الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مبعوث اليمن لدى الأمم المتحدة رئيساً للوزراء

مبعوث اليمن لدى الأمم المتحدة رئيساً للوزراء
14 أكتوبر 2014 17:18
أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الاثنين مرسوماً بتعيين مبعوث اليمن لدى الأمم المتحدة، خالد محفوظ بحاح، رئيساً للوزراء في خطوة قد تساعد على تخفيف الأزمة السياسية بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء الشهر الماضي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية في بيان مقتضب أن الرئيس هادي أصدر قراراً «قضى بتكليف خالد محفوظ بحاح بتشكيل الحكومة»، وذلك بموجب اتفاقية السلام والشراكة التي تم التوصل إليها في 21 سبتمبر برعاية مباشرة من مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر. وكان أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس اليمني أيدوا في اجتماع رأسه هادي في وقت سابق صباح الاثنين تسمية خالد بحاح رئيساً للوزراء من بين عدد من المرشحين. وبحسب الوكالة الحكومية، فإن جميع مستشاري الرئيس باركوا «اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة في طريق تشكيل الحكومة بكامل قوامها من أجل تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الدقيقة». ويأتي تكليف بحاح بعد أيام على اعتذار مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد عوض بن مبارك، عن تشكيل الحكومة تحت ضغوط جماعة الحوثيين التي عارضت بشدة تعيينه واعتبرته «تدخلاً أجنبياً»، وهددت باحتجاجات شعبية قرب القصر الرئاسي جنوب صنعاء. وحظي اختيار بحاح رئيساً للوزراء بترحيب سياسي واسع، خصوصاً من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وجماعة الحوثيين التي سيكون لها دور في الحكومة الجديدة بموجب اتفاقية السلام والشراكة. وقال عضو اللجنة العامة لحزب «المؤتمر»، ياسر العواضي، إن تكليف بحاح بتشكيل الحكومة «خيار جيد» متمنياً له التوفيق في مهمته الجديدة، بينما قال عضو المكتب السياسي للحوثيين، عبدالملك العجري، إنهم يرون أن بحاح هو الشخص المناسب للمنصب، مضيفاً أن تعيينه سيساعد البلاد على التغلب على الصعوبات التي تمر بها. ودعا زميله في المكتب السياسي للحوثيين، علي البخيتي، إلى الإعلان عن التشكيلة الوزارية «في أقرب وقت ممكن لنشرع جميعا في تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، الذي اختتم أواخر يناير بإجماع وطني على الانتقال إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. ووصف الوزير اليمني الأسبق، القاضي حمود الهتار، بحاح بأنه «رجل إداري قوي الشخصية». وبالتزامن مع تسمية بحاح رئيساً للوزراء ارتفعت الأصوات في صنعاء للمطالبة بانسحاب مليشيا المتمردين الحوثيين من العاصمة تنفيذا لاتفاقية الأخيرة التي نصت على إزالة نقاط التفتيش غير التابعة للدولة في صنعاء ومحيطها مع بدء تشكيل الحكومة الجديدة. وأعلن ناشطون وحقوقيون يمنيون عن تظاهرة احتجاجية اليوم الثلاثاء في العاصمة صنعاء تحت شعار «لا للإرهاب. . لا للمليشيات». وقالوا في بيان صحفي نشرته وسائل إعلام محلية، إن التظاهرة ستندد بالهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة وستطالب بـ«إخراج المليشيات المسلحة في صنعاء»، متعهدين بالتصعيد السلمي حتى تنفيذ مطالبهم بـ«وطن خالٍ من خطر الإرهاب والمليشيات المسلحة». وستكون هذه التظاهرة هي الثالثة التي تندد بالانتشار المسلح الحوثي في صنعاء وتنظمها حملة شبابية تطلق على نفسها اسم «من أجل عاصمة آمنة». وكانت أحزاب «اللقاء المشترك» التي تشارك في حكومة تصريف الأعمال الحالية، دعت جماعة الحوثيين إلى سحب مليشياتها من العاصمة صنعاء، محملة الدولة مسؤولية حماية أرواح المواطنين. ودانت أحزاب «اللقاء المشترك» في بيان أصدرته ليل الأحد الاثنين، انتشار المسلحين في شوارع صنعاء واقتحامهم مقرات حزبية ومنازل خصوم سياسيين «في ظل الغياب شبه الكامل لكل الأجهزة المعنية بحفظ الأمن والاستقرار»، مطالبة الحوثيين بـ«العمل على وقف الانتهاكات المختلفة للمنازل والمؤسسات ومعالجة الأضرار الناتجة عنها». ودعت البيان الرئيس عبدربه منصور هادي إلى التشاور مع المكونات السياسية وتشكيل الحكومة، وفقاً للمدة الزمنية المحددة في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، مطالبا أيضا المكونات والقوى الوطنية «تحمل مسؤولياتها والعمل على التنفيذ الجاد والأمين لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني والعسكري خاصة تلك الأطراف التي دأبت على إعاقة وعرقلة عملية التسوية والمضي بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني». وأعربت أحزاب «اللقاء المشترك» في بيانها عن قلقها البالغ إزاء هذه الأوضاع وتداعياتها الخطيرة «التي تهدد أمن وسلامة واستقرار الوطن ووحدته» خصوصاً في ظل ارتفاع حدة المطالب الانفصالية في الجنوب المضطرب منذ مارس 2007. وتوافد آلاف اليمنيين الجنوبيين أمس الاثنين إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية للمشاركة في مسيرة مليونية اليوم الثلاثاء لإحياء الذكرى السنوية لاندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد المستعمر البريطاني الذي كان يحكم الجنوب. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي الانفصالي لـ(الاتحاد)، إن «وفودا كبيرة» قدمت من مختلف مدن الجنوب إلى مدينة عدن للمشاركة في التظاهرة التي ستقام في ساحة «العروض» بحي «خور مكسر» شرق المدينة. وذكرت أن شوارع مدينة عدن خلت من القوات الحكومية لتجنب وقوع صدامات محتملة مع المحتجين المناهضين لاستمرار الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب المعلنة في مايو 1990، مشيرة إلى أن السلطات المحلية سمحت بإقامة التظاهرة الحاشدة في ساحة «العروض» الحكومية بعد أن كانت منعتهم في مناسبات سابقة. وفيما أكد سكان توافد المئات من المسلحين إلى عدن وانتشارهم في بعض شوارع المدينة، نفت المصادر في الحراك أي وجود مسلح للمحتجين مؤكدة سلمية الفعالية الاحتجاجية التي سيتمخض عنها تكتل «جبهة إنقاذ الثورة الجنوبية» بقيادة الزعيم الجنوبي، محمد علي أحمد، الذي سبق وشارك في مفاوضات الحوار الوطني في صنعاء العام الماضي قبل أن ينسحب في نوفمبر إثر خلافات مع الرئيس عبدربه منصور هادي. وبحسب هذه المصادر، فإن «جبهة إنقاذ الثورة الجنوبية» ستؤسس لاحقا مليشيات أمنية وعسكرية يتم نشرها في مدن الجنوب «بعرض بعض إسقاط المناطق مرحليا»، في تجربة مماثلة لسيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة في الشمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©