقول «كان علي أن أمنع التدخين في المنزل لأنه كان من الممكن في أي لحظة أن أعود إليه». وما دفعه لذلك أن الدخان يؤثر على صحته ويتسبب له بضيق في التنفس. ويذكر أنه كان من الصعب في البداية أن يطلب من أصدقائه عدم التدخين أمامه، وهو يشعر اليوم بأنه ابتعد حتى عن أخوانه وأخواته بسبب التدخين، معتبراً أنه على المرء الاهتمام بصحته قبل كل شيء. انتهاك للقانون «من أمن العقوبة لن يلتزم بالقانون»، بهذه العبارة بدأت هدى عبد الوهاب حديثها، معتبرة أن ما يحدث داخل الكثير من الأماكن العامة أو المراكز التجارية هو انتهاك لقانون حظر التدخين وعدم الاكتراث بعشرات لافتات التحذير. وتقول «من يزور هذه الأماكن وخصوصا يومي الخميس والجمعة لن يصدق أن هناك قانونا يحظر التدخين ويغرم على انتهاكه في الأماكن العامة. والواقع يؤكد أنه إما لا يتم تطبيق القانون، وإما أن الغرامة لا غير رادعة. وبالتالي لا يهتم المدخنون بشأنها». وترى هدى أن البعض لا يراعون الآخرين، ولا يكترثون بأن العائلات والأطفال يتضايقون كثيراً من رائحة السجائر، وخصوصا من يعاني الأمراض الصدرية والحساسية. وتتابع «هناك من يتجمعون ويدخنون عند أبواب المراكز التجارية من الرجال والنساء الذين يقفون بشكل يثير التحفظ. فهل بفعلتهم هذه يحترمون القانون ويمتنعون عن التدخين في الداخل، أم أنهم يخشون فقط من الغرامة؟»، وتؤكد هدى أن مداخل المولات هي جزء منه، وخلال المرور منها أو التوقف أمامها يتعرض الشخص لاستنشاق كميات هائلة من الدخان التي تؤذيه. وبالرغم من أن الشابة الجامعية هند الجابر تتفق مع رأي هدى بأن العقوبة غير رادعة، فإنها ترى أن غالبية المدخنين يقومون بسلوكات سيئة للغاية. فبعضهم خلال وبعد تدخينه للسيجارة يقوم بالبصق على الأرض، وآخرون يلقون بالسيجارة ويدهسونها بأقدامهم من دون مراعاة نظافة المكان. وأحيانا لا يتكبد البعض عناء إطفائها ويتركونها مشتعلة، وعندها قد يحدث ما لا يحمد عقباه فتشتعل أو تتطاير شراراتها وتتسبب بكارثة. وتقول هند «صحيح أنا أمر من هذه المنطقة مسرعة حتى لا أتأذى من الروائح الكريهة للدخان، لكنني أرصد بعيني بشاعة المنظر عندما أضطر للانتظار بالسيارة من أمام مدخل المول». وهي تطالب موظفي الأمن بالمولات بمنع المدخنين بحزم وتطبيق القانون في هذا الغرض. أضرار التدخين يذكر الدكتور إبراهيم شعبان، اختصاصي أمراض الرئة أن المدخنين يعتقدون أن التدخين عادة وتنفيس عن الهموم لأنه يبعث على الراحة بعد أي مجهود، وأنه يساعد على التفكير الذي يوصل الشخص إلى الإبداع. ويقول «هذه الحجج مجرد أكاذيب تؤكد حقيقة واحدة وهي أن صاحبها أدمن نيكوتين التبغ الذي يصل إلى النخاع، وإلى درجة يصعب معها محاولة حتى التفكير في الإقلاع عنه. حيث لا تجدي حملات التوعية المدعمة بأبشع حالات ضحايا التدخين». والحل برأيه لا يكون إلا بالإرادة الذاتية والاقتناع الحقيقي بضرورة الامتناع عن التدخين بعيدا عن أي ضغط خارجي من قريب أو بعيد. ويؤكد الدكتور شعبان أن أضرار التدخين خطيرة، ومن أهم الأمراض التي قد يصاب بها المدخنون سرطان الرئة، حيث تكون نسبة الوفيات الناتجة عنه أكثر بـ 23 مرة عنها لدى غير المدخنين، وبعدها سرطان الفم وسرطان الحنجرة. وقد يزيد التدخين نسبة الوفيات بالتهاب القصبات وانتفاخ الرئة 5 أضعاف. كما يضاعف نسبة الإصابة والوفيات بأمراض القلب، ويزيد نسبة الحوادث الوعائية الدماغية كالشلل بنسبة 50%، كما يؤدي إلى ضيق في الشرايين المحيطية وبتر للأطراف. احتراق المادة الفاعلة التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة، غالبًا ما تكون التبغ، حيث يتم تذوق الدخان أو استنشاقه. وتتم هذه العملية باعتبارها ممارسة للتخفيف عن النفس عبر استخدام المخدر، حيث يصدر ذلك عن احتراق المادة الفاعلة في المخدر مثل النيكوتين. مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة. وتعد السجائر أكثر الوسائل شيوعًا للتدخين في الوقت الراهن، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا أو ملفوفة يدويًا. إضافة إلى وسائل التدخين الأخرى مثل الغليون والسيجار والشيشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©